نجيب طلال :
هـــــــلوســــة:
—————
الملاحظ وبشكل مكشوف؛ صمت شبه مطلق؛ وجفاف أقلام وأفكار: ممن يدعون[ مبدعين/ كتاب] تجاه الهزات التي أمسى [اتحاد كتاب المغرب] يعرفها بين الفينة والآخرى، وهاته المرة سيكون اجتياح الموت والخراب والدمار مآله ؛ وتلك ليست نهاية مناسبة؛ ولا مقبولة مهما كان الاختلاف أو التموقف تجاهه؛ لكن الإشكالية تكمن في كواليسه وعوراته وأسراره التي انكشفت بشكل أوأخر؛وما فاح من تصرفات ومسلكيات مخجلة طفت على السطح؛ و أمسى يعرفها جيدا ؛ كل مطلع على الصحف والمواقع الثقافية؛ رغم بعض التستر والمناورات ولعبة الفهلوة التي كانت تغطي جملة من الحقائق والملابسات المخزية؛ وممارسة التسويف والديماغوجية عن تاريخيته؛ وكيفية تأسيسه، وعلائقه بالسلطة والمال؛ ففي بعض الهزات، كانت تتمظهر بعض التنظيمات الموازية والتكتلات المناوئة،المنبعثة من بوتقته وأركانه،ولكن يبقى المستور مستورا؛ لكن في السنوات الأخيرة؛ روائح الفساد والإفساد فاحت خارجه؛ وبشكل غير مسبوق ؛ وبالتالي مساهمتنا ليست مزايدة بل مقال مقامه كشف الوجه الآخر وبوح معلن خارج [ الجوقة] ومن حق البعض أن يعتبرها هلوسة؛ ولكن ليست هلوسة مرضية؛ نتيجة خلل وظيفي في الدماغ .من شخص كتب في أواخر السبعينيات وأواسط الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي؛ عن [ذاك] الذي يسميه البعض: الصنم/ الخيمة/ الذي كان ولا زال يعبدوه العديد من الكتبة والمتزلفين؛ ومن المصادفات الجميلة؛ كلما كنا نوجه قولنا نحو [ الصنم] إلا ويندفع أويدفعون بعض ضعاف النفوس والمنبطحين له؛ للرد علينا ومن حسن الحظ أومن باب التحصين؛ القبلي: بأن مسارنا الإبداعي لا شبهات حوله[ليس للآنا حضور هاهنا؛ ولا محاولة لتضخيمها] مما يختمون مناوراتهم ، بأنه( يتودد بطريقة ملتوية؛ لكي يثير الانتباه ؛ الهدف أن ينخرط في الاتحاد) يالغباء من يلقب نفسه كاتبا/ مبدعا/ صحفيا/؟؟؟/ فهل بدونه سيموت المرء جوعا أوبردا وعطشا؛ إذ قلنا مرارا؛ بأن بطاقة العضوية لن تعفي دورية الشرطة من إيقافك؛ وأنت تتسكع في منتصف الليل؛ تبحث عن نص متفرد عن نصوص الجاحظ أو قصيدة تضاهي ابن الرومي أو الشمقمق؛ أو كنت في حالة سكرأو في حالة ماهم بسكرى ؛
ومدعاة هذا القول: فمسألة مفهوم[ الاتحاد] منذ عقود ؛ وهو يتحرك جوانية عتمة الرؤيا وفوضى المصطلحات، مما ظل بدون معنى أو تحقيق معنى المعنى مما يحتاج لنقاش أعمق ومسؤول للبحث عن الحقائق الملتبسة والأساسية بضوابط العقل والتعقل ؛ بعيدا عن السطحية والتشنجات والديماغوجيه واجترار خطاب الأوهام. إذا ما استنهض من[ غرف الإنعاش] وليست[غرفة] لأن هاته الهزات ليست وليدة اليوم، بل عبر تاريخه ؛والتي ولدت و تولد ردود الأفعال؛ إما غريزية،انفعالية وعدوانية أوانتقامية أوشتائمية أومصلحية … والمحصلة فجملة من الردود حول [صنم] الذي يعد خدعة لاستجماع الكتبة حول وفي رحابه؛ هي بمثابة هـلوسات، تنم عن انفصام في الشخصية؛ ومن خلالها نعتبره[ اتحاد المضحكات] لآن جـل مريدي[الصنم] أضناء إلا أن يثبت التاريخ براءة البعض وإدانة البعض ؛ وتأجيل الحكم على بعض البعض، وهذا لن يتحقق؛ لآن تاريخ (الاتحاد) غامض ومتشابك وفي تشابكه وغموضيته ؛ يتأثث المشهد الثقافي بالمضحكات والمغربات [كــيف ذلك ؟]
