محمد المعين العينقان عبد المستعان :
بين بغداد و بين الرباط
حجتان و شهور
فهل فيك بغداد
غير سحرزاد
لك سلطانة و زاد
في حجة الزائرين
إلى بلاد الرافدين
ضيافة و مصير
و في شعرها الحرير
و في طرفها الكون كله
بالنجوم مزين مبشور
و في خدها الشموس و البدور
و في ثغرها شقائق النعمان
و ريحان و زهور
و سحرزاد عروسة
في جنان الكرخ
تظل تسير
و بين ساحة الفردوس
و مكائد الرصافة
على ضفاف دجلة
يظل رهط الغدر يدور
و عيناي أنا على سحرزاد
لا أرى لي غيرها
و أعين الغادرين
على أنفس الصبايا
أنهر من القتل و بحور
و للقتلى في ربوع الشام
جنائز في كل يوم و قبور
و ظللت حاملا على البحر
في بنت الأسيف أسير
أرى الشعار يغالب الشعار
و لا حس لكليهما و لا شعور
و للحوريات النازلات
إلى نهج الرباط
أرداف و ألحاظ و خصور
و للغروب في عين غانية
رموش الأصيل
غابات من الخصلات و شعور
و مرت سحرزاد تمشي الهوينى
فوق هامات الحسان تشير
لي بطرفها الأحور
و وجهها الملائكي
متيم أنا بها و مسحور
و مدت لي بنحرها
نسمة البحر
تقبل بالملح خدي
فعانقتها بنشوة
يلبسها حبور و سرور
و نشيد رميته عليها
من رحم البر
في حر المصيف
برشفة تصبغها ملوحة
و يوقظها بخور
و الشمس حانية على المحيط
في مهرجان الغروب
لا تزال في الأفق تنير
و شحرورا حسبت النورس
أو بلبلا يغني
فتبرأ من نزق النوارس
بلبل و شحرور
و كنت على شفا لقطة
من عين جوال
متحرش بالشمس
إلى عين برج الناظور
بالجناح الأيمن
يشير على جارية تداعب خد أختها
و يلمس الرصيف خصرها
فتضحك مزهوة و تدور
و أمسيت وحدي
أعلق في دولاب الأفق مقلتي
فيسرقها تحت الضوء
خلف قامة الحسناء ظهور
و المنار الذي هنالك
قد ألفت أضواؤه العوم
في أعين البحر
معجب بحوريات البر مبهور
و في الحوض عقبان سابحات
عند الأصيل و نسور
و جبال تمتد عاليات
و وديان قانيات و بحور
و في بغداد حوريات
سحرزاد عليهن سلطانة
حانية الطرف
في الكرخ تبيت
لها فيه عرش عشتاري
و هودج مؤثث و سرير
و معشوق ظللت
فيها متيم مجنون
شارد النظرات مخمور
و بين بغداد و بينت الأسيف
أشرعة ممتدة و كمنجات
و عيطات عبديات
و فخار و زخرف منثور…
—