* في ذكرى الفنّان طارق الشبلي.
في ليالي المعقل المنسية..
“يفرّ بيه هوى المحبوب يايمه”
كانت ملكة الليل..
تهدي عطرها للعاشقين،
والمراكبُ أشواقها للأمواج،
والعمال يحكون عن نغم
مرّ على أسماعهم:
“تخلوني بحال الصفصاف تخلوني”
بحثوا في كل أزقة الميناء،
وعلى الأرصفة،
جابوا (الأبلة والكندي وحطين
وخمسين حوش وحي الشهداء واللوندري)
والصوت يرنّ صداه في آذانهم ظل يرنّ.. ويرنّ..
“أكول الله على العايل ..
يجيب الهوى على المايل”
جابت أعينهم أشجار اليوكالبتوس
و(أسكلة) الميناء وقبته
مروا بـ (الجبيلة والمسفن)..
والصوت يرنّ..
نغمٌ يتبع نغما
“واجب بالروح أشريك يحبّيب واجب”
تهادى النغم كموج الشط
سرّحت الفتيات خصيلات الشَعر
عند (نمرة أربعة)
وأخذن يغنين بصوت واحد:
“بعدك بالكلب بعدك
بعدك عايش لوحدك”
ورددت أمواج الشط ونخيلات (جزيرة السندباد):
“مُرْ بينه مُرْ بينه
تلكه الوفه بينه”
علا الصوت وأخذ يجوب شوارع العشار،
ولج بيوت البصرة
فتحت الأزقة، الحارات، الشوارع،
أذرعها لتردد:
“لعيونك انت ياحلو.. يا ضيّ العيون”
نعم..
لعيونك.. لأناملك التي
صاغت هذه الألحان
واجب علينا أن نحييك
يا أبا زياد!!
و “بهيده من تشبكني روحي
بهيده.. هيده
يمك يورد حجينه”
وها هي ليالي المعقل قد عادت
أليس كذلك؟ّ!
و”لالي لالي لالي،،، ياكمر لالي”