إن الأديبة الرِّوائيّة والشَّاعرة العراقيّة وفاء عبدالرّزاق التي رُشحت لجائزة نوبل للآداب ثلاث مرات مبدعة متفرّدة في آفاقِ رؤاها وطموحاتِها السَّامقة، توغَّلتْ عميقاً في فضاءِ الحرفِ، تغترفُ منهُ أشهى وأصفى صنوفِ الإبداعِ، فقد ترعرعَتْ في كنفِ عائلة أدبيّة، كان والدها شاعراً شعبيَّاً، يتلو الشّعر الشّعبي ويحكي لها قصصاً وحكايات عن ألف ليلة وليلة، وكذلك أمُّها كانت تقدِّمُ شعراً على سليقتِها، وأخيها الأكبر كتبَ شعراً بالفصحى وشجّعَها على القراءةِ والكتابةِ، وعمُّها كان شاعرا ًوجدُّها لأمِّها شاعراً أيضاً، وكان لدى الأسرة تقليد اجتماعي ثقافي كل يوم خميس يلتقي بعض أفراد العائلة ويقومون بمطارحات شعريّة، وفي هذهِ الأجواء الشِّعريّة، تنامَتْ عند وفاء وهي ما تزال طفلة محبّةُ الشّعرِ بالفصحى والعامّية، وعمَّقَ لديها شغفَ كتابة الشّعر، وأوّلُ قصيدة كتبتْها كانت في التَّاسعة من عمرِها، وفي الصَّف الخامس الإبتدائي بدأتْ تكتبُ الشّعرَ العمودي، تقلّدُ الشّعراءَ بحسب إيقاعاتِ ما تقرأهُ، وراحتْ تقرأ منذُ باكورةِ عمرِها الشِّعرَ والقصصَ والرِّواياتِ والكتاباتِ الأدبيّة، إلى أن أصبحتِ القراءةُ شغلَها الشّاغل، وترعرعَ لديها هاجسُ الكتابة، وساهمَ خيالُها، ورؤاها، وطموحاتُها في تجسيدِ آفاقِ تطلُّعاتِها، تنامى خيالُها من خلالِ الأجواءِ الّتي عاشتْها فقد كانت العائلاتُ في البصرة وأكثرِ المدنِ الشّرقيّةِ ذات الطّابع الرِّيفي، تنامُ في أيَّامِ الصَّيفِ على سطوحِ المنازلِ، وفي اللَّيالي القمراءِ، والنُّجومُ تتلألأُ في السّماءِ والقمرُ في أوجِ سطوعِهِ، كانت وفاء تتحدَّثُ معَ القمرِ والنُّجومِ، وتنسجُ من هذهِ الأجواءِ السّحريّة حكاياتٍ من خيالِها، وكانتْ تشعرُ أنَّ القمرَ يحاورُها ويتجاذبُ معها أطرافَ الحديثِ، هذهِ الأجواءُ وسَّعتْ من توهُّجاتِ خيالِها منذُ أيَّامِ الطُّفولةِ، وكذلك حكايات والدها، وعمّقَ لديها شغفُ الكتابةِ، فحملَتْ لواءَ القلمِ عالياً!
أصدرتْ أوَّلَ كتابٍ لها مزامير. الجنون في الشعر الشعبي والقصص “إذن اللَّيلُ بخير”، فضاءٌ غرائبيٌّ فانتازي، ثمَّ أصدرَتْ “بعض من لياليها” عن عوالمَ شهريار وشهرزاد، وتُسقِطُ على قصصِها ترميزاتٍ اجتماعيّةً ومواضيعَ وأفكاراً متعدَّدةً. وتتالتِ الإصداراتُ، وصدرَ لها – 56 – كتاباً في الشِّعر (بشقَّيه الفصيح والشَّعبي)، والقصّة القصيرة، والقصّة القصيرة جدَّاً، والرِّواية والكتب المترجمة. ونالت العديدَ من الجوائزِ العربيّةِ والعالميّةِ. وشاركت في مهرجاناتٍ عراقيّةٍ وعربيّةٍ وعالميّةٍ. وحظيت أعمالها الشّعريّة والقصصيّة والرِّوائيّة، دراسات جامعيّة وأطاريح ماجستير ودكتوراه، وبحوث ترقية للأستاذيّة، والبكالوريوس. وأُجيزَتْ عن أعمالِها 105 أُطروحة، وتخرج الباحثون في أطروحاتهم من ٥٢ جامعة من الجامعات العراقية والعربية والعالميّة، وكل هذا دفعَها إلى أن تقدِّمَ الأجملَ والأرقى والأفضلَ، وتضعَها أمامَ طموحاتٍ متنوّعةٍ ومتجدَّدةٍ، ودائماً تردِّدُ من المهمِّ أن يصلَ المرءُ إلى مكانةٍ إبداعيّةٍ معيّنةٍ، ولكن الأهم أن يحافظَ على هذهِ المكانةِ، بمزيدٍ من العطاءاتِ الخلّاقةِ الجديدةِ أيضاً!
