محسن عبد المعطي محمد عبد ربه :
(1)
زَهْرَةٌ فِي حَقْلِ رَبِّي
ذَاتَ يَوْمٍ أَخْبَرُوهَا
فِي مَسَاءٍ أَعْلَنُوهَا
أَنَّ أَقْوَاماً كِرَاماً
قَدِمُوا كَي يَخْطُبُوهَا
زَهْرَةٌ فِي حَقْلِ رَبِّي
تَفْرَحُ الْأَيَّامُ فِيهَا
لَمْ يُرَاعُوهَا بِرَأْيٍ
عَزَمُوا أَنْ يُدْخِلُوهَا
وَرْدَةٌ فِي السِّنِّ تَبْدُو
طِفْلَةً مَا أَجَّلُوهَا
وَإِلَى الْمَجْهُولِ تَسْرِي
لَيْتَهُمْ مَا كَبَّلُوهَا
وَأَتَوْا يَجْنُونَ صَيْداً
وَجَدُوهُمْ أَزْهَقُوهَا
(2)
مَرَرْتُ أَصَابِعِي بَرَدَى
مَرَرْتُ أَصَابِعِي بَرَدَى
عَلَيْهَا أَطْرَقَتْ خَلَدَا
إِلَى النَّوْمِ الْجَمِيلِ وَقَدْ
لَمَحْتُ النَّهْدَ مُرْتَعِدَا
أَخَذْتُ بِقَبْضَتِي نَهْداً
بِهَمْسِ الْحُبِّ قَدْ وَعَدَا
تَهَامَسْنَا تَبَاعَدْنَا
رَكِبْتُ الْبَحْرَ مُبْتَعِدَا
فَأَهْدَانِي تَوَافُقَهُ
وَفَاكِهَةً بَدَتْ جَسَدَا
أَخَذْتُ أُمَرِّرُ الْأَطْرَا
فَفَوْقَ الْجِسْمِ مُذْ بَعُدَا
فَغَضَّ الطَّرْفَ مُكْتَحِلاً
فتَقْتُ رُتُوقَهُ شُدُدَا
دَخَلْتُ فَشَدَّنِي نَهْرٌ
حَنُونُ اللَّمْسِ قَدْ سَجَدا
وَقَالَ : “اعْبُرْ دَخَلْتُ بِهِ
مَمَالِكَ فِي الْهَوَى جٌدَدَا
فَرَحَّبَ بِي وَعَانَقَنِي
وَهَامَ بِدَخْلَتِي شَرَدَا
وَجَاوَبَنِي أُلَاعِبُهُ
هَطُولَ الْحُبِّ قَدْ عَبَدَا
(3)
حَدِّثِينِي عَنْ حَيَاتِكْ
حَدِّثِينِي عَنْ حَيَاتِكْ
وَامْنَحِينِي قُبُلَاتِكْ
وَاشْرَحِي لِي يَا حَيَاتِي
كَيْفَ تَحْوِينِي بِذَاتِكْ ؟!!!
أَنَا مِصْبَاحُ غَرَامٍ
فَخُذِينِي بِحَيَاتِكْ
أَنَا مَبْهُورٌ فَخُورٌ
بِكِ مَا أَحْلَى صِفَاتِكْ !!!
رُدِّيْ لِي قَلْبِي بِعَطْفٍ
وَحَنَانٍ بِلَهَاتِكْ
أَأَرَى الْأَيَّامَ نُوراً
رَائِعاً فِي عَجَلَاتِكْ ؟!!!
هَاتِيْ كَأْساً ثُمَّ كَأْساً
دَاخِلاً فِي هَمَسَاتِكْ
(4)
فِي الصُّورَةِ وَالْأَدبِ الرَّاقِي
مهداة إلي الشاعرة الفلسطينية الرائعة رئيسة قلم التحرير الدكتورة فاطمة محمود أبو واصَل اغبارية
أَنْتِ مِثَالُ الْأَدبِ الرَّاقِي
والْحِسِّ الْعَالِي الخَفَّاقِ
أَحْبَبْتُكِ فِي اللَّهِ مِثَالاً
لِلْوَعْيِ وَحُسْنِ الْأَخْلَاقِ
رَبَّيْتِ بِنَاتاً وَشَبَاباً
يَحْصُدْنَ جَمَالَ الْإِغْدَاقِ
مِنْهُنَّ مُهَنْدِسَةٌ جُبِلَتْ
لِلْفَنِّ بِهَنْدَسَةِ طِبَاقِ
وَطَبِيبَةُ أَمْرَاضٍ دَأَبَتْ
تَفْتِكُ بِالْقَلْبِ الْمِقْلَاقِ
نَحْتَرِمُكِ فِي ظِلِّ خَلَاقٍ
لِلْإِسْلَامِ بِغَيْرِ نِفَاقِ
فِي الصُّورَةِ تَظْهَرُ قُدْوَتُنَا
فَاطِمَةُ بِأَحْلَى إِشْرَاقِ
(5)
زَهْرَةٌ فِي حَقْلِ رَبِّي
ذَاتَ يَوْمٍ أَخْبَرُوهَا
فِي مَسَاءٍ أَعْلَنُوهَا
أَنَّ أَقْوَاماً كِرَاماً
قَدِمُوا كَي يَخْطُبُوهَا
زَهْرَةٌ فِي حَقْلِ رَبِّي
تَفْرَحُ الْأَيَّامُ فِيهَا
لَمْ يُرَاعُوهَا بِرَأْيٍ
عَزَمُوا أَنْ يُدْخِلُوهَا
وَرْدَةٌ فِي السِّنِّ تَبْدُو
طِفْلَةً مَا أَجَّلُوهَا
وَإِلَى الْمَجْهُولِ تَسْرِي
لَيْتَهُمْ مَا كَبَّلُوهَا
وَأَتَوْا يَجْنُونَ صَيْداً
وَجَدُوهُمْ أَزْهَقُوهَا
(6)
هَوَاكِ يَا قُدْسُ فِي جَنَانِي
لَا صَوْتَ يَبدُو وَلَا أَغَانِي
خَلَعْتُ صَوْتِي مَعَ الزَّمَانِ
بَيْتٌ مِنَ الْحُبِّ أَشْتَرِيهِ
بِلَحنِ حُبٍّ مِنَ الْكَمَانِ
أَيَّامُنَا الْبِيضُ نَبْتَغِيهَا
بِكَاسِ بِتْرُولِنَا الْعُمَانِي
فَرُبَّ أُغْنِيَّةٍ أَضَاءَتْ
بُيُوتَ تَفْرِيقِنَا الْيَمَانِي
وَرُبَّ تَرْنِيمَةٍ بِقَلْبِي
تَسْرِي مَعَ الْبَثِّ لِلسُّدَانِ
وَرُبَّ تَحْطِيبَةٍ بِرُوحِي
حَطَّبْتُهَا فِي رُبَى الْجُلَانِ
وَرُبَّ تَشْطِيبَةٍ تُضَاهِي
تَشْطِيبَةَ الْقُدْسِ بِافْتِتَانِ
مَنْ قَالَ إِنَّ الْهَوَى تَوَلَّى ؟!!!
هَوَاكِ يَا قُدْسُ فِي جَنَانِي