شيرين عبدالعزيز :
ماذا يلزمني بعدُ
لأصيرَ زيتونةً
بسيطةً
منكَ؟!
ماذا يلزمني لأتشرّبَ
اللّحاء الساذَجَ
المتلعثمَ؟!
ماذا
أيّتها الطائرة الورقيّة
المكلّلةُ برائحتنا المخبّأة
تحت أظافر أوّل شجرةٍ مررنا بها؟
كانت أوّل شجرةٍ مرّتْ بنا أو علينا
تعانقُ كثافَتَنا الرّخوة
وتستمدّ الضّوءَ
من بين أصابعنا
تنحني للريح المارّة بقربنا
تحت أقدامنا الحافية
وتتوسّل “سافو” أن تغنّي عنّا
آخر أغنيةٍ لأوّل شجرةٍ
مرّت بنا أو علينا
كان علينا
ألّا نُنهي رقصةً عذراءَ
في ليلتها الاولى
ليبقى البدرُ معجباً
بنواقص سراديب النّملِ
ماذا يلزمها أكثر
لتكونَ نحن؟!
نملتين حافيتين كنّا
نثرثرُ
تحت أوّل زيتونةٍ
مررنا بها.
—