يعد الأديب الصحفي والمؤرخ إبراهيم خليل إبراهيم ابن مصر والأمة العربية من أكثر الكتاب على المستوى المصري والعربي والعالمي الذين كتبوا في أدب الحرب وقصص الأبطال والشهداء فقد جاب معظم عزب وكفور ونجوع وقرى ومدن ومحافظات مصر وتقابل مع نخبة من الأبطال وأسر الشهداء وسجل بطولاتهم وكتب عنها بل وقدم السواد الأعظم منهم في وسائل الإعلام ومن ثم كان هذا الحوار معه في هذا الصدد .
خلال عملي في مجلة صوت الشرقية أرقى المجلات الإقليمية وتحت رئاسة تحرير الصحفي القدير عبد المعطي أحمد نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام طلبت منه تخصيص الباب الثابت ملامح مصرية وأتناول فيه أعلام محافظة الشرقية الذين رحلوا إلى دار الخلود وفي نفس الوقت أكتب أيضا عن تاريخ مراكز المحافظة فوافق ومن ثم اخترت عنوان أول كتاب لي ( ملاح مصرية ) وفي نفس الوقت قمت بإجراء حوارات صحفية مع أعلام محافظة الشرقية ووجدت أن المحافظة قدمت العديد من الأبطال ومن هنا قررت تخليد تلك البطولات في كتب تكون المرجع للأجيال القادمة .
نعم البيئة تشكل إحدى عوامل تشكيل الإنسان في مرحلة الطفولة فأذكر أن ابن خالي عابد حسيني صالح ابن قرية السدس مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية تم تجنيده وحضر معارك الاستنزاف واستشهد على مدفعه وهو يقاتل في البحيرات المرة بعد استشهاد رفاقه الأبطال ونفاذ الذخيرة وقد قام بإبلاغ نبأ الاستشهاد خالي محمد علي صالح وكنت في ذلك الوقت طفل صغير وكنت أبكي بشدة وأقول عاوز أكون شهيد مثل عابد .
بعد نصر أكتوبر 1973 علمت أن البطل محمد عبد العاطي الذي دمر خلال معارك أكتوبر 1973 عدد 23 دبابة و 3 عربات مجنزرة إسرائيلية ولكن لم أعلم من أية قرية وذات مرة سألت الدكتور علاء صالح الأستاذ بكلية التربية الرياضية بنين جامعة الزقازيق وقريبي وخال زوجتي عن بلدة البطل محمد المصري فقال : أنه من منيا القمح وهنا اتصلت بصديقي المهندس علي عبد النبي مدير سنترال منيا القمح وسألته عن البطل محمد عبد العاطي ؟ فقال أنه من قرية شيبة قش ولكنه قام ببناء منزل في شارع العمدة بمنطقة الري في منيا القمح وأعطاني رقم تليفونه فاتصلت به وتقابلت معه في منزله وأجريت معه محاورة صحفية وتم النشر في مجلة صوت الشرقية وعندما طرحت مع باعة الصحف نفذت في وقت وجيز وبعد ذلك كتبت عن بطولاته في كتابي ملامح مصرية .
أيضا علمت أن أول شهداء القوات المسلحة من الجنود يوم العبور العظيم الموافق السبت 6 أكتوبر 1973 المتزامن مع 10 رمضان 1393 هجريا من قرية سنديون بالقليوبية وأن البطل عبد المعطي عيسى الذي دمر 26 دبابة إسرائيلية خلال معارك أكتوبر من العياط بمحافظة الجيزة فكتبت الخطاب إلى أسرة البطل الشهيد محمد حسين مسعد وإلى البطل عبد المعطي عيسى وأرسلتهما عبر البريد وذكرت رقم تليفوني وبعد وصولهما اتصل بي الأستاذ أحمد شقيق البطل الشهيد محمد فذهبت إلى سنديون بالقليوبية وتقابلت معه وسجلت بطولات شقيقه وكتبت عنه وأيضا نفس الأمر مع البطل عبد المعطي عيسى .
حكايتي مع الشهيد الحي وهو البطل عبد الجواد سويلم بدأت عن طريق صديقه البطل محمد المصري فقد ذهبت معه إلى منزله بعزبة أبو عمر الملاصقة لمدينة أبو صوير بالإسماعيلية وتقابلت معه وكتبت عن بطولاته في كتابي البطل الأسطورة وهذا البطل تم تجنيده وألحق بسلاح الصاعقة وفقا لرغبته وخلال معارك الاستنزاف اشترك في 18 عملية عبور خلف وداخل القوات الإسرائيلية المحتلة سيناء وتمكن من تدمير 16 دبابة و 11 مدرعة و 2 عربة جيب وبلدوزر وأتوبيس و 6 طائرات بمطار المليز وأصيب بصاروخ إسرائيلي ونتج عن إصابته بتر ساقه الأيمن والأيسر وفقد عينه اليمنى وساعده مع جرح كبير غائر بالظهر وبعد تركيب الأطراف الصناعية طلب الاستمرار في الخدمة فوافق الزعيم جمال عبد الناصر وأطلق عليه الشهيد الحي وشارك البطل عبد الجواد في نصر أكتوبر ويعد الجندي الوحيد على المستوى العالمي الذي قاتل وهو مصاب بنسبة عجر 100 0 / 0 والحندي المصري الوحيد الذي نال التكريم من رؤساء مصر جمال عبد الناصر والسادات ومبارك وعبد الفتاح السيسي .
تعب قطع المسافات كان يتلاشى بمجرد عودتي للمنزل بعد لقاء الأبطال وأسر الشهداء لأن أعظم وأنبل وأخلد الكتابات تلك التي تكون للوطن أو عنه .
من مؤلفاتي في أدب الحرب وقصص الأبطال والشهداء أذكر على سبيل المثال : أبطال النصر وملامح مصرية ورجالات وبطولات وبطل من بلادي وحكاية بطل ووطني حبيبي وقال التاريخ وقاهر الدبابات والبطل الأسطورة ويوميات مقاتل .