في احتفالية فريدة نادرة أقامها اتحاد ادباء وكتاب البصرة صباح اليوم وبحضور جماهيري مميز ونخب من كبار ادباء وشعراء العراق كان على رأسهم القاص الكبير محمد خضير
والشاعر كاظم الحجاج ..ووسائل إعلام مرئية ..
افتتح الجلسة الاحتفالية الدكتور د. سلمان كاصد رئيس اتحاد ادباء وكتاب البصرة بمقدمة مركزة عن دور الاتحاد في خدمة الوطن في هذه الظروف ..وتحدث عن الكاتب القدير العلامة د. سعيد الاسدي .وكتابه ( الذائقة الادبية )
قبل الخوض في موضوع الكتاب المهم جدا ..لنطل على تاريخ هذا البلد..
في العراق 65 جامعة وعدد الأستاذة عدد كبير جدا. .منهم من هاجر ومنهم من يدرس هنا ..في البصرة وحدها بحدود 2000 استاذ جامعي وهذا رقم لايستهان به ..وأساتذة العراق يجوبون جامعات العالم لكفائتهم العالية والمميزة ….
قرأ الجميع وسمع الجميع وعرف الجميع ان الجامعات العراقية حاليا في مجال الجودة تسلسلها صفر ..وهذا مؤلم لكل شريف ووطني …
العالم جميعه يعرف حضارات العراق من اشور وسومر وأكد وبابل ..وغيرها ولكننا لانملك منها للأسف إلا تماثيل الأسود (أسد بابل) فلا أسد ولا بابل .. التي لاتاكل ولاتشرب .ولااعرف فائدتها ماهي ..اما مايخص الحضارات العراقية فهي تملئ المتاحف الإنكليزية والفرنسية والأمريكية والألمانية. والعالمية كافة. ..واظن اننا سنرجع للكتابة المسمارية إذا لم ننتبه للحالة التي نحن فيها .. .ولن ننتبه ..
لم تهتم الجامعات وكوادرها لما يجري في البلدان المتقدمة. .للاسف لازلنا ندرس فوائد بول البعير…كما سمعنا قبل أيام عن رسالة بهذا الخصوص …
نهض الدكتور الشمعة المتقدة ومصباح المعرفة قمرا وطنيا وتربويا وأخلاقيا ليمسح الظلام بقلمه وفكره النير الدكتور سعيد لديه أكثر من 80 كتاب تربوي وتعليمي ومنهجي ونفسي وعلمي وليس 40 كتاب كما ذكر الشاعر علي الامارة خلال إلقاء ورقته. .
دكتور سعيد جاء بمنهاج كامل ليرفع العراق من مقياس الصفر إلى تسلسل يليق بسمعة العراق ومكانته التربوية والعلمية والحضارية ..لقد وضع منهجا تدريسيا متسلسلا كاملا من المرحلة الأولى الابتدائية لغاية التخرج من الجامعة .وحتى التدريسين. .ومن التواضع انه يتحدث وكأنه أصغر طالب وليس كاستاذ متسلط..كما يفعل البعض ….
انه العراق المعرفي ..انه العراق الأخلاقي. .العراق الادبي ..وجميلا فعل عندما تحدث وكتب عن الذائقة المتكاملة للجمال ..بالصورة والصوت والواقع ..انه انقلاب على التخلف والجمود …انها دعوة لجميع الأستاذة والجامعات والوزارة لتبني هذه الخطط والمناهج لترفع من شان العراق وحالته التربوية المهمة….
نحن في آخر القائمة ..د.سعيد يقول لننهض بالعلم والمدارس لحالة متقدمة من القائمة ..وكانت دعوة دكتور حسين فالح لتشكيل لجنة لتعديل المناهج بالاشتراك مع د سعيد ..
لقد طرح الأب الروحي للتعليم منهاجه الرائع والمعالج للوضع المتردي ..علما رفض استلام عمادة جامعة بأمر وزاري ليتفرغ لكتابة المنهاج الجديد ..تطوعا منه لخدمة التعليم وتعديل منهاجه….
وافصح في ختام الجلسة عن طبعه لكتاب (الموسوعة المعرفية للتفكير ) الذي طبعه من زمان ولم يوزعه حتى إشعار آخر. .وكتاب ثالث أيضا. لم يوافق على طرحه حاليا لأسباب تربوية يقع في 480 صفحة….علما انه يطبع كتبه على حسابه الخاص ويوزعها مجانا ..
دكتور سعيد موسوعة علمية تتحرك ..جامعات بكامل كوادرها تكتب وتدرس وتتابع الوضع ..
انه الشمس التي تشرق في الظلام من أجل الوطن ..
انه الغيمة التي تحمل حبا للوطن. ..
انه وطن في استاذ
ملك في معلم
بحر من الكرم ..هكذا كانت الاحتفالية وهدفها. .
قدمها الدكتور سلمان بمنتهى الجمال والذوق والتمكن
تحدث د. فهد محسن عن الكتاب وهو الذي سجلت مقدمته باسمه ..وتحدث عن محاوره الثلاث باختصار لائق جدا ..لان دكتور سلمان حدد الوقت للمتكلم ب 7 إلى 10 دقيقة شرح خلالها دكتور فهد ان ما قدمه الدكتور سعيد الاسدي يطرح لأول مره ولم يسبقه أحد لذلك كون الأمر يحتاج إلمام كبير وثقافة عالية وتخصصات مختلفة وهكذا نجح فيها د.سعيد.
تحدث الدكتور عامر السعد وقدم شرحا دقيقا مختصا بالامر وأثنى على إمكانية الدكتور ونجاحه وتهنئته على هذا الإنجاز.
تحدث د.حسين فالح مقترحا إدخال الكتاب منهاجا للتعليم
تحدث الاديب محمد صالح عبد الرضا عن علاقة صداقة ودراسة استمرت 40 عاما من المودة وكانت ورقته غاية في الجمال والذوق والعبارات الراقية جدا..
تحدث دكتور عياد اسماعيل عن تجربته وعلاقته بالدكتور وسمعته في الجامعات العربية كافة .وذكر قصة طريفة..
تحدث بعده الدكتور سراج محمد ..عن الكتاب وأهميته وضرورة تدريسه واتباع الطرق التي ذكرها للارتقاء بالواقع التدريسي ..تحدث بعدها الشاعر علي الامارة وتطرق للتعليم وعن أهمية الكتاب واقترح تغيير اسم الكتاب ..وكان المقدم د.سلمان منتبها لجميع من تحدثوا وكان يعقب عليهم فلم يوافق رأي علي وفنده عندما وصف الدكتور سعيد بأنه ذكي جدا بمعرفة كتابه وعنوانه والمضمون والنتائج ..
كان الاستاذ محمد قال لي تحدث باختصار لأنه استاذك الأول. .فقلت له من يتحدث عن دكتور سعيد فهذا شرف كبير يسجل له ..اما انا فمثلي تلميذ لايتحدث عن مثله استاذ الاساتيذ. .اكتفي بتقبيل تلك الأيادي التي زرعت اجيالا من الأستاذة. .
بعدها تحدث الدكتور سعيد واقفا قال اقف اجلالا لكم ..تحدث كعادته المتواضعه الكريمة البسيطة شكر الجميع وأثنى على الاديب محمد خضير والشاعر كاظم الحجاج .
بعدها أعلن رئيس الاتحاد عن تسليم الدكتور درع وصورة للدكتور سلمها له سيد الأدب محمد خضير مع كلمات موجزة كانت قيمة ابلغ من ألف محاضرة اسعدتنا كلماته وأسندت د.سعيد جدا . فكانت بحق شهادة عليا ..حين تحدث عن تعريف القامة القصيرة بوصف نادر ثمين ..(جمع بين الإلهة والبشر)
انتهت الجلسة على تيار الجنريتر بدرجة حرارة تخطت ال 55.ولمكانة الدكتور الادبية استمتع الحضور بصيف حار ونسمات ادب تشرق من استاذ بصري أصيل. .عراقي وطني أصيل. .
—