الـــعـــــــتبـــة:
=========
دائما يسترسل [الاتحاد/ الخيمة/ الصرح الثقافي/منظمة عتيدة/ الإرث التاريخي/الرصيد الرمزي/…/ تلك مفردات تزلزلك ونعوت ضخمة تضحـكك؛ وتارة تجعلك مستصغرا أمامه ؛ حينما نجد: فقد انبثقت المنظمة تاريخيا، من صلب الحركة الوطنية(؟؟) يا سلام ! طرح وإن كان مغالطة وتغليطا؛ يبدو مقبولا؛ مادام هناك غياب واضح لدراسات تاريخية، إذ فهل من المعقول هذا الذي يقال عنه خيمة [المثقفين] والذي عمر (54 سنة) وينصت لخفقات المجتمع ومراهنته على المستقبل؛ لا سطورا أو نبذة[ موجزة] عن بدايته وتاريخه؟ وهل فعلا هـذا الصرح الثقافي، تأسس على مشروعية ثقافية وما مشروعية مجتمع الستينيات من قبوله في نسيجه؟ كل هذا مغيب ويكفي أي متعنت أو[ فهايمي] يبحر في موقع[ اتحاد كتاب المغرب] ليرى مئات المضحكات(!) ويما أكثرها وأغزرها؛ ويمكن أن نقحم ما سبق في سياقها؛ إذ منذ انطلقت فكرة تأسيس [اتحاد كتاب المغرب العربي ] من طرف الكاتب الجزائري الذي كان مقيما في المغرب ( مولود معمري رفقة عزيز الحبابي أمام فنجان قهوة بإحدى مقاهي فاس( ليفند قولنا من له الإثبات والبرهان بالوثيقة) والمضحكات تتناسل بشكل لافت؛ وتارة مشهد أوحدث ينسيك في الآخر، لآن المنطلق لم يكن على أرضية صلبة ومشروع شبه إجماع ثقافي؛ بحيث كان قبل فكرة[ الحبابي أو معمري] نداء رائع،ومن خلال الفارق الزمني بين( الفكرة / النـداء) بداهة أن هنالك سطو مكشوف على( النداء) و لربما لم يعرفه أو يطلع عليه الكتبة والمستكتبين الذين يتهافتون ليصبحوا أعضاء[ كومبارس] في الاتحاد؛ فالنداء يقول[ ما رأي الأدباء في تكوين رابطة أدباء المغرب؛ تضم النـخبة الصالحة من ذوي المواهب والكفاءات؛ ومن ذوي الاستعداد الحي والاهتمام الجدي، يجتمعون في مؤتمرات دورية لهم يدرسون فيها مشاكل الأدب والثقافة والتوجيه؛ وينظمون نوعا من البحوث والدراسات ومختلف الأعمال الجماعية المفيدة](1) ففي تقديري؛ أنه كان نداء وأرضية عامة للآفاق الاشتغال؛ لكن لا أحـد من المثقفين آنذاك استجاب أو حبذ الفكرة والرغبة لذلك؛ ولاسيما أن مغاربة ذاك الوقت؛ كانوا مبتهجين بنشوة الحرية والاستقلال؛ لكن الجميل: أن الإجابة وردت سريعة و مضمرة وكاشفة للوجه الحقيقي للثقافة المغربية آنذاك؛ وفي عدم تلبية النداء من لدن المثقفين المغاربة[ومن المؤسف أن هناك جماعة من المثقفين؛ أو على الأصح أسماء المثقفين؛ لا يروقهم أن يساهموا في أي عمل مفيد يهم الشعب أو يهم الثقافة والفكر؛ لآن أمثال هؤلاء ومنهم دكاترة وصيادلة لا يرضون أن يتنازلوا ليجلسوا مع أبناء الشعب؛ ويتناقشوا في شؤونه؛ لا يرضى هؤلاء إلا أن يتصدروا حفلة ممتازة ليحتلوا مقاعدها الأمامية أو مظهرا شرفيا يحضره السادة والذوات من الطراز الأول… لقد كادت كلمة الدكتور أوالصيدلي عندنا تساوي كلمة(التاجر) بأبشع ما تحمل هذه من جشع وشره ](2) فإذا تمعنا وبرؤية موضوعية؛ لما أشار إليه المناضل القح الراحل[ م الحبيب