ألقى بي أحدهم داخل زجاجة وأخبرني أن هذا المكان هو الأمان..
وثقت به وجعلته يغلق عليّ فوهتها..
تركني كثيراً ولكنه كان دوما يُلقي عليّ نظرة ويطمئني أنه سيعود قريبا ليخرجني منها..
وبرغم وعده لي بالأمان كان هناك هاجساً مخيفاً يأتيني بين حيناً وآخر ليخبرني أن ما من أمان بعد ذلك وأنه يجب عليّ أن أكسر عنق هذه الزجاجة وأهرب منها..
وبالفعل بدأت بالمحاولة ولكنني لم أكن أملك شيئا ليساعدني للصعود إلى عنقها..
تخبطت كثيراً بين زواياها.. بكيت كثيراً بصوت عال لأستغيث…
لكن صوتي كان محبوساً مثلي…
فمن سينظر داخل زجاجة ويعرف أنني بها رهينة..
إيماني بأن كل شئ زائل وأن الأقدار تتبدل جعلني دوما أغامر…
وأخيراً…. إلتفت إليّ أحدهم وسألني ماذا أفعل هنا ومن هذا الذي إستطاع أن يحبسك داخل هذه الزجاجة ..
أخبرته أنه من وثقت به…
هو من أودعني هنا وأوهمني أنه أماني..
ترجيته أن يحررني من عنق الزجاجة ويأخذني خارجها لأبدأ من جديد.. وأترك خيباتي بها..
وبالفعل… قام بكسرها ليحررني…
ولكن…
دون أن يقصد…
جرحني الزجاج المنثور وشوه معالم وجهي وجسدي…
لكنني لم آبه لهذه الجروح والدم الذي كان ينزف مني فما همني غير خروجي وحريتي..
وتعلمت ممن حبسني في الزجاجة أن الأمان لا يوجد بين البشر… وعلمني من كسر الزجاجة… وأخرجني أن ما من دروس في الحياة…
إلا ولها ندوب باقية على أجسادنا..
فكل منّا شهد على زجاجته التي حبس داخلها وكل منّا شهد على خروجه منها محملاً بالندوب والعلامات…
لكل شي ثمن…
كلش حلوه وعجبتني ، معبره