لم يعش محيط العلم وطلبته في مشارق الأرض ومغاربها محنة … كالمحنة التي عاشها قطاع التربية والتعليم في العراق أبان نظام دموي هتك حرمة المقدسات العلمية وأذل العلم ورجالاته خلال ثلاثة عقود من حكم الجلاد والمقصلة للعراق .
وبسطوة دكتاتورية أحال محراب العلم إلى محراب للاستجداء المستمر , والأبوية مابين الطالب والتلميذ إلى مذلة وخنوع , كان يعش محنتها المعلم والأستاذ وهو يرزح تحت رحمة مزاجيات الميسورين من الطلبة والجهلة من أولياء الأمور.
أنها سنين عجاف وقف فيها المعلم والأستاذ …كسيرا ..حسيرا على أبواب السلاطين, وهو يلوك أحشاءه كما تلوك النار بالحطب , وكم من معلم وأستاذا نام هو وأطفاله بلا لقمة تسد رمق الجوع والحاجة التي أنهكته وأذلته , وحولته من رسول علم إلى ساع بريد يتصدق عليه هذا وذاك .
ورغم كل ذلك كان ثمة من وقف ليحارب وبكل بسالة تلك المحاولة الرامية لإسقاط هيبة رجالات العلم وإيقاعهم في شرك الذل والاستجداء ,وقف يدافع عن شرف مهنته رغم جوعه وحاجته , لان عفته المهنية كانت مصدرا لقوته التي صنع منها مجدا لاسمه طيلة تلك السنين .
أسماء لامعة كنا نسمع صوتها وصدها وهي تحيل محراب العلم إلى نبع من العطاء والأبوة الصادقة فكانوا شموع أضاءت مخيلتنا دون أن نلتقي أو نرى بعضنا البعض إلا إن المخيلة كانت ترسم عما تسمعه من عطاء مهني وفني وأبوة كبيرة صورة مشرقه لهم عرفت فيما بعد أن مخيلتنا لم تكن مخطئة في تصوراتها عنهم فهم كذلك قولا وفعلا …هم أساتذة كلية الفنون الجميلة في ثغر العراق الباسم البصرة الفيحاء .
فمثلما البصرة كبيرة في عطاءها وتاريخها ورجالاتها فان أساتذتها الذين ائتمنتهم على علمها كانوا كبارا في عطاءهم …وعلمهم …وثقتهم في أنفسهم ….وأبويتهم …محبتهم التي لا مكان فيها للعنصرية أو التعنصر لابن المدينة على حساب المحافظات الأخرى بل لأنهم كبار كان حبهم يفيض كبديل عن فيضان دجلة والفرات اللذان يعتريهما النضوب فكان فيض محبة الأساتذة على طلابهم بصورة عامة كفيل بأن يكون بديلا عن ذلك الفيض.
عرفناهم من خلال ما سطروه من تاريخ فني طويل وكبير في العطاء وهم ليسوا أساتذة علم فقط بل رموز مهمة في خارطة الفن العراقي /تمثيلا/و/كتابتا/و/إخراجا/و/نقدا/ و/تشكيلا/و/موسيقيتا/,وصناع مجد فني طرزوا به خارطة جنوب القلب .
فلازال ذلك الحارس الأمين بتواضعه وعطاءه وحبه للشباب والجيل الجديد يبرق رسائله المشفرة لمدوني التاريخ مفادها “من لا يبدع وهويته عراقية فهو ميت لا محالة ” انه الأب الكبير وصديق كل الأجيال سعادة العميد الدكتور عبد الستار البيضاني أستاذ الصوت والإلقاء , متواضعا على كرسي العمادة حد العطاء وفارس علم في بلاط المحاضرة حد المسؤولية .
