هناك مثل صيني يقول (لاتعطيني سمكة ، وانما علمني كيف اصيد السمك)مثل يحمل من البلاغة الكثير ، ويحمل بين طياته الاعتماد على النفس ، وبذل الجهد لتعليم الاخرين مهارات اخرى في جميع المجالات.. اسوق هذا المثل الشائع الجميل ، لاتناول تجربة جميلة خضت غمارها مع زملاء اعزاء في مهرجان الكلمة الحرة الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة في البصرة ،والذي شاركت به 16 محافظة عراقية ..تضمن المهرجان محاور في المقالة ،والتقرير الصحفي ،والتقرير المرئي ، والتقريرالمسوع فضلا عن نشاطات اخرى ، اغلبها تصب في الثقافة والاعلام. وتشكلت لجنة تحكيم لتقييم الفعاليات المشاركة في المهرجان من الزملاء عبد الكريم العامري لتقييم المشاركين بالتقرير المسموع (الاذاعة) والزميل عبد العظيم على محور التقرير المرئي (التلفزيون) والزميل داود الغنام على محور( الخطابة ) وانا كلفت بمتابعة محور التقرير الصحفي المقروء(الصحافة). الحقيقة كانت تجربة ممتازة اتاحت لنا ان نعرف عن قرب طاقات شابة رائعة تحب الثقافة والاعلام ، بامكانها ان يكون لها شأن في المستقبل ، اذا ما واصلوا التجربة والدراسة ، واذا اخذت مديريات الشباب والرياضة في المحافظات بايديهم وهيأت لهم كوادر وامكانات فنية لتطور مهاراتهم في جميع المجالات. لكن الذي حصل ان بعض المحافظات ،ارسلت شباب بدون التاكد من نجاحهم واجادتهم للعمل الذي قرروا الخوض فيه .. والذي صادفني في محور التقرير الصحفي ، وبعد ان استلمت تقاريرهم الصحفية ، فوجئت ان بعضهم اعتمد على الانترنت في كتابة التقرير، او كتبه له احدهم !!، وهذا جعلني امام حيرة من امري، ساقيم التقرير على اساس ما اختاره البعض من الانترنت وبعض التقارير سبق لي قراءتها في صحف ومواقع اخرى.. ولان الوقت لايسعفني بالمناورة وكشف الحقيقة ، وحتى لا اتهم انني اقف ضد طموحات الشباب او اشكك بقدراتهم .. جاءني الاستاذ علاء الدين منصور طه ، المسؤول عن المهرجان وهمس في اذني . استاذ ريسان اعتقد ان اغلب التقارير مقتبسة من الانترنت ، قلت له نعم !! قال ممكن تطلب منهم كتابة تقارير الان يكتبونها هم شخصيا ؟ قلت له :استاذ اعتقد الوقت غير كاف لهذه المناورة!! قال: حتى لو نصف ساعة وانا متاكد انك ستكشف قابلياتهم بسرعة !! دعا الاستاذ علاء المشاركين ، الذهاب الى قاعة اخرى والتقيت بهم بعد ان وضحت لهم الموضوع ، باننا لانريد منهم تقارير نموذجية في مدة زمنية قصيرة، ووضحت لهم الفرق بين كتابة الخبر والتقرير والمقال ..وفي هذه الملاحظة وضعت لهم اولى الخطوات.. وقبلوا وبعضهم كان مترددا ..وبعد نصف ساعة او اكثر بقليل ,استلمت ماكتبوه!! لقد اكتشفنا من هذه المبادرة شباب رائعين في اختيار، مواضيعهم، وكتابة التقرير بطريقة مهنية افرحتنا جدا ..ووضعنا تقييم خاص على ضوء ما كتبوه بدون تحيز ولا حتى محاباة ابدا .. هنا اعود الى المثل الصيني (لاتعطيني سمكة ،وانما علمني كيف اصيد السمك)(اتمنى ا ن لايكون هذا المثل دعاية للصناعة الصينية )!! هذا الكلام اوجهه للمسؤولين عن الشباب في المحافظات كافة ،علموهم دربوهم اتعبوا على تدريهم ، ليكون الاساس متين لبناء جيل توفرت له وسائل افضل ما كانت متوفرة لنا .. تحية لمديرية شباب ورياضة البصرة ،التي نجحت في ادارة المهرجان العراقي، واحتضت عددا كبيرا من الشباب من جميع المحافظات ، ووفرت لهم كل ما يحتاجونه من وسائل الراحة والضيافة ،ونجاح المهرجان ، واتمنى لهم النجاح في مهرجانات اخرى. وهذا مجرد كلام.