فقلتُ لها والهمُّ يكبتُ صرختي:
تغيّرتُ، قالتْ: في الهوى كنْ اِذنْ أحسَنْ
لمْ تُبصِري حرَّ الكلام بشهقتي
فردتْ: نضوجُ المرءِ دنيا بأنْ يُفتَنْ
تبدّلَ لونُ الحسِّ بين كِتابتي
أجابتْ: هو الأحلى لكلّ حياةٍ فَنْ
تحمّلتُ ألوانَ انقلابٍ بعيشَتي
فقالتْ: لكشفِ النفسِ مالضيرُ أنْ تَحزَنْ
عَجِزتُ أرى نزفَ الشعوبِ بطولة
أرى من يخونَ الحبَّ مُفتخِراً أرعَنْ
كأنِيَ كابوسٌ وُلِدتُ للعبةٍ
لتهمِسَ: لا تيأسْ ودعْ عنكَ هذا الظنْ
فقلتُ لها: لستُ الذي كنتِ تعْرِفي
فقالتْ: طباعُ الدرّ عند اللظى أثمَنْ
ترجّيتها كفي زماني مُلوِّعي
لتضحكَ: لا تجعلْ يُقالُ الفتى قد جَنْ
وقالتْ ألا عِشْ حياتَكَ حالماً
ألا كنْ نسيما بالطبيعة كي يُعلنْ
تمعنتُ عينيها تديم جدالها
صمتُّ احتراماً فانطلقنا عسى تفطنْ
—