والمحدودب عطفا المولود من رحم المعانات والعارف بهمومها وسطوتها إن حكمت , الذي يعيش عنفوان محاربته لها كي لا تبطش بابنا (طالب) له ,غادرته كل العصور وبقي كما هو مبدع بلا حدود في ترنيمة العطاء وأستاذا كبيرا في علمه وتعليمه للآخرين انه الدكتور عباس الجميلي رئيس قسم الفنون المسرحية .
وذاك الراهب المسكون بالجمال والمهووس بالفن فلازال يطلق دعواته ومحاضراته الروحية لينير العقول التي أتعبتها بطولات الوطن الجنونية ليحيل الكراهية إلى حب والقبح إلى جمال ذلك الدكتور طارق العذاري الذي يعرف ما يريد دائما وذراعيه على مصراعيها تفتح للطالب الغريب قبل القريب ,راهبا في العلم والعطاء .
فيما راح الكاهن المجبول فنا والمولد من الوريد إلى الوريد خلقا متجددا في إخراج ملحمة العمر ومسرحية القدر الذي راح يرتل جيلا بعد جيل بأناشيد الخصب والنماء كانه حفيد (اسخيلوس)و(سيفوكلس)و(يوربيدس)وهو يجول الروح ثكنة …ثكنة ليهديها رذاذ الحياة التي يصنع منها ذلك هو الدكتور كريم عبود الذي راح يعلم الذين لازالوا يحبون فنون الإخراج المسرحي فهو الكاهن في العلم وتراتيل الإبداع .
والإغريقي الأثيني السائر في تعبيد الحضارات في عقول طلبة نخرتها صولات الحروب وختمت عليها نياشين الهزيمة فيما راح يتخطى كل تلك العصور وهو يحمل بيده مشعل العلم ذلك الدكتور حسن خاقاني الذي نخر التاريخ وتسوق منه الفضلية ورمى عنه الرذيلة كي يجعلها بعيده عن أدبيات الجيل الجديد ,إغريقي الإصرار وأثيني العزيمة وعراقي العلم والوطنية .
وسليلة سمير أميس وعشتار لازالت تطوف أراضي الجدب والنضوب لتسقيها من رداء علمها ونماءها لتغير معالم تلك الصورة الخاطئة عنها وعن صنفها كأنثى لتعلم الأجيال درسا في العلم ” إن العلم هو قمة عقل وليس جنس ” فراحت تنسل بين حنايا الروح قادمة من معابد التاريخ العتيد لتعلم من لم يتعلم بعد كيف يكون الناجح ممثلا تلك هي الفاضلة الكبيرة الدكتورة ثروة يوسف.
والأروع من بين كل هذا العطاء ذاك الشيخ الحكيم الذي يذكرك ظاهره وباطنه بحكماء العرب العظام الذين طالما قرأنا عليهم ,عارف بفنون الصرف والنحو ,طليق في أم اللغات ..عربيتنا التي ضيعناها وضيعتنا ,ألا هو بقي صديقا حنونا لها وبقيت هي تزيده جوهرة فوق تجوهره ,ممتع في طريقته ,سلس في تعليمه ,جاد في أهدافه ,لذلك هو كما هو وهج القسم وقنديله المضيء ذلك الدكتور حكيم الجراخ أستاذ العربية وعرابها في الكلية .
والكثير الكثير من هذه النماذج المتحضرة تصول صولات الفرسان في كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة وأسماء كبيرة وتاريخ طويل ينحني خلف تلك الأسماء لأساتذة كبار سواء كانوا شيب أم شباب لأنهم مع إطلالة كل فجر جديد يعلمون الدنيا أجمعها درسا في الإبداع والعطاء وليبرقوا رسالة هامة جدا للعراق الذي هو الآن بأمس الحاجة لها “إن لتعليم يعني المحبة والعطاء الحقيقيين والوطنية الخالصة اللذان يكونان دائما الطريق المعبد لتعلم الآخرين” .
