أوس حسن:
-1-
‘رقصة الموت’:
وتَمُرُ السنوات بفصولها وتعاقب ليلها ونهارها .. ويكاد أنْ يُقتلَ الصبر المُطِل على نافذة الأملِ الموعود وقارب الأيام… ما زال يَتَخَبَط في بحر ٍ عميق ٍ من الظلام باحثا ًعن مرفأٍ بعيد … عن ميناء حلمٍ صباحي يَتوسَدُ فيه ضفائرَ الشمس الذهبية فيداعب النسيم شراعَه المتعبَ ليمضي إلى هدوءٍ سرمدي ويغفو على سواحله الخضراء النائية ويمضي العمر ويمضي وما زلت أُسائل نفسي ….. أين هي ؟؟ في الأرض ……. في السماء ؟؟؟
وهل سأعشق الأرضَ بعد موتها ؟؟ … كرحيلٍ أبدي ٍ يُلمْلِمُ غبارَ الذكريات
كأمٍ ثكلى ينام الليل في أحداقها ويَحرُس دمعتها !
أم أن ناي الوجود سيعزف لحنا ً آخرَ من بين الحطام ليبدد فناء ً في وحشة صمتٍ أبيضَ كالفراغ… فَيُحيي الأرضَ مِنْ رُكامِها ….!
لتبدأ خليقة ً جديدةً للوجود ممزوجة ً بصراخِ الشعر الثائر في دمي وصدى أغنياتي لأنني كنت يوماً ً هنا وجعلت من جرحي المعتق في حب الانتظار وعشق الأسفار… دمعا أحمر…و لهيب نار .. يُشعِل الحرفَ من رماد كلماتي ..!
-2-
‘الرقصة الاخيرة’
وبعْد َرحلةِ العناء والبحث الطويل في محطات الانتظار … تَظهرينَ يا سيدتي ……. نعم تظهرينْ … بشموخ الجبال وجنون البحارتظهرينْ …. أمِن ْ طين الخيال خلقتِ ؟؟ أم سِحرَ أسطورةٍ كنتِ ……في غربة جرحي وشهقة ليل ٍ حزين مخلفة ً وراءك تاريخا ً من الحضارة وكأن البشريةَ َ تَمَخَضَتْ عن ولادةٍ جديدة لامرأةٍ حرةٍ ثائرةْ كرسولةٍ للعشقِ طالَ انتظارها .. أو سيدةً للأقمار تهوى سفرا ً ملائكيا في بكاء الصامتين …!!
عزيزتي فبَعْدَ أنْ انتَظَرْتكُ دهراً ً … وعَشِقْتُك قدراً ً سأنتظُرُكِ الآن خَلْفَ تلة ٍ تَسكُنها الشمسُ .. ساعةَ َ الغروب عندها ستسافر الأرواح إلى أوطانها وتتعرى الأجساد من زيف ذاتها وتتوحد القلوب سنُحَلِقُ عاليا ً في فضاءاتٍ لا محدودة ونَرقُص كالفراشات المنتشية بعبق الأزهار … على إيقاع ِ ساقيةِ صغيرة على أنغام قيثارةٍ بابلية … تفتح لنا باب الأبدية لنتحد معا ً ونَرْسُمَ لوحة َ المستقبل المجهولة …!!
رؤيا …
قال لها وصمتُ الليلِ لحنٌ حزين.. أنا مَن فرشت لكِ أطيافَ السَحَر
وقطفت لكِ وردةً من حقول القمر…لتداوي جُرحَ الساهرين’
قالت له:- …عيناكَ وجهُ نهرٍ يضيءُ الليلَ بالمرايا ….والنجومُ كلامٌ فضي وحزنٌ على وتر …عيناك سِحرُ آلهةٍ بابلية وعَبَقُ التكوين”
قال لها … أنتِ عشقي يا قدر القدر … أنتِ زهرةٌ في بستان حزني وفي غربةِ ليلٍ يهوى السفر… أنتِ حكايةُ شعبٍ عظيم وأطلالُ مجدٍ مندثر
أنتِ أسطورةٌ نسجتها الحكمةُ في قصص الغابرين’ومرافىءُ حلمٍ تنتظرها سفني في كتب الشوق ومدن العابرين ..
قالت له .. وعيون السماءِ تَكَحلَت بالبنفسجٍ وتجلت بأبهى الصور
وحزنُ الغيوم ترتيلةُ ماء ونسمةٌ تداعب أوراق الشجر
ستبقى ذكرانا تخلدنا كل ليلةٍ بنورٍ يحاكي صَمتَ العاشقين
سنولدُ كل ليلةٍ ألفَ مرة’على أنغام سمفونيةٍ من زخات المطر.