دوما يعود من سفره دون سابق إنذار ، دون مهاتفة خاطفة ، دون رسالة تنبئنا بميعاد قدومه…
هو رجل العودة بصمت الليل لكن دون ميعاد، يكتسح طرقنا المقفرة بخيول الدفء الغجري ، بخطوات من مرمر.
يعود دون موعد ،
مع رذاذ من شوق السنين، بسلام حمائم عابرة، برؤى المستقبل، يأتي…
يأتيني مع كل سَحر يلهبني دوما مع نسائم صيف باردة ، يشعل في رغبة لا تستتر مع إمرأة مثلي .
هو الذي درس يوما كيف يلامس إمرأة دون أن تسكره نشوة رجل إنفرد بإمرأة…ذات ليل…أو ذات عمر…
يمر بجانب شفتي كسفينة من الأفق بدون أن يرسو بمينائي بدون أن يلوح لي بمنديله بدون أن يعدني بالعودة…ذات سحر.
يأتيني من مسرحية الحياة كبطل لا غير ، يروض شوقي كترويضه لمرايا الكلمات ، يتركني كأرض الواحات بدون عين تثلج شيئا من شراييني الملتبهة.
و لا يعود إلا مع سحر جديد…
يقتحمني دون إذن أو رسائل في عتمة الليل ، يوقظ في صهول رغبة وحشية ليس لها حدود معترف بها…
يحدثني على و قع غيتاريات الحزن المسائي عن أشياء لا أفهمها إلا برموزه و شيء من ماضيه…
هو…يلخصني بثلاث كلمات ” أنت ملكي “.
أنا التي كافحت سنينا ضد أن أملك ، يأتيني هو بهمس الندى ، و يملكني دون مقاومة…
خطوات متثاقلة..يليها فتح عنيف لستائر النوافذ، أشعة الشمس تغتال كل ما
تبقى من شجون البارحة ، تتسلل إلى جسدي بلذة