زينب الطهيري :
بين الصحوةِ
وخَدَرِ النعاس
أتاني نذيرٌ
بِنبأ حَثيث
مَدعوة أنا
إلى مدن الضياع
في شوارعها
ينشرُ المستضعفون
رؤوسَ أموالهم
على قارِعات الطريق
يتكئون على اللذة
ليتخلصوا
من مرارة العيش
ينشدون الرحيل
إلى عَوالم شتى.
من بواباتٍ للسحرِ
يركبون قواربا لِلنجاة
تُخادعهم
ترمي أمام أعينهم
أَبْسِطَةَ سَرابٍ
ثم تُلقيهم صَرعى
أَعْجاز نخلٍ
في قلب العَدَم
يصارعون أمواج العَوَز
يركبون هَوْلَ السؤال
ينشدون الكفاف
على أبوابٍ مُوصدة.
أياديهم باردة
من فرط المَهانة
ينشدون أجوبةً
في ساحاتٍ لِلغوِ
ساحات امتهنتِ
النخاسة في حضرةِ
الغول
يَعودونَ إلى شوارعِهم
بقلوب صاغرةٍ
يؤثثون الحيطان
أمنياتٍ
أمنياتٍ.
لغةٌ خَطتها
أيادٍ
أعلنتِ البيعةَ
رُغما عنها
لِسطوةِ الشظَف.
وجوهُهم صفْرٌ سودٌ
على ألسنتهم تجري
ينابيعُ قَحطٍ وجذبٍ
لا تنتهي
قلوبُهم شتى
في عيونِهم
تقرأ المهانةَ والكبرياء
وعلى أجسادهم
أسْمَالٌ
عادت للتو
من ساحاتِ حربٍ
كل فيها خَسْران
تميل شمسُ مدينتهِم
إلى المغيبِ
هجرةٌ موعودةٌ
مع صبحٍ قريب
يَنْبَلِجُ
على أنينِ الجياع
آدميونَ
يحملون أجسادا
رخيصةً لا تنام
للخبزِ الحافي
تَهدي
كل الأحلامِ المؤجلة…
—