هي محكمة الشيخوخة،
يقبل عليها من طغى
بدون استدعاء أو اعتقال،
يجلس وحيدا
أو وسط زمرة من العجائز،
يلامس شيبه تارة
ومواضع الأنياب تارة أخرى.
يرسل آهات عميقة
حول زمن مضى،
زمن فيه قد طغى!
في عز جبروته، كان يقول:
“سأظلم هذا وأحتقر ذاك،
فالأمر بيدي،
والعدالة إلى جانبي”.
وتمر الأيام،
وتصير السنين كالأيام
والعقود كالأعوام،
الكل يجري بسرعة البرق،
ويصير ظالمي وظالمك
بين ثنايا محكمة الشيخوخة…
هي محكمة لا يظلم فيها من يقبل عليها،
هي محكمة اختيارية
تصير لزاما مع سن العجز؛
سن تساقط مسام الشعر حشدا حشدا.
هي محكمة البسطاء أمثالي وأمثالك،
محكمة أبناء وطن أريد لهم قسرا
أن يقعوا في هامش الهامش.
هي محكمة ليست كمحاكمهم
التي قد تدحرجك من مرتبة مظلوم تعيس
إلى دركة مجرم شرس.
محكمة الشيخوخة تبقى أملنا الوحيد
في محاسبة ظالمي وظالمك،
يا من ظلمت رغم ضراوة أنفتك وكرامتك.
المغرب