سلمى حربة :
لُمَني نِثارَ عُمرٍ
أغدِقْ بِزهوٍكَ نسائمَ الفَجرِ
انْثُرْ عَبيرَ المطَرِ فَوقَ حُقولِ الرُّوحِ
تَمَنَ أمنيةً أخيرة
قَبلَ انفِضاضِ الضَوءِ عن حُقولِ البَنفسجِ
وقَبلَ رحيلِ آخر أجنحة الفراشاتِ
حيثُ موتِ الرّقة الاخيرِ
دَعني الملمُ حباتِ الفجر ِ
عن كُفوفِ النخيلِ تهشُ عصافيرَ الصَّباحِ
نواحي النهر الكسير
ينسابُ بين شقوقِ اليُبس
بقدمينِ ثقيلتينِ
رقرقةُ ماؤه كحفيفِ
قدمي غريبٍ
غادر ارض خريفية
تتلاعبُ بها الرياح
أوراقها الصفر حكايات حنين
الاشجارُ تستمعُ لصوتِ القُبرات
والسماءُ سَقطتْ عن حافةِ الاثير ِ
قوسُ قزح تهدَّلَ
بهُتَ كبُهتانِ مدنٍ تَركها الغيمُ
وسافرَ يبحثُ عن سماواتٍ أُخر
او كشمسٍ نَسيت أن تشرقَ بين
عباءات النساء السود الزاحفة
فوق طين الارض السمراء
ك وجع الهجير
أو ك راحة يد تمسد على جبين ليل محموم غائرة عينيه
يبحث عن نجمته القطببة
خَبتْ حينَ غادرها فتات الضوء
لمني نثار وقت قد انقضى
وتاه يبحث عن خطوط بلا مسار ولا قدر
لمني نثار
نثار فقط ….
—