لا ينفك السياسيون يتخذون من صروح البصرة البائسة وسيلة لانطلاق حملاتهم الانتخابية الرخيصة، فكان آخرها ما صرح به الدكتور خلف عبد الصمد رئيس مجلس محافظة البصرة إلى قناة الحرة عراق واثناء تغطيتها لافتتاح مشروع الإنارة الملاحية لمدرج مطار البصرة، إذ صرح قائلاً : ((يعد هذا المشروع كبيراً جداً وسيمنح البصرة موقعها الصحيح، ليكون محطة ترانزيت عالمية لكل الرحلات الدولية وبامكان الطائرات الهبوط في أي وقت لان شركات الطيران والخطوط الجوية العالمية تبحث عن الطرق المختصرة)) وهنا لابد أن نقف على هذه النقطة الهامة لسيادة الدكتور ونقول له: ماهي سعة صالات الاستقبال في مطار البصرة الدولي؟ ما هي سعة صالات المغادرة؟ ماهي القدرة الاستيعابية لخدمات المطار من توفير بيئة صالحة للبقاء فيها مطاعم، اسواق…إلخ؟ ما هي المراكز الترفيهيه التي يحويها المطار؟ هل نظافة الحمامات ترقى إلى أن تكون وجهة عالمية لكل الرحلات؟ والسؤال الأكثر أهمية من هذا كله ألا وهو: ماهي وسائل النقل المتوفرة لدى مطار البصرة انطلاقاً من بوابة الوصول إلى مدينة البصرة…؟ بل لا نكون طماعين ما هي وسيلة النقل من بوابة الوصول إلى القطع الامني؟
دعني اذكرك يا سيادة الدكتور أن البؤس والاستهانة بالمواطن البصري وصلت إلى السرقة في وضح النهار من خلال تعيين سيارات نوع(GMC)يقودها ثلة من المرتزقة الذي يسرقون المسافر بشكل علني عن طريق ابتزازهم بدفع مبلغ 25 الف دينار عراقي لايصالهم من نقطة القطع الخارجية إلى بوابة صالة المغادرة وبالعكس، بينما يرفض أن يصعد في سيارته أكثر من شخص، إذ أن السعر المخصص من إدارة المطار هو 5 الاف دينار عراقي للشخص الواحد، لكن لايلتزم هؤلاء بهذه التسعيرة مما يضطر المسافر حتى لا يتأخر عن رحلته أن يخضع لهذا الابتزاز، وإذا ما وصلنا إلى نقطة القطع ستجد البؤس على أصوله من خلال وقوف المسافر في وسط الصحراء ليتعرض فيها لشتى الرياح العاتية والأتربة والازبال المتطايرة! ولا يوجد حتى سقيفة يستظل بها من أشعة الشمس المحرقة صيفاً، في حين لا يوجد أية معالم بنائية أو مرافق خدمية وكأن البصرة تعيش في ظل القرون الوسطى المتأخرة، بينما يقضي المنتظرون لأهليهم وذويهم حاجتهم في العراء انطلاقا نحن خلقنا للطبيعة فنكون جزء منها.
هذا هو حال مطار البصرة سيادة الدكتور، فكيف يعقل أن يأتي الأجنبي أو المسافر عبر الرحلات العالمية ليقف ترانزيت عند هذا الخراب والدمار؟ كيف يعقل أن ينزل في صالة طولها لا يستوعب ركاب رحلة واحدة؟ وبلا خدمات ولا مطاعم جيدة ولا مرافق صحية نظيفة بل حتى نظامية! لذلك نرجو منك ومن كتلتك الغراء أن تصحوا من نومكم العميق وسباتكم الجميل عندما تصرحون للقنوات التلفزيونية لان ذلك يسبب عسراً في الهضم.