حسين علي غالب
ها هم الأصدقاء الثلاث يخرجون يوم الجمعة من كل شهر .
الحزن و الهم مرسوم على وجوههم بسبب ظروف الحياة الصعبة التي يعيشونها .
يقفون على جانب النهر ينظرون إليه و يتبادلون أخبارهم المؤلمة و المملة كعادتهم ..!!
يتقدم نحوهم شاب في العشرينات من العمر و يحمل بيده صنارة صيد كبيرة و يقول لهم :أرجوكم راقبوا صنارتي و أنا سوف أذهب عدة دقائق لجلب قنينة ماء .
يحرك الأصدقاء رؤوسهم كعلامة لاستجابتهم لطلب الصياد الشاب .
تمر الدقائق و إذ يصدر صوتا خفيف من الصنارة ..!!
يتقدمون نحو الصنارة ، يجرون الخيط و يبدو أن الصنارة قد اصطادت سمكة كبيرة .
ذاك ينظر إلى الخيط من بعيد ، و الاثنان يجرون خيط الصنارة بصعوبة شديدة .
لقد ظهرت أمامهم سمكة كبيرة جميلة للغاية
قفز من كان ينظر على الخيط بالقرب من النهر ، و أمسك السمكة بيديه القويتين و جلبها إلى صديقاه .
شعر الأصدقاء الثلاث بالفرح فالسمكة كانت كبيرة و جميلة للغاية .
ارتسمت الابتسامة على وجوههم أخيرا ، نظر كل واحدا منهم إلى الأخر حتى قال أحدهم : ما أجمل وجوهنا و هي مبتسمة يالله منذ وقتا طويل لم أشعر بهذا الشعور الرائع ، و كذلك كم اشتقت لابتسامتكم .
يسلم من يمسك بالسمكة إلى صديقه الآخر .
يخرج جهاز الموبايل ،و يبدأ بالتقاط الصور للسمكة و لأصدقائه الفرحين .
يطرح أحدهم سؤال و يقول بصوتا مرتفع : ماذا نفعل الآن بالسمكة هل هي من حقنا أم حق الصياد الشاب ..؟؟
يصمت الأصدقاء لوقت قصير حتى يجيب أحدهم : نحن لا نريد السمكة فهيا لنعيدها إلى النهر و كأن شيئا لم يكن فلقد أدخلت السمكة الفرحة و البهجة على قلوبنا و أنا لا أريد إيذاءها .
يقتنع الصديقان بما قاله صديقهم و يمسك الأصدقاء السمكة و يقتربون من حافة النهر و يرمون السمكة و هم فرحين للغاية و يعودون إلى مكانهم السابق كما أنهم يعيدون الصنارة بنفس مكانها السابق .
يتقدم الصياد الشاب نحو الأصدقاء الثلاث و بيده قنينة الماء و يقول لهم : لقد كانت سمكة كبيرة و جميلة ..؟؟
أصيب الأصدقاء الثلاث بالذهول و الاستغراب فكيف علم هذا الشاب بأنهم قد حصلوا على سمكة كبيرة و جميلة..!!
ترتسم الابتسامة على وجه الشاب و يقول لهم : لقد رأيتكم حزينين و شعرت بأن هناك سمكة قد علقت بالطعم فقمت بالادعاء بأنني سوف أذهب لجلب قنينة ماء رغم أن في جيبي قنينة صغيرة .
يقول أحد الأصدقاء إلى الشاب : هل خدعتنا أم انك تريد أن تستهزئ بنا ..؟؟
فيرد الصياد الشاب قائلا : لا لقد أردت أن اكسر حالة الحزن الموجودة في داخلكم و لقد نجحت فلقد كنت أراقبكم من بعيد .
يشكر الأصدقاء الصياد الشاب على فعلته فلقد نجح برسم الابتسامة على وجوههم و إدخال البهجة على نفوسهم .