عبد الرزاق الصغير :
(1)
وجع الذاكرة
ملئ الدنيا
شموع وياقات و باقات وأنوار وخطابات
أعراس وحفلات
وعدّت شموس
وألاف الأقمار
الطفرة التكنولوجية ، الفسيولوجية ، علوم الإقتصاد
بطر أعضاء القهر والإضطهاد ، علم البؤس والنفس
فن الكتابةببنت الرماد
لا يحدث جرّة
في ليل المذغة
رائح الحمام الحلم في متنزه الناس
مسرعا في الإبتعاد عن الوسواس
في حل عن الذاكرة
تتجمع الأجناس
(2)
أوشاج الأوراس
نافرة أُنفتك
سرابي ، طلاسمي ، ضبابي الهيئة
مسلوخ
ممسوح الصورة
منسيا
يملئ فيهه غبار الفراغات
لا وجود له تحت غطاء النظريات
كسر وضم الأنصاف ، شّدُ ومَدُ مطاطة الأمن
وجلدة الوجه المطروحة بلا ثمن
وعظم الروح المشقوق المرشوق بين الشقوق
حلم حداثي لشبح بري
…
وها أنت منقرضة من محمية فؤادك حيوانات الأمان
الحنان
الرأفة بالإنسان
بلا حواء
لا صحو ولا أنواء
أنتَ
نعم أنت خواء
… … …
حياتنا بلا لون كالماء
بلا سماء
حروفنا الزرقاء
كلماتنا المن الإهمال ، حضارتنا المن الإغفال
شعرائنا المن خيال
ساستنا ، فرساننا ، علمائنا
صابونتنا
كوب
ثوب مستورد
خنجر في القلب
محض انتحاب
في مهزلة انتخاب
دهاليز ارتياب
كتب إكتآب
مؤصدة كل السبل
والقلوب والسماوات والشقوق
مقفلة بصائر الأعراب
ومخارج الإعراب
نشاز
النصوص الأغاني القصائد
التخطيط والعمران وعلم التبجيل والتحنيط
نشاز
الوسطية
اليمين
اليسار
الجلوس ، الوقوف ، الأسفل ، الأعلى
التقدم ، الإخلاص ، الاستقامة
الثبات
الموت من الخوف
الرجفة حتى يفر الدم من العرق
الحزن
البجع
الورق الأبيض
الوجع
الذكر
غرس الفسيلة
في اللحظة الأخيرة
كفر
تقديس التراب
ممنوع الكتمان والكلام
الصهيل والهديل
الممكن والمستحيل
المكوث والرحيل
اليوم خمرا وإلى أن يرث الله الأرض أيضا خمر…
يعتمر امرئ القيس قبعة إيطالية
تخنقه في العراء البدلة الهدية
في لحظاته الأخيرة يطمس تقاسيمه رميم القومية العربية
تهز ذيل معطفه الكشمير نفثة بيوكيماوية
يبكي منزلا وحبيبة …
… ..
وتنطوي
تنطوي الطرقات على عابريها
وتنسحب الكلمات من أماكنها
ويتصلب الدم الحبر في شرايين القصيدة
اعتدت أن أحمل بحذاء قلبي أحواض الأزهار
الطيور ، الجداول ، براقا وكلمات ..
أواه هل أنت خائفة
تنتظرين النهاية
أم هي بداية التماحق
التلاحق
يمسح
يمسح الرجل
ولا ينقطع التهافت
يتقرب ربما يحدث التخافت
أنت
نعم أنت
مع وبين الناس
في المقاهي والنوادي
المساجد
الحدائق
المنسلخ وحدك من حضن القصيدة
غريبا .. عاريا ..
لا وقت للوقت
لا لون للون
لا لون للوقت
للمنعرج
للزاوية المقابلة
للبحر الطويل
الشوارع الخالية من الحمام
المآتم العارمة بملصقات المآثم
والفضائيات المكتظة
بطاقات الهواتف النقالة .. البطالة .. الاحتكار
البرد
الملح
باعة الصحف
حشيشة الكيف
النشرات الجوية و الاقتصادية
الجوع
أدعوك ماذا ..؟
يا ..
منذ انسلاخي
مذ ترك وجهي
مع مخلفات عبد الله الصغير
من عهد هاروت وماروت
وأنا عند بابك أقرع ولا من مجيب
… … … … … … … … …
ماذا تريدين
أيتها المؤصدة أبوابها
يا حلوة الطلة
الغضة
المباركة الطلعة
القاصية
المستعصية
… القاسية
أحبك
أيتها المندمجة المتداخلة السالكة صراطي
القائمة الساعية لنجاتي
لغلق بعض أبوابي
وفتح مدن الأزهار الأزرار على أسوار على أسوار على أسوار
في سوار
تستضيف الشعراء
خيم من دم
تمسح على رؤوس أحلامهم
تطعم قطط أمالهم
تنثر الحب لقصائدهم
انتظرت طويلا
ولم يظهر غير خيط أبيض
خط جامح
خيط بلا ملامح
أي شيء أقحمه في القصاصة
لا يملئ جرح الرصاصة
قالت جويس منصور
(( لا تلتهموا أطفال الأخرين
لأن لحمهم قد يتعفن في أفواهكم الممتلئة
لا تلتهموا أزهار الصيف الحمراء
لأن نسغها من دم الأطفال المحروقين
لا تلتهموا خبز الفقراء الأسود
لأنه مخصب بعبراتهم الحامضة
وقد يضرب بجذوره في أجسادكم المضطجعة
لا تلتهموا من أجل أن تترهل وتموت أجسادكم
فوق أرض آتية تلبس ثوب الحداد ))
ذوى خردل الضوء
وداخلته أسلاك الصديد
الصبيحة خرساء
الظهيرة ملساء
الناس ، المساء والماء أخرس
الكلام ، الأصوات أنصال جليد
تذبح الأطفال والنساء الموشحات كتانة مطلمسة
متداخلة الألوان
حروف طيور ، نقاط النفري
المتنبي ، الفارابي ، الأصفهاني
لا أحد كل شيء يمضي
وأنا كالديك الرومي
يعبر السيخ من خاصرتي إلى الخليج
أُشوى نشوان
كم هو لذيذ ريقك
ترى في أي صورة يراك كل مريد
يا السرابية
السريالية الباسطة اليدين
الكثيرة الصور والعيون
سرب فراش
وردة ، حورية
نجمة ، غزالة … أمنية غائبة حاضرة
قصيدة عنوانها الأوراس
—