من خلال المكتبات الالكترونية ،اندحرت مقولة المفكر الساخر جورج برناد شو :(غبي من يعير كتابا والاغبى منه من يعيد الكتاب الى صاحبه) ..فهذه المقولة تخص المطبوع الورقي فقط ..وهذا المطبوع الآن صار في متناول اليد من خلال الاستنساخ ..بالنسبة للمكتبات الالكترونية وضعت امام اعيننا كنوزا لاتعد ولاتحصى ..وبالطريقة هذه سقطت التبريرات :( ماعندي فلوس..الكتب غالية ) ..نعم القراءة عبر الحاسوب تؤذي العين ..لكن لما نعمل كفريق عمل نستطيع سحب الكتاب على ورق طباعة .صحيح هو لايشبه اناقة المطبوع الاصل، لكنه يمشّي شغل ..كما نقول بالعراقي..ولاادري كيف اشكر ذلك الصديق الحريص على تزويدي بكل ما احتاج ، فأنا جاهل بالتقنية ، لكن صديقي ، ما ان ارسل إليه قائمة باسماء الكتب ، كل ليلة جمعة وضحى سبت حتى تصلني الكتب الالكترونية..وبدوري أرسلها الى صديق لديه طابعة في منزله..بعد يومين ، نلتقي يسلمني الكتب المسحوبة على الورق ، واسلمه بنديّ ورق طباعة..بعض الكتب أطلّع علىيها عبر الحاسوب : مجموعات شعرية..روايات قصيرة ..كتب في الصحافة أو حكايات الشعوب ..وهكذا تحوّل حاسوبي مكتبة فيها أكثر من مئة كتاب ضروري بالنسبة لي..لفتت نظري مكتبات نفعية تطالبك بالدفع المباشر بالدولار !! والسؤال هنا لماذا هذه المكتبات تطالبنا بالمال ؟ والكتب نفسها متوفرة في مواقع مكتبات الكترونية أخرى..اضافة الى هذه المكتبات العامة ..هناك مكتبات شخصية لمبدعين كبار ، صرتُ اتنزه فيها واقطف ما اشاء من الكتب ..ولايضيق بها حاسوبي..ربما سيكون المستقبل لهذه المكتبات وبالطريقة هذه ستتراجع المكتبات الورقية لكن ليس الان.. وهنا اتساءل ألم يدر بخلد الروائي رايبرادبري مؤلف رواية (451 فهرنهيت ) هذا البعد التقني والذي من المؤكد لن يتوقف عند حجمه الحالي كحاسوب نخزن فيه مكتبات ونتواصل من خلاله ايضا ، من المحتمل يتحول قريبا بحجم حبة العدس ..
———-
*مسح ضوئي/ عمود صحفي اسبوعي / طريق الشعب/ الثلاثاء / 23/ 2/ 2016
—