
احتضنت القاعة الصغرى بالمركز الثقافي الداوديات، الجمعة الماضية (11 أبريل)، فعاليات الدورة الثامنة لملتقى “مشاتل الأبجدية”، والذي نظمته دار الشعر بمراكش في اختتام الموسم الثامن لورشات الكتابة الشعرية (للأطفال واليافعين والشباب) 2024/2025. وشهدت الفعاليات، حضورا مكثفا لأزيد من 100 مرتفق ومرتفقة ينتمون للورشات، أطفالا ويافعين وشباب، وممثلي المؤسسات التعليمية والثقافية ونقط القراءة العمومية الى جانب رواد الدار، ضمن احتفاء خاص قدموا خلاله إنتاجاتهم الإبداعية، سواء ضمن فقرة القراءات الشعرية وفي جزء ثان خصص للوحات الشعرية الممسرحة.
وافتتح الملتقى بتنظيم معرض تشكيلي للفنانة زكية العاقب، والتي تشتغل ضمن تقنيات “الرسم بالإبر” في تجربة متفردة تقاسمتها مع الحضور، أطفالا وشبابا ومهتمين. الفنانة العاقب، والتي زاوجت بين التشكيلي وفن الحروفيات ضمن اشتغال متفرد قدمت نماذج من انشغالاتها الفنية، وضمن تبويب خاص للمعرض، عبرت عن سعادتها في تقاسم تجربتها الفنية مع فئات عمرية متعددة، رغم أنها كانت أسعد في تعريف الأطفال، داخل مشاتل الإبداع لدار الشعر بمراكش، بهذه التجربة التي ستحفزهم مستقبلا على المزيد من الإبداع والخلق.
وقدم الناقد والشاعر الدكتور عبداللطيف السخيري، مؤطر ورشات الكتابة الشعرية للشباب والمهتمين ومنسق برنامج محاورات الجديد في صيغة تجديدية هذا الموسم الثامن، خلاصات أساسية حول البرنامج السنوي الذي استفاد منه ثلة من مبدعين شباب أمسوا اليوم، شعراء وشاعرات من مشتل دار الشعر بمراكش، أيقونات مستقبلية وسمتهم الدار قبل سنوات ب”شعراء قادمين الى المستقبل”، وهاهم اليوم يسعون الى الانفتاح على المشهد الشعري المغربي وتأكيد حضورهم من خلال إنتاجاتهم الشعرية.
تم عرض شريط فيديو “شعراء.. قادمون الى المستقبل” أعدته الإعلامية والكاتبة صوفية الصافي والمسؤول عن إدارة الجوانب التقنية الأستاذ عبدالمجيد شحلان، ضم قراءات شعرية للشعراء: حسان بنعطار، مريم أبجو، خديجة السعدي، علال بنخياط، بدر هبول، آمال الغريب، زينة بوحيا، يوسف آيت المودن، احماد ليبوركي، اسماعيل آيت ايدار. وتمثل هذه القراءات، بما احتوته من أنماط في الكتابة الإبداعية الشعرية، وبتعدد ألسنها ورؤاها، مشتلا لإفراز مواهب في الكتابة الشعرية تؤسس أفقها الخاص، كما استطاعت أن تتمثل بعضا مما راكمته من دروس وجذاذات نظرية.
تجربة ورشات الشعر في معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين
قدم الشاعر والناقد الدكتور مولاي رشيد العلوي، مؤطر ورشات الكتابة الشعرية (علم العروض والقافية، الكتابة الشعرية، الصوت والإلقاء) في معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين، خلاصات أساسية همت تجربة دار الشعر بمراكش، في موسمها الثامن، مع مرتفقين ومرتفقات المعهد. واعتبر العلوي أن “تجربة الدار متفردة على الصعيد الوطني والعربي، بل وألهمت العديد من المؤسسات كي تحذو حذوها، في قدرة دار الشعر بمراكش على تحفيز هذه الفئة من اليافعين والشباب، على إبراز مهاراتهم الإبداعية، من خلال الشعر ومن خلال تقنيات الصوت والإلقاء (والتي أشرف عليها الفنان والشاعر السعيد أبو خالد)، أمست القصائد، التي يتم إنتاجها داخل هذا المشتل، نافذة “الضوء” التي يطلون من خلالها على العالم”.
