مروى ذياب :
كل منا يبحث عن رجفة كف تستكين فيها الروح،
نلجم أوجاعنا ونتلثم بابتسامات خائفة ممزوجة بغصة دموع،
فمن المؤلم أن تقول وداعا حين تريد البقاء،
ومن الصعب أن تضحك حين ينتابك البكاء،
ومن الأصعب أن تبحث عن النسيان وذاكرتك في صحوة.. لا تنام ..
وذاكرتي أنا لا تعرف النسيان،
يشتد وهجها وقت الكستناء،
وتهيج أوجاعها عندما يتلحف الليل بالقتام..
وليلتي هذه عصية عن النسيان،
المدينة معتمة خانقة
بوشاح مخملي يغطي القناديل السابحة
رنة أكاليل الصفصاف توقظ الأرواح الراقدة
والنوايا البيضاء والسوداء بين الأرض والسماء عالقة،
وسرب البوم يرتل بحة خيبة ..
هناك على الشرفة، أصيص الورد، انتابه الذبول
وفي ذبول الورود دوما حكاية..
حتى أوراق الزياتين رحلت عن عمر يناهز الحنين،
كل الخواطر الليلة ذاهبة في طريق الموت..
الكلمات تتسلل الصفحات دون تأشيرة عبور
والقلم يبكي حبره بلا هوادة،
والقلب يتلذذ المرارة بلا تذمر
والروح على حافة الفقد ..
ماتت “زهـــرة نيسـان”..
فمذ الليلة ما عاد للغمازات ظهور
ولا لشامات الزيتون عهود
ولا لوشم البربريات وجود ..
ليلتي هذه سأٌقضيها بين فهرس الذكريات،
أتوسل رماد العناق
أغرق في رغوة البن
أحرق التبغ
أبحث عن زهرتي
بين بقايا الصحف
وفي قائمة الوفيات ..
وداعا يا “زهـــــــرة نيســــان”
—