ليلى طه فنانة تشكيلية مميزة فمختبرها الفني يعتمد على معطيات الفنون المعاصرة حيث تتناول الموروث الشعبي الذي تمليه مغامرة التداعي الحدسي في إطار متجدد متمسكة بالعناصر الأصيلة من التراث الحضاري , متجاوزة الأنماط المستهلكة باعتمادها على الفن المعماري الإسلامي وإضافة روح العصر والحداثة إليها .
أقامت معارض عديدة داخل القطر وخارجه ولها مقتنيات في المتحف الحربي ومديرية الثقافة ووزارة الداخلية ومقتنيات خاصة في كل من مصر والسعودية وبريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وسوريا .
التقيناها في معرضها الأخير في مدينة دمشق بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة وكان لنا معها الحوار التالي :
بداية : ما هي مبرراتك للاتجاه إلى تراث فني من هذا النوع ؟
كلما أتعمق بهذا النوع من الفنون أجد نفسي عائدة إلى الوراء زمنياً أكثر فأكثر أبحث عن الجذور ورويداً تبلور لدي طموح بالمتابعة أكثر والغوص بالماضي الذهبي وهي محاولة لا تهدف إلى استنساخ الماضي ولا إلى نسخه بقدر ما تهدف إلى استخلاص روحه الحية التي لم تمت والتي لم تزل تنبض وتنطق بصوت عال عبر أعمال فنية تراثية مبدعة أُغنيها بثقافة العصر الحديث .
_من السهل أن نرى لوحة ونلتقط منها أحداث معينة ولكن كيف نقرأ منها لحناً من الماضي البعيد ؟ كيف بوسعك أن تنقلينا إلى هذا الماضي ؟
هنا تأتي مخيلة المتلقي لتلّمم مخيلة الفنان واللوحة نداء اللعب ونداء الحلم والمخيلة أي نداء صاحبها وقارئها وتفجّر جميع النداءات , كما أن الفن الذي لا يستهدف في معالجته للماضي أو فنية الأثر القديم ومحاربة كل العفن الساكن هو فن غير جدير بتعاملنا معه .
_الفنان والمبدع والناقد أي منهم يستولي على الأخر عندك لحظة العمل الفني ؟
في حالة المبدع الذي يمارس النقد ينشب صراع أثناء العملية الإبداعية وهذا يتضح أثناء العمل .ولكن العلاقة بين المبدع والفنان هي علاقة النبع بالأرض والفنان ابن بيئة ما وله ثقافته يفعل فعله في تكوين رؤيته فالعلاقة جدلية وأساسية وبالنسبة لي جاءت لوحاتي تتناول فترة معينة من التاريخ وبالتالي أُقدم رؤية معينة وهذا مرتبط مع مجمل ما كان لي من موقف وفهم للحياة , وعلى كل فنان تشكيلي أن يكون فناناً وناقداً ومبدعاً في آن واحد وهو في صميم العمل .
_نجد في لوحاتك موسيقا للزخرفة وأخرى للخط لا يصغي إليها إلا من أُوتي رهفاً في البصر والقلب ما رأيك ؟
أردتُ أن أجعل من الزخرفة والنقوش أنغاماً يصغي إليها القلب ويخشع أمامها الفكر قبل العين .
تحمل المتلقي إلى رؤية وتنفذ إلى لغة العالم ومغزى الفن , وكما قال كانط (أن الزخرفة العربية أجمل من غادة حسناء ) . إذا ًللزخرفة ضرب من الموسيقى كما أن للخط أيضاً ضرب من موسيقى الحرف فقيل عن ( ابن مقلة ) أول الخطاطين العظام إن الخط أفرغ في يده كما أوحي إلى النحل في تسديس بيوته وكأن القائل يلاحظ التناغم الموسيقي الذي يصوغه الوحي في بيوت النحل كما يصوغه في حروف الخط .وهكذا يشتبك الخط بالزخرفة وهو الفن الجميل بامتياز , وأردتُ كما أراد الفنانين المسلمين أن أحّول الفن على موسيقى سابحة في فضاء الروح , فمرهف الحس متصل بالنفس المرهفة .