الفرقاني] والذي هو صاحب (النداء) كذلك فالوضع الثقافي(كان) مختلا ومهزوزا؛ منذ الانطلاقة الثانية لتاريخية الثقافة المغربية(أي) ما بعد الاستعمار؛ وهذا ما نستشفه من شبه غياب بعض الوقفات أو الأحداث في سياق التأريخ والوثيقة؛ وبالتالي لا نعرف التركيبة الأولى للمكتب الذي قاده[ م ع الحبابي]؛ لأن مرحلته تميزت بالهيمنة الفرانكفونية. وهاته الإشارة لـها معناها؛ ومن خلالها تنقشع الرؤية لمن يدرك المغزى؛ وذلك من خلال تواجد مولود معمري وأسيا جبار ومحمد الديب (3) من الجزائر في تشكيلة المكتب. ولا وجود لمن يمثل (تونس) والمفارقة العجيبة؛ لنتمعن ما قيل في زمانه (…أود الإشارة إلى اتحاد كتاب المغر ب العربي؛ الذي يترأسه والذي لعب فيه دورا أساسيا دون ملل رغم السلبية المطلقة ؛ التي أبداها كتابنا المغاربة الذين مازالوا يؤيدون الاتحاد ـ كما يقول د الحبابي ـ بالفاتحة والبركة؛….أرجو أن يستأنف الاتحاد جهوده القيمة على الرغم من الأشواك والسلبية التي قابلته طيلة السنة المنصرمة,,,,](4) فحينما نستنطق الوثائق ونتمعن فيها بمعطيات الحاضر؛ نستشف بأن المجال الثقافي، ما هو إلا مجال تكميلي وواجهة تزينية؛ وليس مجالا فعالا في بناء مصير الآمة؛ بروح المسؤولية وإذكاء الحس بها لخلق توازن مجتمعي من خلال مجالاته ولبناته؛ وفي الوجه الآخر نجده مجالا بلاغيا وبيانيا لخطاب السياسي؛ الذي بنى وهم انوجاده على أنقاض الثقافي وتحكم في مصائره ؛ ليحول طوعا أوكرها إلى مستكتب ليس إلا؛ مما نجد البهرجة والضجيج والفوضى في المشهد الثقافي والتأمر ضد الفعل الثقافي؛ فالساحة لم تكن خالية من الجمعيات الثقافية؛ فمن يعرف ليعرفنا عن[ هواة القلم] التي كانت في عدة مدن مغربية، فمن يعرف ليعرفنا على[ الرابطة الفكرية] إلى غير ذلك؛ ومن هنا نتساءل ك(مثال) لماذا المرحوم إبراهيم حركات/المهدي المنجرة /المهدي بن عبود/…/ لم ينخرطوا في[ الاتحاد] آنذاك ؟بالنسبة للمهدي بن عبود كانت روح الفكر الحر حاضرة من خلال صوفيته والعمق الإسلامي طاغي على فكره(5) أما الثاني فجوابه يأتي من التصورات وما أكثرها في مؤلفاته ؛المضادة للفرانكفونية والتي يعتبرها أداة سياسية لها أهداف ثقافية و إعلامية واقتصادية واجتماعية ؛ والتي تخدم مصالح اللوبي الفرانكفوني ؛ الهادف أساسا لإشاعة التخلف والتبعية،
وبنوع من الغباء نتساءل مرة أخرى: لماذا رحل الأديب[ مولود معمري] لموطنه 1963 رغم أنه كان عضوا في[اتحاد كتاب المغرب العربي ] فأسس اتحاد كتاب الجزائريين؛ لكن المثير في الموضوع هل الكتاب الجزائريين أكثر عداء للفرانكفونية؛ أم هناك دوافع أخرى التي أدت[وقد قاطع كتاب اللغة العربية الاتحاد؛ ولم ينضووا تحت لوائه ،ثم ما لبث أن هجره أغلب الكتاب ولم يبق فيه سوى مولود معمري](6) وهاته المعطيات وربطها بالسياق السياسي وقتئذ؛ فمن الطبيعي أن يكون اتحاد كتاب المغرب يعيش غموضية في مساره التاريخي؛ بحكم انعدام قراءة تاريخية/ اركيولوجية لمساره وخطواته؛ علما أن لدينا أسماء لا زالت قيد الحياة أطال الله في عمرها وعطائها؛ عايشت كل المراحل بالتفاصيل؛ ك[ ع الكريم الطبال/ ع اللطيف جبرو/ خناتة بنونة/العربي المساري/مصطفى القباج/ أحمد بنميمون/ ع الكريم غلاب/ عائشة عبد الله إبراهيم/ مصطفى العلوي/ م السرغيني/…./
