جماليات حضورك بطرواة شمس الضحى في شتوة بصرية ،معك لايجدي (خير الكلام ما قل ودل ) ياأجمل معالم بصرتنا :دروسك غزيرة كعطاياك ..وإبتسامتك هي هي ..من أنوار وجهك الوسيم : ألتقط استياءً جارحاً يعترض على مايجري بحق الشط والحدائق والشوارع والمكتبات ..مايجري صيّر بهجتنا أقصر من قصة بحجم الكف وحياتنا ذات مفاجأت تنافس المسلسلات الهندية المدبلجة الى اللهجة اللبنانية !! وحتى تبتسم أكثر هناك مسلسلات تركية مدبلجة الى اللهجة الخليجية !! اخبرك بذلك لأن تاج السخرية مايزال يحظي برأسك الحزين ….أيها الرجل الوتر : ثرواتك بمقاساتهم : سرير العازب ..وبقناعتك / قناعاتنا : محبة المعرفة والبصرة التي كانت تقلك الى وارشو..ماذا تبقى من حبيبتك (كراجينا) ؟ قصيدة بصيغة هدية من الوديع المسالم الشاعر مجيد الموسوي.. ؟! والأصح ان نقول ماذا تبقى من وارشو في وارشو ؟ومن آية تحريم النسيان : قصتك الخالدة وهي المبادرة القصصية الاولى في الوطن العربي ..لكن يبدو ان النقد العراقي مصاب بأزمة ضمير أو بالزهايمر ،لاأحد من قادة النقد العراقي تناول قصتك القصيرة الفذة (سيرة) والتي هي بحق سرد الفوتوغراف ..قصة بصرية نسبة للبصرة والبصر والبصيرة وكلها تعني البصرة ..أليس( الدنيا : بصرة ؟) يغترف السرد من لقطة فوتوغرافية: صورة بالابيض والاسود لجسر سوق المغايز ،تطل عليه ساعة سورين زمن اللقطة 1942ثم ينتقل الفضاء القصصي من المدينة الى الاسرة ،فالسارد ومن خلفه المؤلف محمود عبد الوهاب ،لاوجود في الصورة ولولا شقيقه أحمد ،لماتوفرت لديه نسخة من هذه الصورة، (الواقفون في الصورة من اليمين الى اليسار :كمال وخليل وعبد الواحد وأخي ) المغيّب في الصورة ليس محمود عبد الوهاب بل (مصطفى الذي كان آنذاك ،في أيامه الاخيرة ملازما فراشه بسبب اصابته بسرطان المثانة / ص41) ماقام به محمود عبدالوهاب في القصة القصيرة الفذة ، هو تكرار تحريم النسيان من خلال تحويل الخاص الى ملكية عامة..والخاص هنا صورة فوتوغرافية، التقطت بتوقيت الحرب العالمية الثانية، وتثبيت التاريخ في قفا الصورة يدعو القارىء المجايل من اهل البصرة الى استعادة ماكان يجري في البصرة وتحديدا منطقة الشعيبة كقاعدة بريطانية وغير ذلك من الاحداث ..وسرد المؤلف لم يحنّط الصورة بل قام بتحريك الشخوص كما يحدث في الشريط السينمائي ،فقد التقط المؤلف آواخر ايام الشخوص البصريين ..هاهم داخل الفضاء القصصي يتحركون في امكنة البصرة هاهم اشخاص الصورة ..(يتكلمون من دون صوت، ثم يواصلون سيرهم .. يبتعدون حتى تبدو رؤوسهم كرؤوس الدبابيس، تنبسط المسافات ويتناقضون كما لو أن الأرض أخذت تمتصهم واحد بعد الآخر ..)..
*عمود صحفي اسبوعي في طريق الشعب / 15/ 12/ 2015
—