النص :
لن ابعثر شعوري الآن ..
الساعة غاضبة لحد الموت
ملفوفة بدهشتي الأولى..
عقارب اللحظة تلبس حذاء رياضي
تعلن عروس الماء ..
حلما بعيون واسعة.
والتراب يجمع حبات سداجته
بحمالة صدر غبية فارغة …
لأثداء قمر مثقوبة
تتسلل زفرات الطائر الصغير و منقار الغضب ..
أنقب بهدوء حبات المطر….
تكون العين صنارة يتيمة تلتقط أنفاسي الأخيرة…
السعدية الفاتحي السعدية ..
قراءة للنص :
كعادتها الكاتبة السعدية تأخذ القارئ رحلة في بحر الكلمات الهائجة تفاجئك بلطماتها أما أن تكون شجاعاً في استقبالها فتقاوم ماتقرأ وتفهم أو تؤول فتخوض مغامرة المتعة رغم المخاطرة. . أو تكون متكاسلا فتهرب لتقف على الشاطئ وتلعن الأمواج لأنها منعتك من السباحة أو التجذيف بسهولة ويسر دون عناء يذكر أو مغامرة مثيرة.
وهاهي تأخذنا في هذا النص إلى المغامرة. . وقد قررت أن اخوضها كقارئة واكتب قراءتي بعد الشعور بمتعة الخوض فيه ..
لن ابعثر شعوري الآن
عليها أن تستجمع قواها وتركز في لحظة محددة منحتها شعوراً بالحزن ستكتفي بهذا الشعور (الحزن)
الساعة غاضبة لحد الموت
تركت للساعة الشعور بالغضب لحد الموت. . لو تركت نفسها للشعور بالغضب أيضاً ربما ستموت من شدته ولذلك اكتفت بالحزن. .
بقيت مستقرة عند دهشتها الأولى لم تتقدم لمشاعر متلاحقة وردود أفعال متقدمة الدهشة تشعرها بالعجز عن فعل أي شيء من هذا. .
عقارب اللحظة تلبس حذاء رياضي. . أي أنها راحت تركض مسرعة لم تتح المجال للخروج من حالة الدهشة الأولى. .العقارب تركض وهي واقفة في مكانها ..
تعلن عروس الماء (شخصية خيالية) خارج حدود اللحظة. . الزمن. .حلما.. ً خارج حدود الواقع. . بعيون واسعة .. رمز لإدراك الحقيقة وفهم مايحدث والحلم هو البديل المعلن. . ولكنه يبقى حلماً لشخصية خيالية. . غير مسموح له بالتحقق. . واقع مرير لا يسبب سوى الشعور بالحزن والغضب ولامجال فيه حتى للحلم ..والحالم مخلوق غريب. .
التراب يجمع حبات( سذاجته ) فهو يمنح الأرض والإنسان وجودهما ومع ذلك يعود ليضم الأجساد بين حباته بعد الموت. . ..
(بحمالة صدر غبية فارغة. . لأثداء قمر مثقوبة ) جملة تعلن ربما عن سبب الدهشة كأنما هو مرض سرطان الثدي الذي يتسبب في البتر وترك الفراغ في الحمالة التي ستبدو غبية بدون الأثداء لقمر هو من صفات المرأة الجميلة … لتتسلل زفرات الطائر الصغير لمنقار الغضب. . امرأة بدون ثديين لن يحل محلهما سوى منقار الغضب ينهش بصدرها. . وهي تنقب بهدوء حبات المطر علها تطفئ نار الغضب المشتعلة في صدرها .. بهدوء؟لأنها تفقد حيلتها لاجدوى من أي فعل صاخب. .. العين آخر عضو تعلن باغماضتها الموت. . فكانت كصنارة تلتقط أنفاسي الأخيرة. .
رحلة اكتشاف المرض القاتل (سرطان الغضب )مابين الدهشة الأولى إلى الأنفاس الأخيرة رغم سرعتها ملأتها الكاتبة السعدية الفاتحي السعدية بلغة مشحونة بالوجع متقنة مشدودة بلا ترهل بلا زوائد تشد القارئ تجعله يتوقف عندها بثبات لايتعجل المرور ليستوعب الدهشة ويرحل محملا بكل الشعور الذي بثته الكاتبة في نصها. .
—