هذا ما سمعته عنهم ,ما رايته ولمسته على ارض الواقع لكهنة ورهبان البصرة الفيحاء , الذين انعم الله بهم على أجيال تعلمت منهم كيف يكون التعليم طريقا لبناء الإنسان قبل العمران .
وبسطوة دكتاتورية أحال محراب العلم إلى محراب للاستجداء المستمر , والأبوية مابين الطالب والتلميذ إلى مذلة وخنوع , كان يعش محنتها المعلم والأستاذ وهو يرزح تحت رحمة مزاجيات الميسورين من الطلبة والجهلة من أولياء الأمور.
أنها سنين عجاف وقف فيها المعلم والأستاذ …كسيرا ..حسيرا على أبواب السلاطين, وهو يلوك أحشاءه كما تلوك النار بالحطب , وكم من معلم وأستاذا نام هو وأطفاله بلا لقمة تسد رمق الجوع والحاجة التي أنهكته وأذلته , وحولته من رسول علم إلى ساع بريد يتصدق عليه هذا وذاك .
ورغم كل ذلك كان ثمة من وقف ليحارب وبكل بسالة تلك المحاولة الرامية لإسقاط هيبة رجالات العلم وإيقاعهم في شرك الذل والاستجداء ,وقف يدافع عن شرف مهنته رغم جوعه وحاجته , لان عفته المهنية كانت مصدرا لقوته التي صنع منها مجدا لاسمه طيلة تلك السنين .
أسماء لامعة كنا نسمع صوتها وصدها وهي تحيل محراب العلم إلى نبع من العطاء والأبوة الصادقة فكانوا شموع أضاءت مخيلتنا دون أن نلتقي أو نرى بعضنا البعض إلا إن المخيلة كانت ترسم عما تسمعه من عطاء مهني وفني وأبوة كبيرة صورة مشرقه لهم عرفت فيما بعد أن مخيلتنا لم تكن مخطئة في تصوراتها عنهم فهم كذلك قولا وفعلا …هم أساتذة كلية الفنون الجميلة في ثغر العراق الباسم البصرة الفيحاء .
فمثلما البصرة كبيرة في عطاءها وتاريخها ورجالاتها فان أساتذتها الذين ائتمنتهم على علمها كانوا كبارا في عطاءهم …وعلمهم …وثقتهم في أنفسهم ….وأبويتهم …محبتهم التي لا مكان فيها للعنصرية أو التعنصر لابن المدينة على حساب المحافظات الأخرى بل لأنهم كبار كان حبهم يفيض كبديل عن فيضان دجلة والفرات اللذان يعتريهما النضوب فكان فيض محبة الأساتذة على طلابهم بصورة عامة كفيل بأن يكون بديلا عن ذلك الفيض.
عرفناهم من خلال ما سطروه من تاريخ فني طويل وكبير في العطاء وهم ليسوا أساتذة علم فقط بل رموز مهمة في خارطة الفن العراقي /تمثيلا/و/كتابتا/و/إخراجا/و/نقدا/ و/تشكيلا/و/موسيقيتا/,وصناع مجد فني طرزوا به خارطة جنوب القلب .
فلازال ذلك الحارس الأمين بتواضعه وعطاءه وحبه للشباب والجيل الجديد يبرق رسائله المشفرة لمدوني التاريخ مفادها “من لا يبدع وهويته عراقية فهو ميت لا محالة ” انه الأب الكبير وصديق كل الأجيال سعادة العميد الدكتور عبد الستار البيضاني أستاذ الصوت والإلقاء , متواضعا على كرسي العمادة حد العطاء وفارس علم في بلاط المحاضرة حد المسؤولية .
والمحدودب عطفا المولود من رحم المعانات والعارف بهمومها وسطوتها إن حكمت , الذي يعيش عنفوان محاربته لها كي لا تبطش بابنا (طالب) له ,غادرته كل العصور وبقي كما هو مبدع بلا حدود في ترنيمة العطاء وأستاذا كبيرا في علمه وتعليمه للآخرين انه الدكتور عباس الجميلي رئيس قسم الفنون المسرحية .
