مشرق جبار :
في أول عام دراسي في الكلية
كان الصباح كبياض عينيها مشرقاً
ببؤبؤيها الشمسيتين
وكان الجو صافياً كأنفاسها المتلئلئةُ بدفئ
دخلتُ بخطوات لم يسيل منها اللعابُ وراء فتاةٍ من قبل
دخلت وقلبي بلورةٌ لم تشع نبضاته على احداهن
طالبٌ علمي يرى الحب معادلةً بين قلبين لا تقبل الخطأ
فأحببتك من دون غاية تبرر وسيلتي
وحب من دون وسيلة ترابط؛
حب من وهم، من طرف حقيقة
تشبثن بظهري كما يتشبث الغريق بالهواء
فلم ألتفت لهنَّ، وأحببتكِ أنتِ!!
فلكل رمشةٍ من أهداب عينيكِ خفق من القلبِ!!
بحبك مقعد ومحاصرٌ به
تتجول عيناي حولك
وتستبصر في البعد
من النافذة المشبكة بالحديد
وتتلمسني كيد طبيب
كأني سجين محررة فقط عيناه
أعد النجوم
تحبني
لا تحبني
تحبني
لا.. لا تحبني
حتى قرحَ الوجدُ قلبي
وسلخ الليل لحم سبابتي
والنجوم كثيرة لا تحصى ولا تعدُ
قلت لها وقدمي ترتكز على أرض بهشاشة الماء:
لبعدك..
لكم يصبح المكان بطيئاً
ولكم يصبح الزمن خشناً
يسلخ جلدَ ايامي
كما تسلخ عاصفةٌ رمليةٌ زرقة السماء
قالت: لك الحب دمٌ من نار يسري في شرايينك
ولي دم من ثلج يسري في شراييني
لك سراب الصيف ترتشفه بكأس جفونك
ولي حليب الضباب أرتشفه بكأس الورد
لك النهاية ضيقة الأفق كرأس مثلث
ولي ما بعدها رحاب خضراء كثوب نبي .
—