تحملُ كتاباتها خيالاً سيَّالاً، سواءً في القصصِ أو الشِّعر أو الرِّوايةِ، وعندما تكتبُ مجموعةً قصصيّةً معيّنةً، تكتبُها في سياقٍ مترابطٍ، وتطرحُ عبرَ كلِّ قصَّةٍ فكرةً معيّنةً مترابطةً معَ القصصِ الأخرى، وكأنّها تكتبُ كتابةً سرديّةً قصصيّةً في سياقٍ روائيٍّ، كلُّ قصَّةٍ أشبهُ ما تكونُ فصلاً من روايةٍ، لكن بأسلوبٍ قصصيٍّ، وهناكَ بعضُ الرِّوائيين كتبَ أعمالاً روائيّةً بهذا السِّياقِ بإيقاعٍ قصصيٍّ مترابطٍ، وهذا النَّوعُ من الكتابةِ يصبُّ في فضاءاتِ العملِ الرِّوائيِّ طالما تتعانقُ الأفكارُ معَ بعضِها، لأنَّ الرِّوايةَ بالأساسِ مبنيةٌ على فصولٍ متداخلةٍ معَ بعضِها بإيقاعاتٍ قصصيّةٍ سرديّةٍ، إلّا أنَّ في حالةِ الأديبةِ وفاء عبدالرّزاق، تصنِّفُها كمجموعة قصصية ولا تدرجُها في العملِ الرِّوائي، معَ أنّها تحافظُ على ربطِ القصصِ معَ بعضِها لأنَّ رؤيتَها في كتابةِ المجموعةِ مدروسةٌ منذُ البدايةِ. وكتاباتُها تحوي مشروعاً فكريّاً ورؤيةً محدّدةً سواءً في القصَّةِ أو الشِّعرِ أو الرِّوايةِ، مركّزةً على الأفكارِ والأهدافِ الَّتي تخطِّطُ مسبقاً لتجسيدِها عبرَ فضاءاتِ كتاباتِها الإبداعيّة.
تكتبُ نصَّها بحرِّيّةٍ، وفضاءٍ مفتوحٍ، وتعطي لنفسِها الحرّيّةَ الكاملةَ للتعبيرِ عمَّا يخالجُها من أفكارٍ كي تجسِّدُها في متونِ كتاباتِها، لأنّها ترى هذا من مهمّةِ الكاتبِ والكاتبةِ، وهي تكتبُ بمختلفِ الأجناسِ الأدبيّةِ، وتقولُ: “يبدو أنَّ اللهَ وهبني هذهِ الموهبةَ في كتابةِ هذهِ الأجناسِ المتعدِّدةِ”، وتكتبُ كلَّ جنسٍ أدبيٍّ بتركيزٍ عالٍ، وحرفيّةٍ، وكأنّهُ الجنسُ الوحيدُ الّذي تكتبُهُ، سواءً عندما تكتبُ القصّةَ أو الشِّعرَ أو الرِّوايةَ، وكلُّ هذا ينمُّ على اهتمامِها الكبيرِ على جنسِ الكتابةِ، لهذا لديها اطلاعٌ عميقٌ على خصوصيّةِ كلِّ جنسٍ أدبيٍّ كي تأتيَ كتاباتُها بحرفيّةٍ عاليةٍ، وتنطلقَ من منظورِ أنَّ الكاتبَ الّذي لديهِ مشروعٌ معرفي وثقافي وفكري وإنساني، يحلِّقُ عالياً في فضاءِ كتاباتِهِ بحسبِ ما تقتضيهِ توهُّجاتُ الإبداعِ، فمثلاً عندما تكتبُ قصصاً معيّنةً، وتكونُ في سياقِ مشروعٍ قصصيٍّ، سرعانَ ما يقفزُ إلى ذهنِها فكرةُ عملٍ روائيٍّ، فتقومُ بكتابةِ هذهِ الفكرةَ، وتنساقُ بانسيابيّةٍ عميقةٍ بكتابةِ الرِّوايةِ، تاركةً القصصَ لفرصةٍ أخرى، وتستطيعُ أنْ تفصلَ حالتَها الانسيابيّةَ في فضاءِ القصصِ، عن تدفُّقِها الرّوائيِّ، لأنَّ تمرُّسَها على الكتابةِ أوصلَها إلى هذا الفضاءِ الحِرفيِّ في الكتابةِ، وأحياناً تكونُ في ذروةِ انغماسِها في كتابةِ عملِها الرِّوائيِّ، وإذْ بها إزاءَ حالةٍ شعريّةٍ، فتمسكُ قلمُها وتكتبُ نصّاً شعريّاً، وهكذا تفرضُ الحالةُ الإبداعيّةُ في جنسٍ معيَّنٍ، نفسَها عليها، وهي لا تجدُ حرجاً في تجسيدِ هذهِ الحالاتِ الإبداعيّةِ، لأنَّها ترى أنَّ الكتابةَ: سواءً القصّة، الرِّواية، القصيدة، هي الّتي تناديها، وما عليها إلّا ترجمة ما يتراءى لها من توهُّجاتٍ إبداعيّةٍ في هذهِ الأجناسِ الّتي تراودُها.
