عبد اللطيف رعري :
هكذا تراجع ربيح الحلم
لورائيات زمن كان التشابه أصلا للكون
فمن تشابه منّا فلا عجب …
ومن أتى بغيرنا فهو عكس التشابه
فلينتظر الرّشمة الموالية للقدر …
من وحلٍ…
من نارٍ …..
من ماءٍ ..
من كل شيء اخضر…
سقطت الرايات البيضاء
تحت أقدام صبية تصنع من وحل المزارع
تمثالا مبثور الدراعين للعبث
بعين واحدة لا تحيد ُعن راشقها
تدمع لهيبًا قد اضاء مغارةً يلتف فيها النهار…
قصرا أبوابه على الفناء تتلوا أغنيات النسيان
على إيقاع النسيان
خرابا يأتي بدون استأذان
وتأتي العرائس صدفة بظلٍ على الكتبان
برقصة عرّاها نهرٌ نام ألف عام
من وحم عشقٍ تدلّل باسم السّماء فخرَّ الانام
وتهادت في ارض الله كل الكلمات
وشاخت في الاعمار كلها الاعمارُ
كل الأعرافُ
كل الانصافُ
الطُّيور في اثقابها عاكفة على شللِ الإشارات
وقد أومأت بعماها لنحس آتٍ
ترعاه بُومة عداها شبح الليل
لا غدو ولا رواح
لا شدو ولا قراح
امام نهر يأكل ساعات النّهار
ويطبِّلُ في قراره بعبء الأحجار
وقائمة للأشرار
ووجه خاب الظَّن فيه فثار
وجئنا على اعقابنا خاسرين
نرقص بعيون مغمضة على وترين
كمن يعقب وهمَ الاتي
وفي يده حفنة ماءٍ باردة
وصرخة مديدة في جوف الصَّدى
ثمن الخسارة
نلحس تراب الامنيات
بلسان أطول من الصمت فينا ………
ونعيد تخاريف العاجزات
على ظهور تحمل ما لا سلام
ما لا كلام
ما لا صدق في النيات…
فمن أعادنا للوحل حتمًا سيعيدنا لزمن التشابه
حيث ضياع للحلم
حيث ضياع لرَّشمة الأولى
وبداية انهيارنا …
لبناء ساعات النهار .