في حفل رسميّ احتضنته بلدية الكرك الكبرى في القاعة التراثية في مدينة الكرك الأردنية سلّمت الأميرة سناء عاصم الأديبة د.سناء الشعلان جائزة الناصر صلاح الدّين الأيوبي للعام 2014 في حقل القصة القصيرة عن مجموعتها القصصيّة “ناسك الصّومعة” الصّادرة عن نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي القطري في العام 2007.
وقد أعلنت الشعلان أنّها تهدي هذه الجائزة للأستاذ الدكتور عبد الرحيم الحنيطي رئيس الجامعة الأردنية الأسبق الذي أشادت بدوره المهم في دفع الجامعة الأردنية إلى الأمام في عهده،كما أشارت إلى أنّه كان رئيساً ريادياً للجامعة الأردنية بكلّ ما تعني الكلمة ،وفي عهد إدارته خطت الجامعة خطوات مهمة في طريق التميّز،كما كانت حينها مثالاً للعمل الأكاديمي والتربوي والأخلاقي القائم على الإنجاز والإبداع والأكاديميّة والبحث العلمي بعيداً عن تحقيق المصالح الشخصيّة والمكاسب الماديّة الذاتيّة وخرائط الشّلليّة والعصابات والمؤامرات,كما كان الدّاعم الحقيقي لكلّ إبداع في الجامعة الأردنية،ولذلك فهي تهديه هذه الجائزة التي تعبّر عن احترامها وتقديرها له،وهو احترام يشاركها به كلّ من عرف الدكتور الحنيطي رئيساً وزميلاً ومربيّاً ومفكّراً وصديقاً.
وقد حضر الحفل نائب محافظ الكرك عمر الحياري،ورئيس البلدية محمد المعايطة ومدير الجائزة زياد القيسي وسط حضور جماهيري حاشد من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين والباحثين والمهتميّن ووجهاء الكرك ومثقفيها ومبدعيها .
وقال رئيس البلدية المهندس محمد المعايطة في كلمته التي ألقاها في الحفل :”إنّ جائزة الناصر صلاح الدين التي تنظمها البلدية سنويّاً تأتي لاستكمال رؤية معاصرة لدور البلديّة الثّقافي والفكري”،مبينا أنّ تكريم المبدعين يؤكّد معنى من معاني الاستقلال الذي نتفيأ ظلاله في هذه الأيام واستمراراً لما أراده البناة الأوائل الذين أسّسوا إبداعاً راسخاً نحو آفاق المستقبل المنير، حاثّا المبدعين على المزيد من الإنجاز.
والمجموعة القصصية الفائزة “ناسك الصّومعة” هي واحدة من 13 مجموعة قصصيّة صادرة للشّعلان،وقد نالت معظم هذه المجوعات جوائز عربية وعالميّة كما حظيت بدراسات بحثيّة عديدة،كما قدّمت فيها عدد من الأطروحات الجّامعية لدرجة الماجستير والدّكتوراة كما كانت هدفاً لكتب نقديّة متخصّصة وللعرض في محاور بحثيّة في مؤتمرات عربيّة متعدّدة. وهذه المجموعة هي تقع في 127 صفحة من القطع الصغير،وتحتوي على 16 قصة قصيرة،وهذه المجموعة هي مغامرة تجريبية جريئة لسناء شعلان في المزاوجة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، ليس في مجموعة قصصية واحدة وحسب، بل في القصة الواحدة، لاسيما أنّ المجموعة تتّسم بسمة القصة الأم التي تلد قصصاً ضمن وحدة موضوعية واضحة.والقصص المتوالدة في هذه المجموعة تكتسب شرعيتها وحدثها المحور أو فكرتها المحرّك للأحداث من أزمتها المشتركة مع القصة الأم،ويصل عدد القصص المتوالدة من القصة الأم في بعض الأحيان في المجموعة إلى 28 قصة قصيرة،كما أنّ هذه القصص تمتدّ من بضعة سطور إلى بضعة صفحات.
ولعلّ القلق والارتباك والشكّ والسخرية وشجب التداعي والسقوط بأنواعه هي الثيمات الرئيسة في هذه القصص التي تغزو المتلقّي بهواجسها بعد أن تقدّم نفسها له بلغة رشيقة أنيقة،تحتفي بالكلمة كما تحتفي بالألم والصراع والقلق الذي يسكنها، وتحاول أن تدّعي حياديتها،لكنّها تسقط بسهولة وبعد سبق إصرارٍ في فخّ الرّفض والتنديد، وهي في سبيل ذلك تتستّر طويلاً وراء الفنتازيا والمخيال الشعبي والتاريخ المفترض أو المتخيّل أو الفكاهة السّوداء أو السّرد الغرائبي والعجائبي أو خلف المفارقات المضحكة المبكية عبر 16 قصة قصيرة أو قصة قصيرة جداً.
وقد عبّرت الشّعلان عن فخرها العميق والكبير بهذا الفوز الذي تتضاعف قيمته في نظرها لأنّه من وطنها الأردني الذي طالما مثّلته في كلّ مكان،وحملت اسمه في إبداعها كلّه.وعدّته علامة مميزة ومشرّفة في سيرتها الإبداعيّة التي تفخر بها،وتراها هدية لكلّ من يعشق قلمها وإبداعها.