ترى الأديبة العراقيّة وفاء عبدالرزاق، أنَّ الكتابةَ يمكنُ أن تولدَ شرارَتُها من كلمةٍ، من فكرةٍ، من هاجسٍ، من حالةٍ معينَّةٍ تعطيكَ انبعاثاً ودفقاً وتحريضاً للكتابةِ، وأحياناً أخرى تنبعُ الكتابةُ من حالاتٍ انفعاليّةٍ ومشاعرَ مخزّنةٍ أو مكبوتةٍ في اللّاشعورِ، وتستنهضُ من خلالِ شرارةٍ معيّنةٍ، فنكتبُها بشغفٍ كبيرٍ، وأحياناً توقظُ فينا صورةً معيَّنةً هاجساً عميقاً لكتابةِ نصٍّ، مثلاً فيما كانت تتصفَّحُ في الشَّبكةِ العنكبوتيّةِ، شاهدَتْ صورةً لبيتٍ من الطِّينِ، وحرّضَتها على الكتابةِ، وجرفتها إلى ذكرياتِ الماضي الجميلِ، زمنِ الطّينِ، والبساطةِ والجيرانِ، والحياةِ الّتي عاشتْها في العراقِ، وراحتْ تكتبُ وتدورُ في غرفتِها في ربوعِ لندنَ، تكتبُ وتكتبُ وإذْ بها تجدُ نفسَها في حالةِ تواصلٍ معَ الماضي، فتنسابُ دموعُها شوقاً وحناناً إلى الماضي، إلى أيامِ زمان، فجاءتِ الحالةُ الإبداعيّةُ موائمةً لما هي فيهِ وكأنّها كانتْ تكتبُ وقائعَ مشاعرِها بكلِّ دقَّةٍ ومن وحي لحظاتٍ مُعاشةٍ أوّلاً بأوَّلٍ، فقدرتُها على استحضارِ الماضي كانَ مفعماً بالانفعالِ والذّاكرةِ الطَّافحةِ بالحنينِ، وهكذا نقلَتْ كلَّ هذهِ المشاعر بكلِّ ما هو جميلٌ، وكأنَّها تستعيدُ الأمكنةَ والذّكرياتِ الّتي حُرمَتْ منها، لأنّها غادرتِ العراقَ وهي في السَّادسةِ عشرة من عمرِها، وهذا ما دفعَها إلى أن تكتبَ ديواناً شعريّاً بعنوان:” أدخلُ جسدي أدخلُكم”وهو صورة وقصيدة”.
