نجاح إبراهيم*
هل كانت محضُ مصادفةٍ
أن تلهثَ رائحتكَ
كي تحطّ على هُدبي
تسيلُ على رقبتي غوايات
تحيي العروقَ الزرقْ؟
وأن تختبئَ التماعةُ عَيني
في عروةِ قميصِ الحريرِ
وأزهارِ ربطةِ العنقْ؟
غريبَين ولجنا الحديقة
على المقعدِ الخشبيِّ
جلسنا
ضبابُ الصّباحِ ينشرُ
سرائرَه
يُريحني من كتابةٍ أضنتني
وأسفارٍ أرهقت حقائبك
ياااااه!
ما زلتَ رجلاً
يغويكَ الأخضرُ
وبك رغبة أن تقرأ فيروزَ عينيّ
وبقيتُ امرأةً
تُسكرها كلمةٌ
تُشعلُ الرّيحَ فيها
وفي فتنة قصيدتها
تراقصُ الأسحارَ في داخلها
صامتَين كنّا
غارقيَن برذاذِ الضّباب
ماذا ينقصنا
إن تغيرنا؟!
أمجدُ بين يديكَ اخضرارَ الكون
وتقطفُ نجومَ السّماءِ
كلماتٍ ترميها على أطراف
خواتمي الرافلة بالأحجار الكريمة
وقرب قلب الفضة المتدثر بين شاماتٍ حيرى
كان المقعد ليستحيلَ محجّةً
ونكون مولويَين
يدورُ كلانا حولَها
حاملين بخورَنا
وتمائمَنا
وندورُ
ندورُ
غريبةً أبقى
في حلقي طعمُ المَنافي
وللألمِ في الرّوحِ سِفْرٌ
ومحطاتٌ
وراحلٌ أنتَ
إلى البعيد
لا سحابَ يوصلني
ولا حدودَ تُجيزُ عبوري
تباً لحروبِ البلاد
منْ أضرمَ الحربَ في الضلوع؟
ومنْ قسّمَ الحيطانَ
في البيوت؟
ومنْ ألّب الكتب الصفراء
لتستحيلَ سيوفاً وخناجرَ
تسنّها عروقنا ؟
رحتُ أفتشُ عن منابع الأنهار
لإطفاءِ النارِ
ويداك تجمعانِ الحطبَ من الغابة
من وقتها..
وحيداً تسامرُ الذئاب
وأنا ألاحقُ الأسماكَ الملونة
وباقاتِ النعنعِ
وفي الليلِ أنامُ على نجمٍ قصيّ
ألتحفُ بالغناء
كي لا أسمع عواءً
قادماً من الغابات.
—