لا تزال البصرة عاصمة الثقافة وقبلة الأدب والفنون، تزخر برجالات تركوا بصماتهم على جدرانها واطربوا الآذان بنظمهم وأسرَّوا النفوس بنثرهم، فما كان منهم إلا ان ينفضوا الغبار عنهم واحداً تلو الآخر، فظهر من بين سعفات نخيل أبي الخصيب شاعرنا ليلون بأفقه الأخضر مسامعنا بما جادت به قريحته، وبما حوت به ثقافته وخبرته طوال سنين مضت، فكان لشاعرنا صالح فاضل الخصيبي الذي ولد في قرية الجبيلة إحدى قرى أبي الخصيب عام 1925م، والذي كان معاصرا لعملاق الشعر الحديث (بدر شاكر السياب)، إذ تتلمذا سويا في المدرسة الابتدائية، فجادت قريحته ببعض القصائد التي جمعتها مختاراته وحملت عنوان ((الأفق الأخضر)) الذي صدر بطبعته الأولى مؤخرا عن دار السياب للطباعة والنشر والتوزيع / لندن، من القطع الصغير، وضم الكتاب أربعة أقسام، حمل القسم الأول عنوان ((الخصيبيات)) الذي مازج فيه الشاعر بين ذكرياته القديمة عبر قصائد نظمها أيام شبابه والتي تمثلت بقصيدة (في أرجوحة الحب) عام 1941، ثم قصيدة (إلى اللورد بايرون) وهي مهداة إلى الشاعر الانكليزي المعروف عام 1944م، ثم قصيدة (السد العالي)، إذ يصور فيها مشاهدته الحية لهذا السد حين كان يدرس في جمهورية مصر العربية عام 1968م ، ثم نجده ينتقل في القسم نفسه إلى قصائد نظمها في أيامنا هذه ، فكانت له التفاتة رائعة صور فيها فرحته بفوز المنتخب ببطولة غرب آسيا فأفرجت قريحته عن قصيدة اسماها (دمعة فرح) عام 2007 م، ثم يذهب ليجعل للرافدين أخا ثالثا ألا وهو الشعر فكانت قصيدته تحمل عنوان (النهر الخالد) عام 2007 م، في حين يستهل قسمه الأول بدمعة حزن وصرخة ألم صور فيها ما ألمَّ بغزة من عدوان صهيوني عام 2009 م، فصدحت حنجرته بقصيدة اسماها ( كفاكم يا العرب ) .
أما القسم الثاني فكان يحمل عنوانا(( فنجان قهوة )) ليبدأه متغنيا بموطنه الأم البصرة ، إذ يسطر ما استقاه من مدرسة الحياة فكانت له حكم واسطر مازجت ما بين الحكمة والموعظة وما بين أقوال جادت به تجاربه فأحسن سردها.
أما القسم الثالث فكان حوارا بين الشاعر نفسه وبين شعره فحمل عنوانا (لقاء … وحوار) فكانت نزهة في حوار الشاعر مع شعره جسدها بقطعة نثرية أراد من خلال هذه المحاورة ان يستعرض مسيرته مع الشعر، ثم ينتقل إلى القسم الرابع والأخير ليجعل له عنوانا (كلمات على بوابة الحياة)، ويجمع فيه ما تيسر له من فرائد وكنوز زخرت بها كتب التاريخ والأدب والفنون فلم يكن الشاعر ينسب هذه المقولات لنفسه بل أراد ان يعين من يبحث عن ضالته في مكنونات الإنسان والطبيعة والكون والحكمة الإلهية ، فنجدها بحق نزهة في بستان ورد يعبق برياحين الشعر والنثر أقوال مأثورة قديمة وحديثة ليجد القارئ ضالته فيها ، فما ان يقرأ الصفحة الأولى، حتى يجد نفسه بعد حين عند آخر صفحة من الكتاب.
أما القسم الثاني فكان يحمل عنوانا(( فنجان قهوة )) ليبدأه متغنيا بموطنه الأم البصرة ، إذ يسطر ما استقاه من مدرسة الحياة فكانت له حكم واسطر مازجت ما بين الحكمة والموعظة وما بين أقوال جادت به تجاربه فأحسن سردها.
أما القسم الثالث فكان حوارا بين الشاعر نفسه وبين شعره فحمل عنوانا (لقاء … وحوار) فكانت نزهة في حوار الشاعر مع شعره جسدها بقطعة نثرية أراد من خلال هذه المحاورة ان يستعرض مسيرته مع الشعر، ثم ينتقل إلى القسم الرابع والأخير ليجعل له عنوانا (كلمات على بوابة الحياة)، ويجمع فيه ما تيسر له من فرائد وكنوز زخرت بها كتب التاريخ والأدب والفنون فلم يكن الشاعر ينسب هذه المقولات لنفسه بل أراد ان يعين من يبحث عن ضالته في مكنونات الإنسان والطبيعة والكون والحكمة الإلهية ، فنجدها بحق نزهة في بستان ورد يعبق برياحين الشعر والنثر أقوال مأثورة قديمة وحديثة ليجد القارئ ضالته فيها ، فما ان يقرأ الصفحة الأولى، حتى يجد نفسه بعد حين عند آخر صفحة من الكتاب.