نورسٌ من قديم الزمان أراهُ
يُهَدْهِدُ بوح الشواطئ نحوي
ويحملُ عَنيّ الأغاني
هو الآن يأوي إلى موسمي
يحتمي بالأماسي التي عَذّبتني
طويلا هناكْ
غَرّبتني بعيدا عن القلبِ
في أقحوانِ المكانِ وفي أرجوان الزمانْ
هو ما زالَ يَدنُو ويُبْعِدُهُ المدُّ
والجَزْرُ في شاطيئ
وأنا لم أزلْ باحثا في الهُتافِ الجميلِ
لَعلِّي أراني أغنّي أغاني الربيع
الذي مرّ خلف العيونِ ولم ينتبهْ
لفتىً مثقلا بالصبابةِ
أو بالحنينْ
لك يا طائري أن تُذِيبَ صَقيع السنينِ
وتأوي إلى صُدَفِي آمنا
كي أراني أعود إلى وطن آمنٍ
في العيونْ
وأُحَدِّقُ في الشمس أَرْقُبها
مثل كلّ الصغار حين تميلُ
نحو الغروب
هي ذي فتنة الروحِ
ماذا تُخبّئ في دفئها؟
لو تراني أفيضَ شروقا
على أُفقها
وأراني أُعَاوِدُ نفس السُؤال
وفي خلوتي احْتمال التمنّعِ
في سَلْسبيل الهروبْ
مَنْ رماك إذنْ نحو أَنْدَلُسِي؟
هي واحدةٌ من ثلاثٍ
يجيءُ بها موسمُ الشوقِ
في غمرةِ البوح، لا تكترثْ
للسؤالِ وغنِّ إذنْ
في صباحي الجميلْ
لكَ يا طائري رقصاتُ القلوبِ
على فرحٍ مَخمليّ المدى والندى
مرمريّ الصدى
فاختصرْ دعوات الطوافِ
على تربةِ المتعبينْ
واختصرني إذنْ في مداراتِ السنينِ
وفي وطنٍ قد يَنُوءُ
بحبّي الدفينْ
واحتملني إذن في قطوف القصائدِ
أو في نداء الحنينْ