مجايليه والسابقين عليه معًا، على مستوى اللغة والصورة والبناء الفني جميعًا، وهو رهان خليق بجعلنا نرقب خطواته بترقب وتعاطف ومساءلة”.
يقول باسم فرات في قصيدته “سليل”:
“عندما رأيتُ رأسي
بلحيةٍ وشَعرٍ مُنسَدلٍ
مرفوعًا على رُمحٍ
حَلقتُ لِحيتي
وَقَصَصْتُ شَعري
تَعَطّرتُ
وَرحتُ أُغازلُ نِسْوةَ المدينةِ
هل أوهِمُ نفسي
أنني لستُ الذي في الصورةِ :
محمـولاً رأسُـهُ
على رُمْـح؟!”
وهو يختم قصيدته “إلى لغة الضوء أقود القناديل” بقوله:
“أعلّقُ على الجدرانِ انكساراتي
وأتوسّدُ الحنينَ
لستُ إلاّ الأخيرَ في قافلةِ العُزلةِ
ولأني بلا أمجادٍ ترصّعُ حياتي
ترَكتني أحلامي ومَضتْ
فنثرتُ على الشبابيك لهفتي
وعلى الأبوابِ خيباتي”.
وباسم فرات من مواليد عام 1967م في كربلاء، وبدأ النشر عام 1987م، في جريدة العراق، ثم توالت قصائده وإصداراته، حتى صار من أقطاب قصيدة النثر، وصدر عنه، هذا العام، في دمشق، كتاب (444 صفحة)، يضم حواراً مطولاً (60 سؤالاً في 27 ألف كلمة تقريباً) ودراسات وشهادات بأقلام نخبة من الأدباء والنقاد العرب، بعنوان: (باسم فرات، في المرايا: دراسات وحوار)، أعدَّه الشاعر وديع شامخ، وقدَّم له الناقد الدكتور حاتم الصكر، وقد سبقه كتاب نقدي عن تجربته صدر في دمشق أيضاً عام 2007 ، اعداد وتقديم الناقد العراقي زهير الجبوري، في 351 صفحة.
ويُعَدُّ ديوانه الجديد “إلى لغة الضوء” الرابع في مسيرة الشاعر. قام بتصميم الغلاف الفنان والْمُخرج الصحفي مدحت عبد السميع، وقام بتنفيذه الفنان حسام عنتر.
إلهامي لطفي
مدير عام الحضارة للنشر