ئاوات حسن أمين :
في هذا الكون الواسع جدا
وفي جغرافيا وطني الممتد
من سحيق الأرض الى سحيقها ،
وفي مدينتي الجميلة كمزهرية ..
لي غرفة .. بحجم الصومعة
فيها فراش . . يسع اثنين
وأعيش وحيدا ..!
ولي فيها مكتبة صغيرة
تحتوي على دواوين ..
شيركو بيكه س
و
كاظم السماوي
و
رامبو
وبعض من الأوراق المبعثرة
تفرش الغرفة .
مسودات قصائد ،
وبدايات لكتابة سيرتي ،
ورسائل من أصدقاء لي
أخذتهم المنافي ..!
على الجدار ..
علقت صورا ..
لگوران ..
و
السياب
و
أحمد شاملو.
وصورة لي.. واقف بشموخ
أقراء قصيدة للعصافير
في غابة الحياة ..!
وألبومي الملقى على الارض
المجسد لصور أصدقائي
وحبيبتي ..
وأبني ..!
وكتب أحببت بأن تكون دائما بقربي ..
مذكرات پاپلو نيرودا
و
رواية حصيلة الأيام
لإيزابيل الليندي .
وفي زاوية من زواياها
هناك گيتار مقطوع الأوتار
تجسد حبي الأزلي للموسيقى
وحلم مراهقتى الفانية .
وشهادتي الجامعية الممزقة
في إطارها المكسور
ملقاة في ركن منسي من الغرفة ..!
وساعة متوقفة منذ زمن
كانت دقاتها نبض فلبى ..!
إشتريتها من سوق الخردة
تيمنا بتأريخها البالي .. !
ترمقني من البعيد بنظراتها .
هكذا هي غرفتي ..
متواضعة .. راقية .
فارغة .. مكتنزة .
جدرانها من خجل الزمن
صدئة ..!
قبل أقل من نصف قرن ..
أتيت الى هذه الحياة وحيدا،
في يوم مفعم بالمسرات
وبعد أن ..
أستمرت المسيرة
ودارت الأيام .
وها أنا وحيد ..
أتأمل الخوالي
وأبكي بصمت
على الأطلال،
أعيش وكلي أمل بأنه ..
….. بعد حفنة من السنين ..
سياتي أبني آزيز :
ويدق بابها الموصدة .
وعندما ييأس من عدم فتحها
يكتب على بابها ..
ها هنا عاش أبي
ردحا من الزمن
في متحف الحياة …!
السليمانية
١٧-٧-٢٠١٥
—