عبد الرزاق الصغير :
(1)
في قصيدة
قضيت نصف قرن
أكنس الكلمات المنشّرة ، المكسّرة من ابواب الكنائس والمساجد
النجارين والحدادين والزجاجين
الزرائب
الخرائب
السبل الآهلة
والتي لا يسلكها أحد
كتلك المؤدية للجبانة
والمدينة الأثرية المسكونة
كما تقول الشائعات كلما غيّمت أو حط الظلام
تسمع ضوضاء في المسرح الحجري دون ناس وبعده يجيئ صوت أنثوي
بشيء يشبه الشعر
يا ما تنصت ووضعت ألآت تسجيل دون جدوى
الحدائق
عندما تخلو
الإدارات في الطوابق العالية
والتي في الجب
كمكاتب كتاب العموم
ومساكن الخدم
والمكتبات
أصفيها من الغبار المتراكم على الكتب من قرون
أحشوها في أكياس مستعملة أكدسها في شقتي
ربما يستطيع غيري إعادة إستعماله في قصيدة
(2)
أواه حبيبتي
مستوحش
منقبض النفس
لا شيء يملئ عيني
رأس الجبل
شاطئ البحر
لون الزهر
مذاق الشهد
ترُّفُّ عيني
أتطيّر منها
يملئ فضاء خيالي نعيق الغربان
خائفا مرعوبا أنا
أين أنت يا حبيبتي
سينفخ الملاك في الصور
كأن السماء ستطوى
يكسر المطر بلور نافذتي
أبحث على نظارتي على الأريكة
في قفة القطة
في الأورق المكورة في السلة
في الصحن
على رفوف الكتب
تحت المجاز أو فوق الطباق
أطل
ها هي إمرأة مسرعة تتقي المطر بشيء مبلول
تضمه لصدرها ربما معطف مطري أو كيس نيلون
يرش الماء ذهب فخذيها الرخامين
تدخل العمارة المقابلة
تترك بركة ماء صغيرة
وكيس النيلون الأسود
وعطرا يثيرقشعريرة الشهوة
وهي تعالج قفل شقة حبيبها
كأن السماء ستطوى
ستطوى
ياحبيبتي
أين أنت
(3)
سر
جهارا
الشجرة في فم الروح
الريح
عارية تستحم
الشباب في الشارع يتهكمون على أوراق يابسة
غادرتها حيوية القصيدة
قشعريرة الكناية
شهوة الإسقاط
—