* ئه وه چييه براده ر ؟ awa chia Bridar .. ومعناه باللعربية : ماهذا ياصاحبي ..؟ أول جملة بادرت الى ذهني وأنا أتصفح الكتاب السردي الشيق لصديقي المبدع حسن البحار ( بحر أزرق .. قمر أبيض ) المتمثّلة بصفحاتها ١٥١ ، إنها رحلة إنسان مستكشف الى أقاصي الارض المجهولة في معناه لنا .. كونه راكب سفينة ، لانعرف واجهتها ولكن نتلمس صدق رُبَّانِها أو بالأحرى شاعرها ، فهو بحق ينظر الى الأشياء ببصيرة شفافة وإتقان شاعري ، وصياد ماهر لكي يصدر لنا لحظات الإجمال الأزلي من خلال سفرته المثيرة الى أرض تكون على كوكبنا ولكن مجهولة لنا نحن بني البشر .
* وأنا أدوّن ما أكتبه ، لا أجعل أمام عيني أية مدرسة نقدية أوكليشة جاهزة للنظر الى هذا المنجز بقدر كوني أحمل كاميرا حسي خاصتي و أواكب مسيرة البحار صديقي في رحلته ، فمنذ أن كان شابا لايعرف معنى الحياة واللذة وكيف كافئه أهله بأن يبتعد عن الجنس الآخر المكمل لنا دوما ، الى اللحظة إنشقاق الارض والتفاته فتاة غريبة له في رحلته ، كأنه يحدثنا عن كينونتنا كلنا . فنحن أيضا في بلداننا غرباء عن أجسادنا .. حتى يحين ساعة القرار ، فساعة القرار عند صاحبي في لقائه ب ( روستوريتا ) أو كما حب أن يقول لها ( ريتا ) ، وهذه الكلمة أظهرت عندي ما كانت تكمن بها وتبوح به الشاعر محمود درويش :
( بين ريتاوعيوني بندقية
والذي يعرف ريتا
ينحني ويصلي
لعيون عسلية ) .
وفي هذه اللحظة المفعمة بالصدق والإنسانية النبيلة .. يلتقي قلبان غريبان على أرض مجهولة لكي تولد قصيدة وتؤلف سمفونية بحجم جمال الكون ، فتاة في ٣٠ وشاب بحار في ٢٤، حتى هذه اللحظة كل شيء هاديء وسيرورته كماء النبع ، ولكن الفتاة أيضا تصتدم بواقع غريب من حيث كونها عمرها أكثر من صاحبي ولكن هذا لاتجعلها أن تتوقف عن ملاحقته ،وصاحبي البحار الصادق في مشاعره والشاعر في أحاسيسه ، جعل هذا الفرق العمري نوعا من أشعه نور تنبعث منهاعاطفة جياشة وإنجزاب نحو الآخر ، وكان لقاء وميعادا لولادة جميلة ونوع من التعارف الحسي والانساني بين ثقافتين وشخصين مختلفتين نسبيا ولكن موحدين إنسانيا .
وهكذا تكون الاعمال الجميلة الخلاقة … وهي بحق رحلة مثيرة من الواقع الى الخيال ومن عالم مادي الى عالم معنوي .. جعل منها قطعة أدبية وسردية رائعة وكان موضع أهتمامي كأنني أقراء مطولة شعريية لم أستطع الانفلات منها ألا حين كملت قرأتها بالكامل .
وقولي بأنها نوع من الابحار نحو القصص الغرائبية كونها نشأة في أرض الواقع ولكن لاتسري عليها قوانين فيزيائية ، بل قواعد الا كونية من الجمال وعدم الاستسلام الا لمكامن الجمال .
حسن البحار .. في رحلته يشبه سندباد عاشق وحالم ، يجعلك تتصادم مع الواقع أو تتصالح معه على وتيرة جميلة ورومانسية ، وبالفعل هذا الكتاب سمفونية صافية بتموجاتها الهائجة حينا والمنبسطة أحيانا . وأنا هنا لايسعني إلا أن أقول لصديقي : إستمتعت جدا لرحلتك وكان حقا رحلة مغايرة وجديرة بالقراءة وفيها نوع من الهارمونية والسعة للنفس في هذا الزمن الصادم وإلا شاعري وواقع مزري ، وفي الختام أقولها لك ثانية :
برخصة صديقي حسن البحار ….
—————————-
ربان ..
لسفينة السلام
وأتأمل الشط .
أنتظر ..
غدي الآتي
وببسمة ،
أودع أمسي
الماضي …!
٢٠١٦/١/١٨
السليمانية
—