
محمد اللغافي: لأن رؤيتي كانت أكبر من أن أجاري الرداءة والتفاهة ، وقد فشلت في إرضاء جميع الأطراف ونجحت في إرضاء الفعل الثقافي
شاعر مبدع وعنيد عندما آمن بفكرة تأسيس مؤسسة ثقافية جامعة للمبدعين المغاربة قبل حمسة عشرة عاما لم يكترث ضيفنا للعراقيل ولم ينصت للمحبطين ،تشارك فكرته التى أثمرت بطباعة 100 كتاب مع رفيقين،هذا الرقم يدعو للفخر . ضيفنا تجول بخياله في حقول القصة والشعر وترجمت أعماله إلى عدة لغات منها الفارسية والتركية وألهم الباحثين والنقاد في كتابة عشرات المقالات التى تشيد بتجربته الإبداعية الموفقة
بصرياثا : توجه الشاعر المغربي محمد اللغافي إلى تحمل مسؤولية ثقافية في الدفع بحركية الإبداع سبقته منجزات تحسب لكم من أنتم ؟ وماذا أنجزتم ؟
بداية أشكركم على إتاحتي هذه الفرصة لأسرق من الضغط اليومي بضع دقائق للحديث عن تجربتنا المتعلقة بمسارنا الإبداعي والنضالي، ولا يفوتني قبل الخوض في الحديث أن أنوه بصديقين غاليين آمنا بمشروعي ورافقاني منذ 2010 إلى يومنا هذا بدون التفكير في مضايقتي كمسؤول أو التفكير في محاسبتي ماديا ومعنويا ، وكلما جددنا مكتب الجمعية أجدهما إلى جانبي ،الأخ الإعلامي السابق التهامي نجار الأخل الشاعرة رشيدة فقري. أعتبرهما مؤسسين إلى جانبي ، كما أشكرا كل أعضاء المكتب السابقين لأنهم تحملوني وتحملوا صرامتي و”(دكتاتوريتي) بين قوسين
لنبدا بمكان المنشأ وهو مدينة الدار البيضاء عام 1960،عشقت الشعر وشرفته بدواوين مشتركة منها الحواس الخمس ،وهذا الديوان بداية الخطوة الأولى في مجال الكتابة ثم ديوان سوق عكاظ ولكن لي منجزات فردية منها ديوان معنون بإمتدادات
وأيضا ديوان وحدي أحمل هم هذا الوجه ،وديوان للموت كل هذا الحب، وديوان حوافر في الرأس ،وتوجهت لمجال القصة القصيرة بمجموعة كان عليه أن لا يكون لاعود مرة أخرى للشعر بدواوين الكرسي ويسقط شقيا وولست على الخط وومكتظ بي أيها الفراغ.
في ظل هذه التحصينات- النخبوية التي تعرفها أغلب المؤسسات التي توجد على الساحة، استطاعت الجامعة أن تكون جامعة كل المبدعين المغاربة ،لأننا أسسنا جامعة المبدعين المغاربة تحت شعار “الثقافة للجميع” إذا يجب أن نكون على قدر مسؤولية الشعار وأن ننفتح على الطاقات الواعدة والرواد أيضا..
