كنت استمتع بوقتي في هدوء بعيدا عن أضواء المدينة،وأعين الناس،في براكتي جانب الطريق،خلوة أفردتها للقراءة،وإنتاج الأفكار التي وان كانت على قدرها المعيشي،إلا أنها تبعدني عن القيل والقال،حتى أتى الدكتور زعبيل ليؤنس وحدته،بعدما لفظته زوجته بعد أن أتى أهلها من الخارج،رقيق البنية وفكاهي النكتة،لا يعجبه أي شيء في الحياة،ينثر كامل حقده وسمه على الناس،والنساء اللائي سحرن له،لايتحمل مسؤولية فشله،كل ذلك في قالب فني واستهزائي،المهم استلقينا بحثا عن النوم،لاحظ أني اخرج كثيرا فقال لي:انت مريض بالسكري،كنت تنفيق مثلك،فقمت بقياس السكر في الدم،فوجدت نفسي مصاب بالسكري.
لم انم في تلك الليلة خوفا من مرضي،في الصباح الباكر ،قمت عملية الجري لمدة نصف ساعة،اغتسلت ونمت في انتظار ساعة عمل الصيدليات،فقروشي لا تكفي لزيارة طبيب مختص،في التاسعة،ركبت سيارة الأجرة،ووصلت إلى الصيدلية ووجدتها لازالت غير مفتوحة.
آثار انتباهي مرور امرأة قصيرة القامة،بهندام منذ عهد عاد،لم يذق طعم الغسيل،رجل بها صندل والأخرى حافية،ولجت المقهى بحثا عن لقمة تلهي بها جوع بطنها،ذهبت لأبحث عن محل لبيع النعال،لم أجد،الكل لازال نائما في ظل الأزمة،عدت لأسلمها مبلغ النعل،لم أجدها،فقط وجدت الصيدلية فتحت أبوابها،دخلت لأقيس نسبة السكر في الدم، وعدت بخفي حنين،أحمل معي ذكرى ألم.