يقولون ان العالم الرقمي سرق من المجتمع اشياء عديدة و منها اننا اصبحنا نعامل بعضنا الاخر ببرود و من خلال الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة.
و هي نظرية صائبة على الارجح .. الا تجربة بصرياثا ..فهي مستثناة ..
وحين قلبت للمرة الاولى مجلة بصرياثا التي ظهرت لي بشكل مفاجئ تماما حين كنت ابحر على شبكة الانترنت . كان يمكنني ان استذوق من بين سطورها امال و الام و تطلعات .
و حين ترسل نصك الاول الى بصرياثا .. و تنتظر الاجابة , سوف لن تتلقى اجابة اعتيادية ..بل ستستقبل رسالة كل حرف فيها يفتح لك ذراعيه ليحتضنك.و في ذيل الرسالة حيث توقيع المرسل ,لن تجد كلمة ” اسرة التحرير” او ” رئيس التحرير” او ” الاستاذ …..” بل ستقرأ و ببساطة تامة كلمة ” عبدالكريم”!!
اليس ذلك كاف ان تعرف مع من تتعامل ؟؟سألت نفسي مرات :لماذا رسائل عبدالكريم العامري تختلف عن عشرات الرسائل التي استقبلها على الرغم من اقتضابها ؟ .واجبت نفسي : ربما لانه اديب كاتب يعرف كيف يضع الحرف المناسب في المكان المناسب!
هذه هي بصرياثا ..ام حنونة , و لانها تنطلق من امنا البصرة ,من حنين نخيلها و بحرها و سخونة فضاءها و حلاوة تمرها و من يدها المعطاءة التي اطعمت و سقت من دون مقابل .لانستغرب ان يكون لها نكهة اخرى مختلفة تماما عن باقي المجلات.
الف مبارك لبصرياثا الادبية في عيد تأسيسها …و الف مبارك للاستاذ عبدالكريم العامري بهذا الانجاز و الدوام عليه.
—