_ماذا وجدت الفنانة ” ليلى طه ” في هذه الدنيا وهل انتهى زمن الحلم ؟
أجد قضايا صعبة وهي قضيتنا مع الواقع وقضيتي كامرأة مع الزمن إذ أن حرب الزمن أشد ضراوة بكثير من حرب الواقع فمحاربة الواقع تسمى حلماً أما محاربة الزمن فهي شيء مخيف ورهيب .
أقامت معارض عديدة داخل القطر وخارجه ولها مقتنيات في المتحف الحربي ومديرية الثقافة ووزارة الداخلية ومقتنيات خاصة في كل من مصر والسعودية وبريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وسوريا .
التقيناها في معرضها الأخير في مدينة دمشق بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة وكان لنا معها الحوار التالي :
بداية : ما هي مبرراتك للاتجاه إلى تراث فني من هذا النوع ؟
كلما أتعمق بهذا النوع من الفنون أجد نفسي عائدة إلى الوراء زمنياً أكثر فأكثر أبحث عن الجذور ورويداً تبلور لدي طموح بالمتابعة أكثر والغوص بالماضي الذهبي وهي محاولة لا تهدف إلى استنساخ الماضي ولا إلى نسخه بقدر ما تهدف إلى استخلاص روحه الحية التي لم تمت والتي لم تزل تنبض وتنطق بصوت عال عبر أعمال فنية تراثية مبدعة أُغنيها بثقافة العصر الحديث .
_من السهل أن نرى لوحة ونلتقط منها أحداث معينة ولكن كيف نقرأ منها لحناً من الماضي البعيد ؟ كيف بوسعك أن تنقلينا إلى هذا الماضي ؟
هنا تأتي مخيلة المتلقي لتلّمم مخيلة الفنان واللوحة نداء اللعب ونداء الحلم والمخيلة أي نداء صاحبها وقارئها وتفجّر جميع النداءات , كما أن الفن الذي لا يستهدف في معالجته للماضي أو فنية الأثر القديم ومحاربة كل العفن الساكن هو فن غير جدير بتعاملنا معه .
_الفنان والمبدع والناقد أي منهم يستولي على الأخر عندك لحظة العمل الفني ؟
في حالة المبدع الذي يمارس النقد ينشب صراع أثناء العملية الإبداعية وهذا يتضح أثناء العمل .ولكن العلاقة بين المبدع والفنان هي علاقة النبع بالأرض والفنان ابن بيئة ما وله ثقافته يفعل فعله في تكوين رؤيته فالعلاقة جدلية وأساسية وبالنسبة لي جاءت لوحاتي تتناول فترة معينة من التاريخ وبالتالي أُقدم رؤية معينة وهذا مرتبط مع مجمل ما كان لي من موقف وفهم للحياة , وعلى كل فنان تشكيلي أن يكون فناناً وناقداً ومبدعاً في آن واحد وهو في صميم العمل .
_نجد في لوحاتك موسيقا للزخرفة وأخرى للخط لا يصغي إليها إلا من أُوتي رهفاً في البصر والقلب ما رأيك ؟
أردتُ أن أجعل من الزخرفة والنقوش أنغاماً يصغي إليها القلب ويخشع أمامها الفكر قبل العين .
تحمل المتلقي إلى رؤية وتنفذ إلى لغة العالم ومغزى الفن , وكما قال كانط (أن الزخرفة العربية أجمل من غادة حسناء ) . إذا ًللزخرفة ضرب من الموسيقى كما أن للخط أيضاً ضرب من موسيقى الحرف فقيل عن ( ابن مقلة ) أول الخطاطين العظام إن الخط أفرغ في يده كما أوحي إلى النحل في تسديس بيوته وكأن القائل يلاحظ التناغم الموسيقي الذي يصوغه الوحي في بيوت النحل كما يصوغه في حروف الخط .وهكذا يشتبك الخط بالزخرفة وهو الفن الجميل بامتياز , وأردتُ كما أراد الفنانين المسلمين أن أحّول الفن على موسيقى سابحة في فضاء الروح , فمرهف الحس متصل بالنفس المرهفة .
_ماذا وجدت الفنانة ” ليلى طه ” في هذه الدنيا وهل انتهى زمن الحلم ؟
أجد قضايا صعبة وهي قضيتنا مع الواقع وقضيتي كامرأة مع الزمن إذ أن حرب الزمن أشد ضراوة بكثير من حرب الواقع فمحاربة الواقع تسمى حلماً أما محاربة الزمن فهي شيء مخيف ورهيب .