يبتعد عن الأنظار ولايهتم بالدعاية ، منغلق على نفسه ولا يعبء بأهتمام النقاد بكتاباته عندما تقرأ روايتان له تصاب بالحيرة فأنت لا تسطيع فصل افكارهم عن بعضهم ولا تستطيع فى ذات الوقت أن تجد متشابهاً.
أنه الروائى المصرى أحمد حسين الصادر له روايتى ابن الطائع العام الماضى ورواية قندهار منذ أيام عن دار أوراق للنشر ، هو روائى من نوع خاص يسعى للكلمات البسيطة المتناسقة ويبتعد عن المصطلحات المعقدة التى يلجأ أليها بعض الكتاب ظناً أنها الموهبه فلا يجد من القراء أحد ، على العكس يسير هو فيجمع بين العامية والفصحى القريبه منها لتجد نفسك تغوص معه فى الأحداث بشكل يصعب معه ترك كتاباته.
أحمد حسين الذى أبدع العام القادم برواية ابن الطائع والتى جسدت مصر فى صورة شاب يعانى اقتصاديا فاستعان بسيدة اجنية ظنا انه ستساعده على الثراء غير مهتما بإطماعه فيه ليجد نفسه بعد فترة وحيدا لينضم لتنظيم ارهابى مجبرا ومكرها على ذلك عاد هذا العام برواية قندهار التى تتناول الأحداث السياسية بدءاً من الهجوم الامريكى على افغانستان فى 2001 م وتسمر احداثها لتاريخ مستقبلى من خلال سرد قصة شقيقان فرقتهم الحرب أحدهم لم يتجاوز عمره السبع سنوات فتبناه ضابط كبير بالجيش الامريكى ونقله معه للعيش بجواره داخل الولايات المتحدة والآخر هرب مع احد قيادات التنظيم الى باكستان وهو يظن مقتل شقيقه ويرغب فى الأنتقام له ولأسرته .
قندهار هى محاكاة لما يحدث فى المنطقة العربية والاطماع الامريكة فى صور تهتم بعلوم السياسة والفلسفة والإجتماع وعلم النفس بنسب متقاربه فلا تستطيع تصنيف الرواية تحت أى مسمى فقط هى أدب مثل ماقدمة نجيب محفوظ وطه حسين ويوسف السباعى .
روايتى ابن الطائع وقندهار يحتاجان دراسات ومناقشات واسعة من الكتاب والنقاد وليس مجرد كتابة مقال نقدى يتناول أوجه التميز والقصور فى الروايتين فنحن أمام حالة تميز أراها فريده وتحتاج للرعاية والتقدير من كافة الكتاب والمثقفين.
—