بصرياثا : جامعة المبدعين المغاربة فكرة والفكرة لاتموت
**بالفعل كانت الفكرة جاهزة منذ التسعينات لما اتفقنا نحن مجموعة من الشباب أنداك على تأسيس “جامعة الكتاب الصعاليك” للأسف لم يكتمل المشروع _ربما الرؤية بدت باهتة عند البعض _ولم نحظى بدعم معنوي من طرف الوسط الثقافي _كنا نعاني حصارا ممنهجا ولا ندري اليد التي كانت تقف ضد أحلامنا وطموحاتنا _ على العموم حاولت أن أحيي الفكرة سنة 2007 برؤية متجددة وحاولت تأسيس جامعة المبدعين المغاربة _للأسف كانت هناك بعض العراقيل من طرف السلطات المحلية ، وتتمثل في التماطل “(وسير أوجي) ..حتى استسلمت وأهملت الفكرة مرة أخرى.. أعدت الكرة في 2010 _وصممت على عدم التنازل _ بالفعل كان هناك بعض التماطل فتابعته بكل جرأة واتصلت ببعض المسؤولين من بينهم أحد البرلمانيين _باختصار شديد هكذا أسسنا جامعة المبدعين المغاربة
بصرياثا : كيف تقيمون تجربة النشر الجماعي ؟
تجربة النشر الجماعي كانت حلما يراودنا نحن شلة من الأصدقاء في حي سيدي مومن _منذ التسعينات ..إلا أنه حين تكثر الآراء وتتشتت الرؤى يفشل العمل ..وهي مسألة طبيعية جدا ..وحين انفردت بالتجربة على المنتدى الإلكتروني “قبل تأسيس الجمعية وجدت المساندة من بعض رواد المنتدى فأصدرنا “عرصة الكلام” على غرارها أحلنا المنتدى إلى جمعية قانونية _لتحظى بالثقة والمصداقية أكثر ،وتبقى التجربة ككل وسيلة من وسائل دعم الكتاب والتشجيع على القراءة والكتابة …ربما نحاول أن نصنع على الأقل كاتبا واحدا أو كاتبين في السنة إضافة إلى مجموعة من القراء والمتتبعين .. ثم أن العملية التي نقوم بها تساهم بالترويج للكتاب وللمبدع المشارك ،لأننا نقوم بعملية توزيع الإصدار المشترك بالتساوي على جميع المشاركين القادمين من مختلف المدن المغربية وبعضهم في دول عربية شقيقة.. في جو احتفالي ،اليوم انتقلت الفكرة إلى العالمية وأصدرنا أنطولوجيات دولية بالعربية والإنجليزية
بصرياثا : مالذي أهلكم لهذه المهمة الثقافية ؟
رصيدي اهلني لأن اكون مؤسس جامعة المبدعين المغاربة ولكن رئيسها الحالي هز أحد الأعضاء المؤسسين لجائزة زهرة زيراوي لابداعات الشباب ومؤسس للجائزة الوطنية للشعر / تشرف عليها حاليا جامعة المبدعين المغاربة
مشارك في مجموعة من الكتب المشتركة عربيا ودوليا
البدايات مؤسس نادي الحواس الخمس للابداع الشعري في منتصف الثمانينات – في بداية التسعينات أسست جمعية الماس للثقافة و الفن وأشرف على تسييرها مدة عشر سنوات. نائب رئيس سابق لجمعية منتدى العشرة عضو سابق المركز الافتراضي للأدباء الراحلين عضو سابق شعراء بلا حدود. عن جمعية المترجمين واللغويين العرب عضو سابق وداعم لجمعية الوفاء البيضاوية للاشخاص المعاقين
,أعتبر من رواد القصيدة الحديثة بالمغرب.. حيث انطلقت بدايتي في أوائل الثمانينات كمؤسس لحركة * الحواس الخمس * للإبداع الشعري وهي حركة أدبية انطلقت من فراغ لتواكب ركب الحداثة/ و تعتبر أيضا *كجامعة للكتاب الصعاليك * بمفهومها الثقافي و ليس بالمفهوم القدحي تمخضت عن هذه التجربة جائزة * الحواس الخمس للإبداع الشعري * محمد اللغافي نشر بمجلة الدوحة القطرية _جريدة الزمان اللندنية مجلة الأهرام المصرية. وهو علم من أعلام مجلد الموسوعة الكبرى للشعراء العرب الجزء الأول.. التي أنجزتها الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة
أنا شاعر عصامي يطلق لعنته وبالمناسبة هذا عنوان كتاب يضم مجموعة مؤلفين تناولوا تجربة محمد اللغافي الشعرية من اعداد وتقديم الناقد احمد الشيخاوي
بصرياثا: على إتيان ذكر هذا الكتاب الذي وثق تجربتكم الشعرية من خلال النقد ماذا يجد فيه القراء ؟
سيكون القارئ النهم والمتعطش لنظم القافية على الحصول على متعة كبيرة من خلال دواوين مثل أخطاء طفيفة و
سأغرد لاحقا،ومكتظ بي أيها الفراغ بالمناسبة هذا الديوان في الطبعة الثانية بالإضافة لمجموعة من مقالات تضيء تجربتي الشعرية وكل هذا نتيجة مثمرة لما قمت به من فعل ثقافي في الملتقيات الأدبية داخل المملكة وخارجها
وكان لي إهتمام بالترجمة وتحقق منها ترجمة مجموعة من انصوص الشعرية الى الفارسية والالمانية والايطالية والفرنسية والانجليزية والألبانية والكورية الهندية والتركية .