وذاك الراهب المسكون بالجمال والمهووس بالفن فلازال يطلق دعواته ومحاضراته الروحية لينير العقول التي أتعبتها بطولات الوطن الجنونية ليحيل الكراهية إلى حب والقبح إلى جمال ذلك الدكتور طارق العذاري الذي يعرف ما يريد دائما وذراعيه على مصراعيها تفتح للطالب الغريب قبل القريب ,راهبا في العلم والعطاء .
فيما راح الكاهن المجبول فنا والمولد من الوريد إلى الوريد خلقا متجددا في إخراج ملحمة العمر ومسرحية القدر الذي راح يرتل جيلا بعد جيل بأناشيد الخصب والنماء كانه حفيد (اسخيلوس)و(سيفوكلس)و(يوربيدس)وهو يجول الروح ثكنة …ثكنة ليهديها رذاذ الحياة التي يصنع منها ذلك هو الدكتور كريم عبود الذي راح يعلم الذين لازالوا يحبون فنون الإخراج المسرحي فهو الكاهن في العلم وتراتيل الإبداع .
والإغريقي الأثيني السائر في تعبيد الحضارات في عقول طلبة نخرتها صولات الحروب وختمت عليها نياشين الهزيمة فيما راح يتخطى كل تلك العصور وهو يحمل بيده مشعل العلم ذلك الدكتور حسن خاقاني الذي نخر التاريخ وتسوق منه الفضلية ورمى عنه الرذيلة كي يجعلها بعيده عن أدبيات الجيل الجديد ,إغريقي الإصرار وأثيني العزيمة وعراقي العلم والوطنية .
وسليلة سمير أميس وعشتار لازالت تطوف أراضي الجدب والنضوب لتسقيها من رداء علمها ونماءها لتغير معالم تلك الصورة الخاطئة عنها وعن صنفها كأنثى لتعلم الأجيال درسا في العلم ” إن العلم هو قمة عقل وليس جنس ” فراحت تنسل بين حنايا الروح قادمة من معابد التاريخ العتيد لتعلم من لم يتعلم بعد كيف يكون الناجح ممثلا تلك هي الفاضلة الكبيرة الدكتورة ثروة يوسف.
والأروع من بين كل هذا العطاء ذاك الشيخ الحكيم الذي يذكرك ظاهره وباطنه بحكماء العرب العظام الذين طالما قرأنا عليهم ,عارف بفنون الصرف والنحو ,طليق في أم اللغات ..عربيتنا التي ضيعناها وضيعتنا ,ألا هو بقي صديقا حنونا لها وبقيت هي تزيده جوهرة فوق تجوهره ,ممتع في طريقته ,سلس في تعليمه ,جاد في أهدافه ,لذلك هو كما هو وهج القسم وقنديله المضيء ذلك الدكتور حكيم الجراخ أستاذ العربية وعرابها في الكلية .
والكثير الكثير من هذه النماذج المتحضرة تصول صولات الفرسان في كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة وأسماء كبيرة وتاريخ طويل ينحني خلف تلك الأسماء لأساتذة كبار سواء كانوا شيب أم شباب لأنهم مع إطلالة كل فجر جديد يعلمون الدنيا أجمعها درسا في الإبداع والعطاء وليبرقوا رسالة هامة جدا للعراق الذي هو الآن بأمس الحاجة لها “إن لتعليم يعني المحبة والعطاء الحقيقيين والوطنية الخالصة اللذان يكونان دائما الطريق المعبد لتعلم الآخرين” .
هذا ما سمعته عنهم ,ما رايته ولمسته على ارض الواقع لكهنة ورهبان البصرة الفيحاء , الذين انعم الله بهم على أجيال تعلمت منهم كيف يكون التعليم طريقا لبناء الإنسان قبل العمران .