زكية المرموق :
للَيلَتي رائحةٌ تُشيرُ إليهِ
ولعينيهِ مَوْرُ البحرِ وأحزانِ المطرِ
وأنا بين فنجانِهِ وذاكرتي
أتعرى في ضوءٍ أعمى
وأرعى شجرتَهُ بقلبٍ أشيب ،
أداعبُ حلماً ناعماً
لعاشقٍ لا ينام
كلّما اختليتُ بقلبي
كان ثالثَنا .
إليه راحلةٌ بحدائقي وحرائقي
أزرعُ في عينيهِ صَبْوَتي
لا شأنَ لي بتعاقبِ الفصولِ
أو نوايا الريحِ ،
شوقي عاصفةٌ في كأسِ القمرِ
كرسيٌّ بلا أرجلٍ
في الهبوبِ العنيف
نايٌ أضاعهُ عازفٌ
على الطريق ،
كلّما قشّرني الحنينُ
توضأتُ بقصائدِهِ
وكلّما أشعلتُ شمعةً لذكراه
أخضرَّ السقفُ
وحلقت من قصائدي النجومُ .
أيّها المسفوحُ في وحدتهِ
ما أنفكَ صوتُكَ يغسلني من الصدأ
ويستدرجني البحرُ إليكَ
وأنتَ تهدهدُ الجمرَ على الماءِ
وترسمُ كؤوسي بالعطشِ .
وأنتَ تعدُّ وجبةَ الشعرِ
هذهِ الليلةَ لنا
دعني أرتبُ حماقاتي على صدرِكَ
أنا جذرٌ في جسدٍ باذخٍ
يهطلُ رغبةً عليكَ
ويزهرُ في النسيم .
في مواقدِ التأملِ:
تلكَ الزوايا والهطول
تُميطُ اللثامَ
عن شموخِ الأرقِ .
جالسةً أنا دوني
وطيفُكَ الفضاءُ
كيف أتلمسُ الطريقَ إلى عشبِكَ
والموجُ يتأبطُ الرملَ إلى البحرِ ،
بخيلةٌ هذه البئرُ حينما تنفيني
خارج أرضِكَ
وحينما لا ترتوي منكَ
لا الأمام يتقدمني
ولا الوراء يبقى في مكان
أتركُ للمسافةِ ذاكرةَ الانتظار
وأحذية القدر .
وثنيةٌ هذه الوسادةُ
لا تخبرني عن أسماءِ السفنِ
التي احترقتْ في كأسكَ
ولا التي ارتوتْ من اشتعالكَ
أخبريني كيف أذكي مواقدي
الغابةُ نائمةٌ
والحطابُ تائهٌ بين الخرائطِ .
أيّتها السماءُ
أأنتِ لنا ؟
16 / 5 / 2016
—