سبع سنوات انقضت بكل ما تحمله من هموم وآمال، سبع سنوات عجاف، بددت احلامنا في الديمقراطية المزعومة، واجهضت احلامنا في الحصول على عيش كريم، سبع سنوات حصدت ارواح كثيرين، وشردت آخرين، وما زالت ذات الاحلام التي حملناها في الصدور، احلام بحجم قلوبنا المنتفخة ألماً، غاب عنا اصدقاء، لم يرجعوا ابداً.. ولم تستطع تلك الامكنة التي عشنا واياها سنوات الغربة، غربة الروح والوطن، ان تعيد لنا ما ضاع..
سنوات شغلتنا بهمومها، واحزانها، ومنحتنا فرصة البحث عن بقاع كثيرة.. لم نرتو بعد، فما زالت ذكرى الاحبة تدور في رؤوسنا المكهربة.. قبل عامين ترجل من الديار كاظم الاحمدي، الاخ والصديق والمربي.. للآن اتذكر تلك الاحاديث التي امتلآت بها مقهى سيد هاني في قلب العشار.. للآن اتذكر ومع رائحة الاركيلات صوت ابو ضحى وهو يحمل رواية جديدة منحها اسماً جديداً، وجه الملك.. ربما كنت مثله ارى وجه الملك، عشت معه الرواية.. كما عشت الازلزماني التي كلفني ان اتابعها في دار الشؤون الثقافية ببغداد.. وعندما اخبروني انهم رفضوا نشرها خجلت ان اخبره، واحتفظت بالسر.. لم ابح به لاحد ولا له، لكنه ولفراسته عرف مغزى صمتي وقال: لم يرغبوا بنشرها!
نعم ايها المعلم الكبير، انت الافضل، افضل منهم واطهر، كلما دارت عليك اسنة حرابهم كنت تقف باسماً ملفعاً بالصبر.. كنت صابراً مثلما كنت توصيني بالصبر.. تندر بعضهم لقوة الاصرة التي جمعتني بك حتى سمّوني الاحمدي وسموك العامري وقلت عندها هذا شرف لنا..
ها انت ذا تغيب عني انا العائد للمدينة الهرمة، اجلس منفرداً في زاوية المقهى، ابحث عنك.. يسألني من في المقهى عنك.. قال لي احدهم انك لم تغادرها، كنت ملازماً بالجلوس حيث المكان الذي كنا نجلس فيه، بين دخان الاركيلات، سألوني عن غيابك.. لم يقل لهم احد انك ارتقيت الى السماء، وتقربت من الله الذي كنت تحتفظ بحبه مثل منشور سري..
نم قرير العين ايها الحبيب.. كاظم الاحمدي.
نم هانئاً، هادئاً مثل طلعتك البهي..
سنلتقي في الثلاثين من حزيران في كل عام في ذات المقهى..
سنوات شغلتنا بهمومها، واحزانها، ومنحتنا فرصة البحث عن بقاع كثيرة.. لم نرتو بعد، فما زالت ذكرى الاحبة تدور في رؤوسنا المكهربة.. قبل عامين ترجل من الديار كاظم الاحمدي، الاخ والصديق والمربي.. للآن اتذكر تلك الاحاديث التي امتلآت بها مقهى سيد هاني في قلب العشار.. للآن اتذكر ومع رائحة الاركيلات صوت ابو ضحى وهو يحمل رواية جديدة منحها اسماً جديداً، وجه الملك.. ربما كنت مثله ارى وجه الملك، عشت معه الرواية.. كما عشت الازلزماني التي كلفني ان اتابعها في دار الشؤون الثقافية ببغداد.. وعندما اخبروني انهم رفضوا نشرها خجلت ان اخبره، واحتفظت بالسر.. لم ابح به لاحد ولا له، لكنه ولفراسته عرف مغزى صمتي وقال: لم يرغبوا بنشرها!
نعم ايها المعلم الكبير، انت الافضل، افضل منهم واطهر، كلما دارت عليك اسنة حرابهم كنت تقف باسماً ملفعاً بالصبر.. كنت صابراً مثلما كنت توصيني بالصبر.. تندر بعضهم لقوة الاصرة التي جمعتني بك حتى سمّوني الاحمدي وسموك العامري وقلت عندها هذا شرف لنا..
ها انت ذا تغيب عني انا العائد للمدينة الهرمة، اجلس منفرداً في زاوية المقهى، ابحث عنك.. يسألني من في المقهى عنك.. قال لي احدهم انك لم تغادرها، كنت ملازماً بالجلوس حيث المكان الذي كنا نجلس فيه، بين دخان الاركيلات، سألوني عن غيابك.. لم يقل لهم احد انك ارتقيت الى السماء، وتقربت من الله الذي كنت تحتفظ بحبه مثل منشور سري..
نم قرير العين ايها الحبيب.. كاظم الاحمدي.
نم هانئاً، هادئاً مثل طلعتك البهي..
سنلتقي في الثلاثين من حزيران في كل عام في ذات المقهى..