لــنا صــــلــــة
إشــــــــارات
1) مجلة رسالة الأديب العدد الأول سنة 1958
2) نفس المصدر مجلة رسالة الأديب العدد الثـاني لسنة 1958
3) كان مقيما بفرنسا منذ سنوات؛ فاختار المغرب مقاما سنة 1960 أول عربي يحصل على الجائزة الكبرى للفرانكفونية في 1994 التي أنشأتها الأكاديمية الفرنسية سنة 1986
4)مذكرات مسافر :لإبراهيم الهواري مجلـة المشاهد المـغربية ع 60 بتاريخ / 31/ 07/ 1961
5) انظــر الأعمال الكاملة للمهدي بن عبود/ رصد الخاطر-1- جمع وترتيب ومراجعة : محمد الدماغ الرحالي الطبعة الأولى 2005
6) انــظر لــموقع اتحاد كتاب الجزائريين
==============================
عـتـمة الرؤيا لصـنم الكــتبة – 02 –
****************************** نــجيب طـــــلال
صـمت في اتجاهين :
****************
بكل شفافية؛ أشير بأنني لا أملك الحقيقة المطلقة ؛ تجاه تاريخ [الصنم] ولكن الأهم هاهنا الإسهام الموضوعي؛ ليس فيه إثبات ذاتنا؛ بقدر ما هو إثبات واقـع تلك( المنظمة) من خلال المنطلق وتفكيك الآليات التي تتحكم فيه والمتغيرات التي تحكم صيرورة صورة الواقع الثقافي؛ باعتباره نظام متواصل من التراكمات التاريخية ؛ وإسهامنا يتجلى أساسا خلال المستندات والوثائق المتوفرة؛ والتي نحاول أن نستقرئ بها مساره التاريخي ؛ والذي لم يحاول أحد النبش فيه أو الاقتراب منه ؛ كأنه أحدى كينونة المقدس وبالتالي لا يجوز ولو بشكل ضمني البحث في منطلقاته؛ أوالتشكيك في تمظهراته وملابساته، أو طرح سؤال من قبيل: هل ولادته حملت طابع التعددية واختلاف اتجاهات الرأي؛ التي تفرض انعدام الاحتكار والهيمنة على الفعل الثقافي؟؟ وهذا نتيجة المدح المفرط وبالتالي: إن المدح لا يعلمنا إلا تقديس الأسياد والاعتقاد بأنهم من طينة عليا؛ ولو لم يكونوا أهـلا حتى لنـعتهـم بالخنازير(1) وهذا زاد من عتمة الرؤيا في الفعل والممارسة منذ الانطلاقة؛ مما نستشف ضبابية لمعرفة تفاصيل من تاريخه ونلامس انعدام ولو وثيقة وحيدة حوله موقعة في (موقعه الالكتروني) وسنأتي على ذكر الموقع في سياق التسلسل؛ وبالمناسبة لا وجود في مكتبات الجامعات ولا المعاهد؛ ولو مونوغرافية أو دراسة أو بحث جامعي حول هاته المنظمة في أفقها وآفاقها وحضورها في النسيج المجتمعي ـ لماذا ـ ؟؟ رغـم أن العديد من الأساتذة الجامعيين[ كانوا[أو] لا زالوا] منخرطين ؟ نتمنى أن يفند أحدهم قولنا ويجيب بعنوان واحد لدراسة أكاديمية[ ما] لأننا كنا نطمع حقيقة؛ أن يرد علينا أي فرد ينتمي (لاتحاد كتاب المغرب ) من خلال ما تم ذكره سابقا ويفند صفة[ الكتبة] أولا وثانيا يحاول أن يدحض ما أشرنا إليه؛ لكي يأخذ الموضوع طابعا جداليا؛ وبالجدل تتمظهر قضايا وحقائق؛ ويلغى ما عكس ذلك؛ لكن الصمت المطلق الذي تحضى به العديد من المواضع والكتابات؛ لا يعني أن هنالك اللا مبالاة حسب أدبيات السياسية أو القبول والرضى حسب أصول الفقهاء؛ ومن خلال ما تفضلنا بطرحه؛ صمت مطلق؛ كأنه لا