حسين علي غالب:
ينزل الطابوق بهدوء وحذر من عربته الممتلئة والتي يجرها حمار إلى أحد البيوت الملاصقة لأحدى الدوائر الحكومية.
يلتفت الرجل العجوز بوجهه نحو صفوف العاطلين عن العمل الواقفين بقرب الدائرة الحكومية بحثا عن أي فرصة عمل ونظراته مليئة بالحزن والعطف عليهم ، فكل واحد منهم يحمل كومة من الأوراق فيقول بصوت منخفض: “”مساكين عسى الله أن يوفقكم بعمل””.
يراقب عن قرب العاطلين عن العمل الواقفين بقرب الدائرة الحكومية الرجل العجوز ، وهو ينزل الطابوق ببطء شديد وعلامات التعب واضحة عليه فيقول أغلبهم بصوت منخفض :”” مسكين…مسكين…مسكين”” .
ما عدا واحد فقط يقول بصوت مرتفع : تبا لهذه الحياة ما أتعسها .