عادل علي عبيد:
كطرق الراح
او كالعروق الثائرة
تتشابك السبل
تعبّد خريطة الزمن
وترسم ملحمة الخلود
في لهفة الهجير
او في قيظ الظهيرة
او سطوة البرد
– ما ابخس المسميات –
يحثون الخطى
غير عابئين بتوريات الطبيعة
كذبة الفصول
وجناية الحريق المشتعل
حنين النفس الذي يجهر بالإثم
الغيوم المتلوية ككرات السلاحف
القفار المشتعلة التي تفصح عن آي الخجل
العقول اللاهبة التي تنسجم مع حرّ القلوب
تقدم بقايا احتضار اللب على الأديم الساخن
حينما تسبق القلوب الخطى
يجهر التماع القباب
منشدا في الكون
يصرخ : …
يفتت الحجب الواهمة
هلموا إلى الشهادة
هلموا إلى الثورة
هلموا إلى المجد
إنهم سادتي صولة للبيان المحتبس
(مشاية) ..
ينحرون الدروب كالنفوس
ويجسدون سر الانتماء
القديم الجديد
على ارض لطالما تنتشي بالموت
يزحفون ..
الموت الذي يخاتل الخطى
يتلبس بالمثابات
يبتسم بخبث الضباع
وهو يعتلي منصة البراءة
لا تبتئس سيدي ..
فهذي القرابين نذور عروبتك
طريق القدس القادم
ولكنها ستتركك …
لتصعد إلى السماء
بلا جناح او دعاء
(2)
قد تسأل عن سر ذلك الحب
الحب الجنون .. الذي لا يعرف الحدود
ولا يعترف بالمسافات والقرار
لا تعجب .. ؟
انه سيدي كقطرة الندى
تلك التي تتلوى على ورقة راعشة
راقصة مع الريح
تتمايل على غصن ذاعن
كلما بخرتها الشمس
تساقطت..
لكنها ستعود متجحفلة مع جيوش السحاب
ليفتح لها ألف ألف باب
وتحط على ذات الغصن
تحتضن نفس الورقة
لا تعجب ..؟
(3)
الأمراء الذين يطيلون النظر
يسهرون ..
يقيمون مآدب الليل
يحاصرون صوت الأذان
من أجل عيون عبوة
تنشر لهيب سوادها
لتفجر جموع البياض
(4)
ذلك السراج لن ينطفئ
على الرغم من تجدد العصف
وجدة الرياح الصفر
لن ينطفئ ..
قد تحتاج يوما قبسة منه
وتطرق الباب في جنح الليل البهيم
نعم .. سنقدم لك عيدان ثقاب من ذهب
وإذا حال بريقها دون الاشتعال
فلا بأس بالنفوس الحطب
(5)
هل أتعبك الفجر سيدي ؟
هل أعياك التفخيخ ؟
هل أجهدك زرع العبوات ؟
عدّ إلى كوخ جدتي
لتطبخ من أجلك (القيمة)*
– يا داعية القيم –
وتقدم لك الخبز الحار
المعجون بطيبة الجنوب
(6)
هل أنت حزين ..؟
ماذا ..؟
لم يتفجر حزامك الناسف
إنني أشاطرك حزنك الخائب
فيوما زرع أجدادك الطفوف بالموت
وسبلوا دروب كربلاء بالدماء
ولكنهم تعبوا …
ليمضي درب الحسين
(7)
الشعور الشعثاء
والثياب الممزقة
والوجوه المغبرة
والألسن اللاهجة
تختبئ فيها الملائكة
(8)
جرتك المثقوبة
تخرج منها الحسرات
تعال وضمدها بثرى العراق
فطين دجلة لم يخذل سالكه
ولا ماء الفرات
(9)
في الأربعين ..
تتسلق الجموع القرابين
تنشر الزاد والحب على أكتاف السبل
فمن يصل أعتاب الروح؟
ومن يرد ديّن الحسين ؟
(10)
على جسر الزبير
وقرب خطوة علي **
تتعالى الصيحات
تتمايل الرؤوس
وتنبثق الأعلام
وهناك …
في قنطرة السلام
تنتشر الأشلاء
لتمتزج برمال الطفوف
جثث وهام
—————–
* القيمة : أكلة عراقية تقدم في أيام عاشوراء عبارة عن حمص ولحم مثروم .
**خطوة علي : هو مسجد الإمام علي (عليه السلام ) او المسجد الجامع في البصرة الذي يستقبل آلاف الزائرين في أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) .