عبد اللطيف رعري :
حذاري …..
هذا الاصبعُ
السهم ُ
صوب خريطةَ الجسدِ
هذا الوشم
الصاعد في أفق الخواء ..
كيف يستثني الاحرف كلها ويصيب العين؟
كيف يراقص الاطياف جلها ويرمي الومض؟
كيف يداري شرود الآهات بغزل ماء الغدير.
ويستميل
العاريات
بنصف انحناءة
عكس المصير
هذا الممتد ُ بطُولِ البرج السامق في دهشتنا
بلا خجلٍ.
ويفيض كما الوهم ساعات الحصار
يخلع الألوان كلها ليتدلل بلونه….
ليتعرى من حلمه ….
ويتلفظ أبجدية الثمالة بشراب الهزيمة
لينشد غياب الأغنيات بلحنِ هدمِه للقبابِ
ويسوِّي في عيون المارة اضطراب اللغاتِ
ويحكُم
صدى
الجهات
بترديد سرديات
الصّمت
فمَا ورَاءهُ قاطعٌ للحبالِ ..
ومَا أمامهُ غير بوَابة تحرُسها شمسُ الجبالِ
وهو الفاصل بناره يلقِي السّوط
رمادًا
لتولد الأشجار من عُقم الأشجار
هذا الأصبعُ
مبثور الرأس
يزحفُ على بطنهِ ألف عصرٍ وظهيرة
ليعصرَ قشّة التبّن فوق قبرِ الرِّيح
قبل رحيل قُبَّارَة الحقُول
الى متواها العدمي ….
فخيامها لا تنصب على ماء…
ودموعها لا تحجب عن السّماء ورطة اصفرارها
وغضبها حين تهرق الدماء جورًا
بداية لانتحار السنابل…
ونهاية للمواسم الأربعة على ألفة الضياع
هذا الاصبع وإن أتت عليه آتياتٌ
وحلت بهزمه
الهزائمُ
لن يرسم علامة في الطريقِ
لن يُؤخر موعد َالحريقِ ….
لن يدل تائهًا فِي السّماء سُبل التحليقِ
هذا الاصبعُ
يحركُ مواجعَنا
مُمتدٌّ
من العين حتّى القلب ….
سأكسره بأنيابي
وأدفنه عمر حزننا في عتمة الغياب
وأدرب الرّيح على الرحيل
حتى لا تشيخ في صدورنا الاحلام