وقدم مرتفقو ومرتفقات المعهد لوحة شعرية ممسرحة، في “محاكمة فدوى طوقان”، من إعداد وإخراج الفنان السعيد أبو خالد، وضمنها حضور للراهن اليوم بكل مفارقاته واستحضار لضرورة الشعر في الحفاظ على الهوية الوطنية، وأيضا في استنهاض الهمم، كما وظف المرتفقون والمرتفقات بعضا من قصائدهم الشعرية، والتي تم إنتاجها ضمن الموسم الثامن، في حواراتهم الشعرية الممسرحة، والتي شكلت لحظة إبداعية راقية احتفى بها جمهور مشاتل الأبجدية.
أطفال يرسمون الفراشات على ركح الشعر
نوه الشاعر بدر هبول، مؤطر ورشات الكتابة الشعرية للأطفال، أن أـول تجربة له هذا الموسم مع دار الشعر بمراكش في تأطير الورشات، جاءت من الداخل خصوصا أنه هو نفسه كان مرتفقا بورشات الشعر الخاصة بالشباب. وقدم الشاعر هبول خلاصات همت الورشات التي استفاد منها مؤسسات (المعالي، دنيا العرفان، ثانوية تامصلوحت، دار الثقافة تامنصورت)، على اعتبار “أن مؤسسات العرفان ودنيا العرفان ونقطة القراءة العمومية دار الثقافة تامنصورت هم نواة فعلية لمشتل حقيقي لإبداعات الأطفال، وما راكموه وما قدموه خلال الموسم الثامن، يؤكد فعليا أن هناك طاقات احتاجت فقط لمن يوقظ شرارتها..”.
قدم أطفال دنيا العرفان لوحة شعرية ممسرحة وسموها ب”دار الشعر بمراكش”، في استحضار لنصوصهم الشعرية والتي تم إبداعها ضمن جذاذات توجيهية، وفي حوار خلاق مع نصوص شعراء من مشتل دار الشعر بمراكش، خصوصا شعراء شباب الورشات. هذا الحوار، والذي أشرف على تنسيق فقراته الشاعر بدر هبول، مكن مرتفقي دنيا العرفان من إبراز علاقتهم بالشعر وبالأم وبالكتابة وبالفن وبالوطن وبالشعراء.
الشعر ممسرحا
رسم كل من أطفال المعالي ودار الثقافة تامنصورت، لوحات شعرية ممسرحة اختارت تيمة وموضوعة “الكتاب” أفقا للكتابة الشعرية، ضمن لوحة ممسرحة سعت أن يكون الحوار بين الأطفال تلقائيا، حول الشعر وأيضا أن يقدم كل منهم (ن)، قصيدة من إبداعه. ونوه الفنان والشاعر السعيد أبو خالد، الى أن “تنمية المهارات الإبداعية “تؤكد “وجاهة” اختيار دار الشعر بمراكش حضور تقنيات الصوت والإلقاء المهاري، ضمن ورشات الكتابة الشعرية، وهو ما أسهم في “تحرير” مخيال” الأطفال كي يحلق في سماء الإبداع.
أغاني الأطفال في مشاتل الإبداع
الحفل الفني لملتقى “مشاتل الأبجدية” في دورتها الثامنة، والذي أشرف على تقديمه كل من الفنانة نزهة بلحو والفنان عزالدين دياني، اختار تقديم أغاني قريبة من وجدان الطفل في تقاسم للحظات الفرح والجمال. وقدمت الفنانة بلحو جديدها الفني، والذي قام بإعداده وتلحينه الفنان دياني، كما تفاعل الأطفال مع لحظات احتفاء باختتام الموسم الثامن للورشات.
ورشات الكتابة الشعرية (للأطفال واليافعين والشباب)، والتي تأتي ضمن سعي حثيث من دار الشعر بمراكش الانفتاح على نقط القراءة العمومية والمؤسسات التربوية والثقافية والمجتمعية (المركز الثقافي الداوديات، دار الثقافة تامنصورت، معهد أبي عباس السبتي للمكفوفين، المؤسسات التربوية العمومية والخاصة،…)، وتحول لتقليد سنوي يسعى لتنمية المهارات الإبداعية لدى الفئات العمرية الصغرى، ومشتلا خصبا للاحتفاء بالقراءة وبالشعر وبأصوات شعرية وإبداعية قادمة الى المستقبل.