وجود لمثقف أو أديب؛ تحمله حماسة الانتماء لتلك [ الخيمة] وبالتالي فالصمت: يتخذ منحيين (آ) الخوف من دخول مغامرة الجدل؛ في عوالم تحتاج لروح مرنة ونفس الطويل، ولاسيما أن العديد ساهم بشكل أوآخر في ممارسات مشبوهة ولا علاقة لها بالسلوك الثقافي والفكري(ب) غياب رؤية تاريخية للكتبة تجاه[المنظمة] وهذا يؤكد على زيف الانتماء؛ لآن الردود في هذا الموضوع تحديدا يحتاج لمعطيات توثيقية مضبوطة؛ وبناء عليه فصمت[ المثقف] ظاهرة مستدامة؛ وليست وليدة هـذا الموضوع أوغيره: فالصمت الذي يلوذ به المثقفون؛ وجنوح بعضهم نحو طرق الانتهاز، يكاد يحمل الجماهير على أن تنفض يدها عنهم ، غير أن القيام بدور طليعي ليس أمرا سهلا…. فلابد إذن؛ من أن يتفتح المثقفون على بعضهم البعض، وأن يدور بينهم حوار قوامه إنشاء رابطة فكرية موحدة هادفة ، إلى استجلاء الواقع وتحليله وتركيبه طبقا لمقومات شخصيتنا ولقيم التطور الحديث (2) أعتقد بأن هاته السطور واضحة كل الوضوح؛ وإن كانت تحتاج لتحليل أعمق لأسباب النزول؛ وذلك ولكن ما يهمنا بعد الصمت الذي يعد ميزة للمثقف المغربي؛ ما وضعناه تحت السطر
فلاش باك:
======
ما تحت السطر؛ يعد نداء اوبالآحرى صرخة. تلك الصرخة لم تأت من فراغ بل لها أسبابها، والتي ترتبط بوضع أني أو سابق؛ لا يحتمل أن يظل كما هو؛ ولا بد من تصحيحه أو الانقلاب عليه؛ ومن خلال السياق التاريخي؛ فا لنداء لاحق عن التنظيم[اتحاد كتاب المغرب العربي] وبالتالي فما تم تسطيره؛ يكشف لنا ضمنيا أن هنالك خلل ما في التنظيم؛ والمسؤول عنه مثقفو المغرب [ وقتئذ] وارتباطا بالسياق؛ نجد أنه تم إنشاء فيدرالية الجمعيات للانتشار الفرنسي في نفس السنة النداء/ الصرخة (أي) سنة 1964
فهل اتحاد كتاب المغرب في ذاك الوقت انخرط في الفيدرالية؟ سؤال نتركه معلقا الآن؛ لنستشف بأن التاريخ يعيد نفسـه، بحيث أن تلك الصرخة ضد [؟؟؟]تكررت في 1998 بتأسيس رابطة أدباء المغرب على يد أحمد المديني وسعيد يقطين وع الدين التازي وآخرون؛ بعده رابطة أدباء الجنوب من طرف عزيز الراشدي عبد العاطي الزياني وأخرون؛ وفي 2012 رابطة كاتبات المغرب والفكرة جاءت من الشاعرة عزيزة احضيه عمر، وتبنّتها مجموعة من الكاتبات كزهور گرام،أسيا رياحي زهرة زيراوي بديعة الراضي وغيرهن. ونلاحظ هجوما[ هجينا] على هـذا التنظيم؛ لأسباب يمكن أن يقرأ ما خلف سطور هذا التصريح والذي أساسا لا يليق بعضوة في المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب: إن “رابطة كاتبات المغرب” تبحث عن “التمويل من الخليج والمؤسسة الملكية بدل البحث عن مؤسسات تمويلية مستقلة، زيادة على أن هذه الرابطة تقدم نفسها كبديل لاتحاد كتاب المغرب في الكثير من الأحيان للكاتبات المغربيات، وهو ما سيؤزم العمل الثقافي النسائي” فما تعليقك؟