بصرياثا : تمر خمسة عشر سنة على هذا المشروع والمدة كفيلة بالرد الإيجابي والمثلج للصدر بحسب سنوات العطاء
العمل داخل الجامعة ساعد في إصدار مئات الكتب الورقية في مختلف المجالات الأدبية والفكرية ،ونظمنا عدد كبير من الملتقيات الثقافية الكبيرة والمتميزة في غياب رهيب للمؤسسات الداعمة ، لأنه إيمان راسخ بالفكرة أولا وبالفعل الثقافي الجاد الذي لا ينتظر أن تمطر السماء ذهبا ، والمبدع الحقيقي هو من يبدع من لا شيء شيئا مميزا .. ولعل مقومات الجدية تكمن في نكران الذات.. وفي الإيمان بالمسؤولية المنوطة بك ،ونحن نقاوم بالتحدي أولا وبتضامننا كمكتب مع أي مقترح وكيفية إنجازه
ووصلنا إلى تأسيس الأنطولوجية الدولية التي تصدر دوريا عن جامعة المبدعين المغاربة وهو كتاب “قصائد ضد البضاعة “في جزأين شاركت فيه كثر من 100 شخصية من مختلف دول العالم ثم أصدرنا أنطولوجيا بعنوان دع الورد ينتعش أّيضا شاركت في أكثر من 50 مبدعا من مختلف دول العالم / وأيضا أنطلوجيا باللغة الإنجليزية بعنوان قصائد ضد القبح / وحاليا نشتغل على أنطولوجيا بالعربة والانجليزية بعنوان “قصائد بيضاء” وكلها تجارب تصب في نفس تيمة الحب والسلام نكاية في بشاعة الحروب والدمار
بصرياثا : تجتهد هذه المؤسسات الثقافية لتلاقح الأفكار والخبرات من خلال التوأمة الثقافية كيف تجري الأمور ؟
لأن رؤيتي كانت أكبر من أن أجاري الرداءة والتفاهة ، وقد فشلت في إرضاء جميع الأطراف ونجحت في إرضاء الفعل الثقافي الجاد ، لأجعل من جامعة المبدعين المغاربة إطارا ثقافيا يوازي المؤسسات الكبرى ، كامتداد لاتحاد كتاب المغرب الأصلي وبيت الشعر في المغرب رغم قلة اليد ولا دعم من أي جهة ، ما نقوم به في إطار نضالنا الثقافي يضيف لحياتي الشخصية شيئا من الحركة ، وأعتبره ملاذا من الروتين القاتل ولقتل بعض الفراغ _ولتجسيد مفهوم المثقف العضوي حركيا رغم بعض التعب والارهاق النفسي ..أشعر شخصيا بالامتنان والفخر لأننا استطعنا التصفيق باليد الواحدة ، وصححنا مفهوم فاقد الشيء لا يعطي ، بل يعطي ما دام يتنفس الحياة
أقمنا شراكة مع منتدى الجازية الهلالية للثقافة واالفنون بتونس
شراكة مع مجلة برشلونة الأدبية،شراكة مع المكتبة الوسائطية بالدارالبيضاء،وحصلنا على تكريم سنة 2014 ببيروت والقاهرة
وتكريم رمزي من طرف جمعية ابن عرفة بتونس ،و
تكريم أيضا من طرف وزارة الثقافة المغربية 2019 ،ثم
تكريم من عدة جمعيات مغربية وازنة.
بصرياثا : هل قانون المعارض يستقبل مشاركة كتب الأنطلوجيا ؟
** تشارك كتب الأنطلوجيا في معارض الكتاب و هي فرصة رائعة لللوصول إلى القراء والباحثين والمهتمين بالأدب والثقافة. إليك بعض الأسباب التي تجعل كتب الأنطلوجيا تشارك في معارض الكتاب منها تعزيز الوعي بأهمية الأدب والثقافة المغربية.
والترويج الأعمال الأدبية والتعرف على القراء والمهتمين بالأدب والثقافة المغربية. والتواصل مع الناشرين والمؤسسات الثقافية الأخرى.لتعزيز الصورة الثقافية المغربية ومن الفوائد زيادة حجم المبيعات وتحقيق الشهرة للمؤلفين وللكتاب