وعندما تكتبُ الشِّعر، تشعرُ بحزنٍ عميقٍ قبل كتابةِ القصيدة، لهذا عندما يراودُها حزنٌ عميقٌ، تعرفُ أنَّ هناكَ قصيدةً في الطّريقِ قيدَ المخاضِ والانبعاثِ. توقّفتُ عندَ هذهِ الحالةِ، وخرجتُ بتحليلٍ مفاده: أنَّ المبدعَ ينساقُ إلى فضاءاتِ الأحزانِ والآلامِ الَّتي تراودُهُ، فيترجمُ حالةَ الحزنِ، أكثرَ من انحيازِهِ لترجمةِ الأفراحِ، لأنَّ المرءَ يكتفي بأن يعيشَ الفرحَ ويعايشَ الفرحَ ويتذكَّرَ الفرحَ، بينما في حالةِ الحزنِ، لا يرتوي من معايشةِ الحزنِ وتذكُّرِهِ، لأنَّ هذهِ الحالةَ تظلُّ كامنةً في داخلِهِ كأنّها عبءٌ عليهِ، لهذا عندما يترجمُ النَّصَّ عبرَ كتابةٍ إبداعيّةٍ، يشعرُ وكأنَّ حملاً ثقيلاً كانَ على أكتافِهِ وانزاحَ عنهُ بعدَ أنْ كتبَهُ، وكأنَّهُ/ كأنّها كانت حُبلى بالحزنِ وجاءَها المخاضُ ولا بدَّ من أن تولدَ هذهِ الأحزانُ من خلالِ تجلِّياتِ الإبداعِ، وهكذا فإنَّ للحزنِ والأسى والأنينِ دورٌ أكبرُ من الأفراحِ في تفجيرِ طاقاتِنا الإبداعيّةِ الخلّاقةِ! لأنّنا كما قلتُ آنفاً نكتفي بأن نعيشَ الفرحَ ولا نحتاجُ إلى تجسيدِهِ إبداعيّاً، ولكن هذا لا يمنعُ نهائيّاً أن نكتبَ عن الأفراحِ بينَ حينٍ وآخرِ، ولكن تأثيرَ الحزنِ أعمقُ وأكثرُ بكثيرٍ من تأثيرِ الفرحِ في تجلّياتِ انبعاثِ شهقةِ الإبداعِ. وفي فضاءِ الرِّوايةِ، تتشعّبُ الأحداثُ، تعملُ مثلَ خليّةِ نحلٍ، وقد تأثَّرَتْ بوالدتِها، لما كان لوالدتِها شغفاً عميقاً عندما تقومُ بعملٍ ما، واكتسبَتْ من أمِّها هذا الشَّغفِ العميقِ. والعملُ الرِّوائيُّ يتطلَّبُ الاهتمامَ بأصغرِ الأمور إلى أكبرِ الأمورِ بكلِّ ما فيها من تفاصيلَ وتفرُّعاتٍ تقتضي الكثيرَ من الدّقةِ والخيالِ والشّغفِ والمتابعةِ والخيالِ، وكانتْ والدتُها تركِّزُ على ضرورةِ أن تتعلَّمَ المرأةُ الكثيرَ من قضايا الحياةِ، والمهنِ والمهاراتِ والأعمالِ، لأنَّها لا بدَّ أن تحتاجَ في مستقبلِ الأيَّامِ لأيّةِ مهنةٍ أو صنعةٍ أو تقنيةٍ تعلَّمتْها، وهكذا زرعَتْ أمُّها في شخصيّتِها أن تتعلَّمَ الكثيرَ من المهنِ، لزيادةِ معرفتِها ومعلوماتِها وخبراتِها في الحياةِ، إضافةً إلى موضوعِ الاعتمادِ على الذّاتِ، والثِّقة بالذَّاتِ، كلُّ هذا دفعَها إلى تعميقِ قدرتها على التَّركيزِ والاهتمامِ بعدَّةِ جوانب إبداعيّةٍ، بما فيها الرِّوائيّة، في كلِّ ما تقتضيهِ تفاصيلُ العملِ الرّوائي.
ولدى الأديبة وفاء عبدالرّزاق اهتماماتٌ في فضاءِ الفنِّ التَّشكيلي، فهي ترسمُ على الحرير والزُّجاج، والطَّرق أو الضّغط على النّحاس، والحفر على الخشب، والحرق على الجلد، والأعمال اليدويّة الفنّيّة كالتّطريزِ والنّقشِ والخياطةِ وغيرِها من الاهتماماتِ الفنّيّةِ الّتي زرعتْها أيضاً أمُّها في عوالمِها، كما كانَتْ تعشقُ العزفَ على العودِ، لكنّها لم تتعلّمْ، وزرعَتْ هذا الشَّغفُ في عوالمِ ابنِها، فأصبحَ عازفٌ عودٍ وموسيقيٌّ. نحنُ أمامَ شخصيَّةٍ أدبيَّةٍ فكريَّةٍ رصينةٍ، قدّمَتْ للأدبِ والفكرِ الإنسانيِّ والتّنويريِّ الشَّيءَ الكثيرَ.