في الصحراء تعلمنا الترفع عن الملاسنات وخاصة نحن الآن في مغرب الرهان على المستقبل. تفاجأت كما تفاجأن مؤسسات “رابطة كاتبات المغرب” بتصريح الإعلامية الكبيرة ليلى الشافعي لموقع هسبريس كونها كانت من مؤسسات الرابطة. كنا نلتقي منذ أربعة أشهر متواصلة وآخر لقاء جمعنا قبل أيام قليلة من عيد الفطر، واتفقنا أن نتواصل على سكايب ( skype ) واقترحت علينا تسمية الرابطة بدل “كاتبات المغرب” بتسميتها “رابطة كاتبات وناشرات المغرب” وبالنسبة لما ورد على لسانها اتجاه زميلاتنا في الخليج أتعجب لرأي المرأة المبدعة اتجاه المبدعات (3) في تقديري أن التصريح والتعليق عليه؛ يكشف كيفية تركيب ذهنيتنا؛ المجبولة على زيف الانتماء وممارسة الخذلان وخلق الصراعات الجوفاء؛ من أجل مصالح ذاتوية وتأسيس العلائق الزبونية خارج المشهد وداخله في بعض الأحيان؛ لكي تتغذى تلك[ الأنا] وتقتات باسم الثقافة ؛ وهذا يساهم بشكل مباشر في الهيمنة تامة للفعل الثقافي، وإقصاء بأي طريقة الطابع التعددي للتعبير الثقافي واتجاهات الرأي، لكي لا تكون المنافسة على ما سقط من الموائد؛ وهذا الواقع لا يمكن طمسه والكشف عنه؛ لأننا الآن في زمن شحذ الذاكرة وإعادة إنتاج صفحات تاريخية موضوعية وخالية من المدح لزمان تبين أنه كان معتمـا ليظل المواطن العربي بليدا ومغيبا عن حقائق المشهد السياسي والثقافي ؛ لأن اللحظة الراهنة تاريخية، وتدعُو إلى مراجعة صريحة للذات. لأن العقل الجمعي للمجتمع بفطرته يمتاز بقابليته على التأثربما يتوارد عليه ويكثر ترديده عليه، مما ينتج عنه التصديق مهما كانت المعلومة مزيفة و بعيدة عن الواقع! بحيث هكذا انتشرت بعض الأفكار والأحداث الخاطئة؛ فصارت يقينية ولا تشكيك حولها بحكم أنها سائدة ومسترسلة ؛ وبالتالي فا لمرء يظل في عتمة قاتلة؛ تشل الإحساس وممارسة التحليل المنطقي؛ والوثائق والمستندات المستباحة الآن أوالمسربة من دهاليز التدوين؛ تؤكد وبالملموس أننا كنا في العتمة؛ لا رؤية لنا ولا رأي؛ وهذا ناتج عن البنيات والهياكل المتمأ سسه بعيد [ خروج]الاستعمار
تـأسيــس الصــنــم:
****************
لا يمكن تمحيص الحاضر وتفكيك آليته إلا بالعودة للماضي؛ باعتبار أن الحاضر نتاج ماضيه؛ وليس العكس وبالتالي: عندما استولت سلطة الحماية على مقاليد الحكم في بلادنا كان كل ما أحدِث بالمغرب من ألفه إلى يائه على النمط الفرنسي، وباللغة الفرنسية، وبالأساليب الفرنسية، أو بالطابع الإسباني … بالقسم الشمالي من الوطن المغربي (4) مما احتدم الصراع على مستوى تكريس اللغة ؛ وفعلا استطاعت الفرانكفونية أن تحقق توسعها وانتشارها؛ ليس بالقوة بل بإستراتيجية تأسيس التنظيمات مثل )الجمعية العالمية للكتاب باللغة الفرنسية سنة 1937( و)الاتحاد العالمي للصحافيين والصحافة باللغة الفرنسية عام 1952( وفي )1961 جمعية الجامعات الناطقة جزئيا أو كليا باللغة الفرنسية( وبالتالي فالمغرب ليس بمعزل عن هاته التنظيمات ومشاركة مواطنيه ؛ وكما أشرنا بأن فكرة تأسيس اتحاد كتاب المغاربيين؛ تولدت في إحدى مقاهي فاس بين (الحبابي ومعمري) وللعـلم فإن المقصود هاهـنا بمقهى ( النهضة) تعـد الأولى التي أنشئت في وسط المدينة الجديدة؛ والتي مفـتوحة في وجه المعمرين واليهود والمهاجرين من الجزائر وأعـيان المدينة؛ ولا حق للعديد من المغاربة الوصول إليها؛ لكن وجدنا نداء قبل هاته الواقعة؛ من جمعية الأديب في مراكش؛ ولم ينتج عنها ردود ايجابية أو استحباب للفكرة ؛ ربما لقـوة ومرام نداء التأسيس؛ بحيث نجد خطابا موازيا له؛ يشير بالواضح : فالثقافة المتحررة إذن يجب أن تكون لمصلحة الجمهور ولكن كما تعلمون يجب أن تكون بعيدة عن تملق الجمهور عوض أن تتملق له، ويجب أن تكون متحررة إزاء السلطات ولا ينبغي أن يصبح المثقف جنديا يقول ما تمليه عليه السلطات، بل يجب أن يبقى له كامل الحرية فيما يقول(5) فما يمكن فهمه من وراء السطور؛ أن هنالك تعليمات وتوجيهات لدعم الفرانكفونية؛ واستثمار رصيدها؛ الذي أساسا لا يخدم عموم الشعب المغربي (آنذاك) ولاسيما أن بلادنا تعرضت لظروف سياسية، وأوضاع ثقافية وفكرية عامة وإحباطات نفسية رهيبة ؛ في مدخل الستينات من القرن الماضي؛ فازداد نفوذ الفرانكفونية فيها، وبالتالي فانبثاق فكرة التأسيس[ اتحاد أدباء المغرب العربي]( نتذكر الصفة) من المقهى إلى المهرجان الفلسفي الذي نظمته( جمعية نبراس الفكر) بتطوان؛ فالسؤال المحيرهل كان لدينا فكر فلسفي محض؟ لماذا؛ لأن صيغة التأسيس وحمولة أفكاره وأوراقه؛ كلها مضطربة ومتناقضة؛ وسيلاحظ القارئ والمهتم بهذا الآمر في إطار ماهـوآت : وقد نشرت اللجنة التأسيسية لاتحاد أدباء المغرب العربي؛ بيانا بتاريخ 17 ماي1960 تنهي فيه لسائر الأدباء المغاربة والجزائريين والتونسيين؛ أنها قررت أن يكون مركز الأمانة لها بتطوان؛ وأنها آخذة في تحضير القانون الأساسي للاتحاد، وأنها تقوم بالاتصالات المباشرة مع سائر الهيئات الثقافية والأدبية الموجودة بالمغرب العربي؛ بجميع أجزائه، وذلك لإخراج الفكرة عمليا إلى حيز الوجود(6) نلاحظ بأن الإطار يوحي بمشاركة أدباء من ليبيا ومصر وموريطانيا؛ وهاته الأخيرة و في تلك الأثناء لها وضعية سياسية(خاصة) مع [المغرب] آنذاك :تفرض استثنائها من الموضوع ؛ وكذلك مصر التي كانت لها وضعية سياسية(خاصة) مع [تونس] لنركز على الجزائر/ ليبيا/ تونس؛ باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المغرب العربي؛ ولكن مـا ورد في البيان العام هناك إلغاء للقطر (الليبي) بكل بساطة لا علاقة له ؛ بالحلف الفرانكفوني؛ بحكم استعماره من لدن[ايطاليا] لكن في نص [ الميثاق] الذي سطره(اتحاد أدباء المغرب العربي) يقول بالحرف: فعقدوا اجتماعا في يونيو1960 بكلية الآداب بالرباط؛ وتمخض هـذا الاجتماع عن تكوين((اتحاد كتاب المغرب)) ليضم أدباء ومفكري ليبيا وتونس والجزائر والمغرب؛ ذلك أن وجود ظروف مماثلة وأزمة متشابهة يعطيان ضمانا أكبر لنجاح الفكرة، ومن أهم أهداف هذا الاتحاد؛ لم شتات الأدباء والمفكرين المغاربة وتقوية الصلات بينهم(7) فالمفارقة العجيبة هاهنا تواجد التعميم يضم أدباء ومفكري{ ليبيا وتونس والجزائر والمغرب} والتخصيص {اتحاد كتاب المغرب} فهل هناك استثناء حقيقي أم منقطع؟ إذا علمنا أن الاستثناء الحقيقي يفيد التخصيص بعد التعميم؛ والمنقطع يفيد الاستدراك لا التخصيص؟ ففي سياق هذه الرؤية اللغوية؛ هل هناك رؤية سياسية تحكمت في التخصيص ولاسيما أن التعميم لا يلحقه معنى التخصيص؛ لأنهما معنيان متعاقبان على التناقض لا يثبت أحدهما إلا حيث يتصور ثبوت الثاني ؟ ففي واقع الآمر ليس هناك استثناء ولا استدراك؛ باعتبار أن التعميم مندرج بين التصريح والتعتيم. بحيث لا وجود لليبيا ولا تونس في نسق التأسيس: ومهما يكن من أمر فإن جمهور المثقفين بهذه الديار لم يعـلمـوا عن الاتحاد ولا عن تأسيسه أو على مؤسسيه شيئا؛ ولو لم يتفضل رئيسه الأستاذ محمد الحبابي بتوجيه ملف شخصي لمدير هذه المجلة، لما علمنا نحن أسرة الفكر بشي مما وقع(8) فهذا التوضيح يكشف التناقضات والاضطرابات في رؤية هذا الاتحاد؛ وبالتالي فتاريخه غير واضح بالمرة؛ مما يفرض تأويل الأحداث لتغطية فجوات ناتجة عن الفراغ في المعطيات والمعلومات. لأن [ ميثاق الاتحاد] ومن خلال[ الملتمس الثقافي] الذي أصلا متعلق باتصالات[ الإعلام] أولا نجد بأنه ليس هنالك لجنة إعلام فاعلة؛ مادام رئيس( الاتحاد) هو الذي سلم الميثاق لتلك المجلة وغيرها؛ وثانيا ليس هنالك مثقف تونسي بادر لحمله للمجلة(؟) ورغم ذلك نقرأ في الملتمس: يوصي المؤتمر بما ياتي؛ إنشاء اتحادات محلية في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب؛
فمن حيث المبدأ المنهجي؛ في تقديري تستلزم مقتضيات تقوم مقام الشروط الموضوعية التي لا يمكن أن تتم ممارستها إلا من خلالها، و إلا فإنها تتحول أساسا كنوع من أنواع التعتيم و التشويش ؛ لفائدة مـن ؟ سؤال يجيب عنه ثلاث معطيات؛ ليست مؤولة بل محرزة في وقائع :
1 ) تغيير مقر الأمانة العامة من [تطوان] إلى[ الرباط] كما كان متفقا عليه في مرحلة التأسيس: وتزيد اللجنة في بيانها المذكور…… إلى الأمانة العامة للاتحاد – وذلك بالعنوان التالي: الأستاذ محمد الصباغ – باب السعيدية – تطوان (9)
2 ) الموقـف الذي صدر من الاتحاد ومثبوت في [الميثاق] مفاده: الترحم على أرواح الشهداء الجزائريين( لا اعتراض) ولكن تم إغفال الترحم على ضحايا زلزال أكادير في 29 فبراير لسنة 1960
3 ) ما أسفرت عليه الانتخابات الأولى: إن الاتحاد انتخب لجنة الكتابة المسؤولة في المغرب ؛ من الأساتذة – م عزيز الحبابي وعبد الكريم غلاب ومحمد براد ومحمد الصباغ ومصطفى المعداوي؛ وإن من ضمن لجنة الكتاب الجزائريين الأساتذة مولود معمري ومحمد ديب وأسـيا جبار(10)………..
للمـــوضوع صــــلـة
الإحــــــــــــــــــــــــــ
****************
1 / أدباؤنا والايدولوجيا للطاهر وطار مجلة الفكر التونسية ع 5 فبراير 1962 ص86
2 / بقلم رئيس التحرير: مجلة أقلام مغربية ع 1/ 1964
3 / تصريحات الشافعي فاجأتني: مجلتك النسائية حوار لفاطمة الزهراء : مع مؤسسة الرابطة بتاريخ 23 / 09 / 2012
4 / التعريب ووسائل تحقيقه: محمد الفاسي، مجلة الأصالة س 4 من ع 17/18 – 1973 ص 110
5 /نحو ثقافة متحررة لعبد الله إبراهيم في مجلة الأديب العدد 6/7 يونيو 1958
6 /اتحاد أدباء المغرب العربي مجلة الإذاعة الوطنية ع 24 س الثالثة يوليوز1960 ص15
7 / منـقول عن مجلة الفكر التونسية عدد1 / أكتوبر1961 صفحة (أصداء الفكر)
8 / نـــفـــــــســــــــه
9 / اتحاد أدباء المغرب العربي مجلة الإذاعة الوطنية ع 24 س الثالثة يوليوز1960 ص15
10 / جريدة العـلم – المغربية – عدد 4517 في 04/ 07 / 1960
—