إلى روح الصديق حسن سيف
مُمْتدٌّ طيْفُكَ في تَعَبِي
و شَفِيفٌ مثل المدى لا يُطالُ
و قريبٌ مَهْوَى القلب..
يَشُدُّ من عشق الأُغنيات الحَزْنَى
نياطا للقصيد أوْتار الرُّوَاءْ..
مقامًا للتّيه رنّانا
و طُفُولةً للْبَوْح تخضلُّ
..سادرٌ في اشْتعال المساءات
أنْتَ ..
لا ليْلَ في حُضْنك
يُسْلم الجَفْن لهدْهَدة السّماءْ
و لا بَحْرَ يُبلّلُ خطْوك الوارفَ
بِنِثَار ماءْ
..تُسرجُ الأوْجاعَ المُطهّمةَََ
على عَجَلٍ رَاحِلَةًَََََ
..و رحيلاً يخبُّ مَزْهُوًّا
يُسابقُ الرّياحَ الثّكْلى
إلى مهاويها الرّاكضَهْ
تجْمَحُ ..تجمحُ ..ولم يبْلُغْ مداها الشّفاءْ
..هَا أنَذَا أرْقُبُ فجْرا
يَمُوءُ على بابك المُوصَد دهْرًا
مُلْتاعًا .. يُكابدُ سَغَبَ السّنين
يَسْتجْديكَ خْيطًا من ضياءْ
بِأَصَابِعَ واجفةٍٍ
كُنْتَ تُواربُ دَفّةََ المُحالِ
و هَا أنْتَذَا مُمَدّدٌ في تَعَبي..
تجْدلُ حَبْلَ النُّبوءات الضّريرهْ
بأجنحة الخطاطيفِ
تشُقُّ غُدْراناً للنّشيجِ طافِحَهْ..
تعبُّ الكُؤوسَ غُصَصًا..غُصَصًا
بِنَفَسٍ واحِدٍ كُنْتَ تَشْربُها
و تُوقظ قنديل الأُمْنيات
من غفوته البريئةِ
..على حين غرّةٍ
من فجْركَ النّادب حظّهُ
على العَتَبَاتِ النّائحهْ ..
مُمْتدٌّ ظلّكَ الزّاحفُ في تعبي
يُقيمُ مأدُبةً للحُزْنِ القديمِ
على ضِفافِ القلبِ نابِضَهْ
يَا أيّتُها الرّياحُ النّائمةُ
على صفْصافةِ الأنين ِ
اُنْفُضي من على الأغْصانِ
حُزْنهُ الضّاربَ في تَعَبِي
أعْشاشَ اليَقِينِ الهادئةِ
فَعَصَافيرهُ البليلة
ما انفكّتْ هُناكَ ..
تخفقُ في صوتي..
مهيضةَ الغِناءْ
يا أيّها الظّلُّ المُمتدُّ في تَعَبِي
يا طيْفكَ المُنْتشِيَ بِنَصْر الكَبَوَاتِِ
قدْ حانَ وَقْتُ الوداعِ الرّحيمِ
لمْ تعُدْ هُناكَ من كلماتٍ
تُبرْعِمُ فوْقَ هذا الخرابِ العظيمِ
سِوى ظلٍّ زاحفٍ .. وعَيْنٍ غادِقَهْ
—