منحتْها لندنُ الوفاءَ الَّتي كانتْ تبحثُ عنها! أجل منحتْها لندنُ الحرّيّةَ، بشكلٍ عميقٍ، ومهما كانتِ الأسرةُ على حدِّ قولِها في دنيا الشَّرقِ متحرِّرةً لا يمكنُ أن تقدِّمَ ما يحرِّرُ المرأةَ من العديدِ من النَّواحي، كما هو الوضعُ في دنيا الغربِ والدُّولِ المتحرِّرةِ، وهذا ما قادَها إلى أنْ تكتبَ روايةً بعنوان: “عشر صلوات للجسد”، تتحدَّثُ هذهِ الرِّوايةُ عن تحريرِ المرأةِ، وقد وظّفتِ المشاهدَ والأحداثَ والمواقفَ الَّتي شاهدتْها وصادفَتْها في محطّاتِ الحياةِ، معَ جموحاتِ تجلِّياتِ خيالِها، وهي ترى أنَّ بناءَ الرِّوايةِ يقومُ على هدمِ الواقعِ وإعادةِ بنائِهِ، من منظورِ ماذا يريدُ أن يقدِّمَ الرّوائيُّ أو الرِّوائيّةُ عبرَ مشروعِهِا، فهي ترى أنَّهُ من الضّروريِّ أن يكونَ لدى الرِّوائيِّ ثقافةً عميقةً واطلاعاً كبيراً على المواضيعِ والأفكارِ الّتي تنسجُ عليها تفاصيلَ روايتِها، بكلِّ ما يتعلَّقُ بفضاءِ الشَّخصيَّاتِ والحوارِ والأفكارِ الّتي يقدِّمُها عبرَ متونِ السَّردِ الرِّوائيِّ، وحقَّقَتْ نجاحاً بأعمالِها الرِّوائيّةِ والقصصيَّةِ، وقد تبنّتْ جهاتٌ صينيَّةٌ ترجمةَ العديدِ من أعمالِها إلى اللّغةِ الصِّينيّةِ، ولغاتٍ عديدةٍ أخرى.
ولم تكتفِ بهذهِ الإبداعاتِ، فراحَتْ في العام 2016 تؤسِّسُ المنظّمةَ العالميّةَ للإبداعِ من أجلِ السَّلامِ، وانبثقتِ الفكرةُ من مشروع: بالإبداعِ نتحدّى الإرهابَ، ولهذهِ المنظّمة العالميّة فروعٌ في العديدِ من دولِ العالمِ، وأقامت مؤتمرات وندوات عالميّة وعربيّة وبرامج من خلال المنتدى الثّقافي للمنظمة، وأطلقَتْ عبرَ تطلُّعاتِها برنامجاً شهريّاً، يحملُ عنوانَ: “رحلة مع مبدع”، تقدِّمُهُ على “الأون لاين” معَ مبدعينَ ومبدعاتٍ لهم باعٌ كبيرٌ في كتابةِ ونشرِ الأدبِ الخلّاقِ، وتقومُ بكلِّ هذهِ النّشاطاتِ الرّائدةِ، وكأنَّها فريقُ عملٍ بمفردِها، لما لديها من طموحاتٍ ورؤيةٍ مجنَّحةٍ نحوَ فضاءاتِ السَّلامِ، وتتعاونُ معَ الكثيرِ من المبدعينَ والمبدعاتِ عبرَ منظَّمتِها وعبرَ شبكةٍ عريضةٍ من صداقاتِها وعلاقاتِها معَ الَّذينَ يحملونَ رؤيةً تنويريَّةً نهضويّةً خلّاقةً، وهذا ما جعلَ الكثيرَ من المؤسَّساتِ الدّوليّةِ أنْ ترشِّحَها لجائزةِ نوبل للآداب، وقد نالَتْ جائزةَ الأوسكار لسيّداتٍ رائداتٍ الَّتي تنظِّمُه جمعيّةُ ثقافات بلا حدود بالشّراكةِ معَ منظمةِ الأممِ المتّحدةِ للفنونِ عام 2019. وهي عضوةٌ ناشطةٌ في العديدِ مِنَ المؤسّساتِ الدَّوليّةِ في الشّرقِ والغربِ في الأدبِ والثَّقافةِ ولجانِ التَّحكيمِ، فتعالوا أيّها الأحبّة في كلِّ مكانٍ من العالمِ نرفعُ معاً رايةَ السّلامِ والوئامِ بينَ البشرِ، تحقيقاً لسعادةِ البشرِ كُلّ البشرِ!
ستوكهولم: 16. 1. 2023
صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم