ثمة برامج تلفزيونية أحاول بالقدر الممكن متابعتها، منها البرامج الثقافية وهناك برامج اتابعها لمعرفة مايجري في المنطقة وفق النقد الثقافي.. منذ فترة أتابع برنامج (الثامنة) للملقب (كبريت الصحافة) الصحفي السعودي : داود الشريان من فضائية mbc1 في هذا البرنامج ثمة نفس ديمقراطي يحاول محاسبة مايجري وعلى الهواء وامام المشاهد العربي..يقابل آباء وأمهات أولئك الذين تأسروا على يد قواتنا العراقية البطلة وهي تطهر ارضنا …ويتصل الشريان بالجانب العراقي للسؤال عن مصائرهم ويتعامل الطرف العراقي بأخلاقنا العراقية العالية ..قبل أيام كان الاستاذ الشريان أكثر شجاعة ..وذكر بالاسماء مشايخ الصحوة : سليمان العود، العواجي/ العريفي وغسل ادمغة الشباب وبالتالي ارسالهم للقتال ضد العراق وسوريا..ولم يتوقف داود الشريان عند هذا الحد بل طالب هؤلاء المشايخ ان يرسلوا اولادهم لهذي الحروب ولتكن الجنة من نصيب اولادهم وليتركوا اولاد الناس لحالهم كما طالب بمحاسبة هؤلاء المشايخ على كل الذي اقترفوه بحق الشباب في السعودية منذ حرب افغانستان وقتالهم ضد العراق وسوريا..و تساءل الشريان حول تواجد عبدالله العرور في السعودية؟ وماهو مبرر وجوده ؟ ثم تناول ظاهرة الانتشار السرطاني لهذه الفضائيات التي نصبّت نفسها المسؤولة الاولى عن الدين الاسلامي..وطالب بمحاسبة هذه الفضائيات والتقصي عنها…وهذه ليست المرة الاولى ولا الاخيرة للأستاذ داود الشريان في هذا الصدد فهو يتناول مشكلات بلاده بجرأة ومواجهة مع اصحاب الشأن..والجميل في برنامج داود الشريان تنويعات حلقاته في حلقة ثقافية حاور شابة سعودية شاعرة حاورها بكل حنو الآباء وجعلنا نسمع نصوصاً واعدة بالكثير ..وفي حلقة اخرى اشتغل على الغناء الشعبي وقدّم لنا ذلك الرجل العجوز الاعمى الذي غنى بحنجرة (نهّام) وبيّن لنا هذا المغنى ّ الفروق الدقيقة في الاداء الغنائي، وان اساليب الحداثة الموسيقية تسيء للنص الاصيل حسب رأيه .. ماوصل اليه الشريان ليس قفزة نوعية بل نتاج خبرته في الكتابة منذ 1976 وتخصصه في كتابة العمود الصحفي (أضعف الايمان) الذي تنقل معه بعد سبع سنوات في مجلة اليمامة الى صحف (البلاد) (اليوم) (الرياض) وصولا الى جريدة (الحياة)…
—