قصائد تكتبها امرأة من عصر الجنون
ساجدة العبادي
ساجدة العبادي
(1)
لن اكتب قصيدة
يمسح بها الشحاذون ذقونهم النتنة
وأفواههم الكئيبة
فأنا امرأة ولدت في عصر جنون أبله
ولدت في أسوار البصرة
تحوّل رأسها الى أرصفة وشوارع مهجورة
رأيت الموت بعينيّ ملايين المرات
فهل سأعرف الحياة هذه المرة؟
(2)
تتراقص في هذه القاعة
وجوه بلا وجوه
ووجوه بلا وجود
ووجود بلا وجوه
والمسافة بعيدة بين وجه ووجه
أجيال تتصارع
والمربد يتقطر من رموش العيون
ودوي الانفجارات
جنود الاحتلال يتبادلون التحية
لم يحن الوقت
لأن ندعو (الحلاج) أن يحضر
ألم يحن الوقت كي نتحرر
سأهرع متسارعة
ألمّ جثث الشعراء
وربما أجد جثتي بينهم
تبحث عن الحرية
(3)
لا نساء في بلادي
المرأة قناع فوق صدر موشوم
وحجاب أسود
وقبقاب من عصر الحريم
المرأة تخاف الظل وتتحدى الحرب
بمصير محتوم
أنها تسقط بجزع
لكنها ستظل تقاتل
(4)
بوسع اي امرأة أن تكتب القصائد
وأن يعلو صوتها مجلجلاً في هذه القاعة
لكن امرأة واحدة
ستطرق أسماعكم مثل الرعد
تسلقت جدران السجون
وأطعمت أفواه السجناء
قدرها أن تكون بينكم
* * *
لن أقول للموت
وا أسفاه
وليس لي تاريخ امرأة مناضلة
إن لم أحفره على جبهتي
(5)
سنوات طويلة
وأنا أشاهد أخي يشرح بالمشرط
أجساد الموتى
ليمنح أذناً بالدفن
لكن جثة امرأة من كردستان العراق
كان زوجها يبحث عن رفاتها
بين الأنقاض
دموعه تنهمر كالمطر
يتحدث بكلمات لا افهمها
لم تكن جثتها تدخل غرفة التشريح
لأنها ماتت بالقتل القسري
زوجها ما زال يبحث ………..
(6)
هل يبتسم وجهي؟
وأنا ابصر أهلي يتقاتلون على كسرة خبز
وينامون عراة على الأرصفة
فقط أسألكم:
كم من امرأة
فقدت أخاها، زوجها، ابنها
وكم من امرأة بصريّة
بانتظار من يقول لها
انتهى وقت الرحيل
كفكفي دموعك الآن.
البصرة 2004
——————————-
ساجدة العبادي: شاعرة من البصرة وصحفية عملت في جريدة المنارة وجريدة العشار وصحف أخرى.. انتقلت الى رحمة الله تعالى في 27 كانون الثاني 2009