كعادتها في كل عام تحتفل مسارح العالم في يوم (27) آذار بعيد المسرح والذي أطلق عليه يوم المسرح العالمي منذ ما يقرب الخمسين عاما حيث يكلف أحد المسرحيين الكبار بكتابة كلمة يوم المسرح التي تلقى في كافة مسارح العالم..
في هذا العام أعدت وزارة الثقافة (المعهد العالي للفنون المسرحية بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا) برنامجا حافلا احتفاء بهذا اليوم على خشبة مسرح الحمراء .
يستهل الاحتفال وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا بكلمة بعدها تلقي الفنانة الكبيرة منى واصف كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبتها الممثلة البريطانية جودي دينش ثم تلقى كلمة المسرحيين السوريين…تتضمن الاحتفالية تكريم عدد من رواد المسرح وأساتذته ( أسعد فضة – نعمان جود – ستيلا خليل – هبة البيروني – الياس طبرة) بعد ذلك تقدم مجموعة من المشاهد المسرحية والغناء والرقص الإيمائي لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بإشراف المخرج مانويل جيجي وعميد المعهد د. عجاج سليم, ومدير مديرية المسارح والموسيقا عماد جلول.
وفي مسرح القباني يستمر الأخوين أحمد ومحمد ملص بتقديم مسرحيتهما (ميلودراما) والتي بدأت عروضها منذ أربعة أيام وسبق لهما تقديمها في منزلهما العام الماضي كما قدمت في دار الأسد ضمن مهرجان مجلة شبابلك … أما مسرح حلب القومي فيقدم بمناسبة يوم المسرح العالمي العرض المسرحي (إطلاق النار من الخلف) تأليف وليد إخلاصي – إخراج وانيس باندك, تمثيل محمد شما – محمود هارون – إياد شحادة – ديانا فلاحة – هوري بصمه جيان – مروان غريواتي – محمد سالم – حسان الفيصل – يمان الخطيب, الإشراف العام أسامة السيد يوسف،وذلك على مسرح دار الكتب الوطنية في حلب اعتباراً من 27….
الممثلة البريطانية جودي دينش، تحمل الرقم 49 في تعداد المسرحيين الذين كتبوا كلمة يوم المسرح العالمي، فقد وقع اختيار المعهد العالمي للمسرح (iti) عليها لتكتب الكلمة … تقول الممثلة البريطانية جودي دينش في كلمتها في يوم المسرح:
(في اليوم العالمي للمسرح يحتفل فنانو العالم بهذا الفن بشتى أشكاله المتعددة. ذلك أن المسرح يشكل مصدرا للمتعة والإلهام، ويمتلك القدرة على توحيد الثقافات والأمم في مختلف بقاع الأرض. إلا أن المسرح يبقى أكثر من كل هذا حتى، فضلا عن كونه أداة للتعلم واكتساب المعرفة.
فالمسرح نشاط إنساني يمارسه كل شعوب الأرض قاطبة، دون أن يكون دوما وبالضرورة مقتصرا على بيئة تقليدية معينة. فالعروض المسرحية يمكن أن نشاهدها في أبعد قرية أفريقية صغيرة، أو أماكن فيما وراء أحد جبال أرمينيا، أو حتى على إحدى الجزر الصغيرة في مياه المحيط الهادي، لأن كل ما يحتاج إليه المسرح هو فضاء ضيق يتواجد فيه جمهور من الناس.
وبوسع المسرح أن يبعث البسمة على وجوه الناس، أو أن يستمطر الدمعة من عيوننا، مثلما هو قادر أيضا على حفزنا على التفكير والتأمل..)
وتؤكد دينش على الطبيعة الجماعية لفن المسرح: (..المسرح هو ثمرة تعاون فذ بين أفراد المجموعة المسرحية الواحدة. الممثلون في العرض المسرحي هم بشر حقيقيون، كائنات من لحم ودم تتحرك أمامنا. ولكن هناك مجموعات أخرى من العاملين الذين لا نراهم، وهم يقومون مع ذلك بدور رائع خلف الكواليس. هؤلاء ليسوا أقل شأنا من الممثلين، كما ان مهاراتهم الشخصية المختلفة هي التي تجعل العرض المسرحي حقيقة واقعة. ولهذا فإنهم جديرون بدورهم بأن يكونوا شركاء في النجاحات والمكتسبات الفنية التي نتمنى أن تستمر بلا انقطاع..)
وتختم دينش كلمتها بالتأكيد على أهمية استمرار هذا الفن (صحيح إن المسرحيين في العالم اتفقوا على جعل يوم السابع والعشرين من آذار عيدا للاحتفال بالمسرح، ولكن حري بنا ان نعتبر أي يوم من أيام السنة عيدا للمسرح، منطلقين من مسؤوليتنا تجاه استمرار التقليد المسرحي الهادف إلى تحقيق متعة الفرجة والتثقيف والتنوير لجمهور المتفرجين الذين ما كان يمكن لنا أن نوجد لولا تواجدهم دوما معنا. ..)
من هي الممثلة البريطانية جودي أوليفيا دينش؟ :
ولدت في مقاطعة يورك البريطانية يوم 9/12/1934 ، وشاركت لأول مرة في التمثيل من خلال عرض مسرحي في مدرستها ، وبعد تخرجها من مدرسة الفنون درست التمثيل في مدرسة لندن للصوت والدراما ، وفي عام 1957 مثلت أول دور بطولة حيث جسدت شخصية أوفيليا في مسرحية شكسبير الشهيرة ( هاملت ) بعد هذا تابعت عروضها بنجاح باهر منذ 1981 ( مسلسل A Fine Romance ) التلفزيوني ، و حصلت دينش على عدة جوائز سينمائية مهمة لدورها كملكة فكتوريا ، واشتهرت بدورها في أفلام عديدة آخرها فيلم ( ملاحظات على فضيحة) عام 2006 م .
اعتبر النقاد دينش إحدى أهم الممثلات حتى لقبت بالممثلة الأولى ، ورشحت مرات عديدة لنيل جوائز ، ومنها عشر جوائز DAFTA ، 7 جوائز لورانس أوليفييه ، جائزتان لنقابة الممثلين بالتلفزيون ، وجائزتان غولد غلوب ، وجائزة أكاديمي وجائزة تومي كما حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية لعام 1970 ، وسميت سيدة الإمبراطورية سنة 1988 م .
دينش ما تزال تواصل عملها الفني في المسرح والسـينما والتلفزيون ..اختصت جودي في المسرح بأدوارها الشكسبيرية ، لاسيما مع فرقة شكسبير الملكية ، فقد لعبت عدة أدوار مسرحية لشخصيات كلاسيكية ومعاصرة وكوميدية ….