إلى استاذي والعم الشاعر العراقي سعدي يوسف (رحمه الله)
حيث مقاعد المقهى الخشبي ضرب العظم.
ذهبت خطواتي
شواطئ القمر تتبدل.
لا شيء يهطل
إلا الليل والسفر.
في حقل النعناع والنخيل٬… في ظلام٬
النعناع يخاف من العطر
يخاف المحار يتلاطمه الخليج وحده.
أوراق سعدي (الأخضر بن يوسف) الزهية٬ من جبهة أبي الخصيب٬
السعف مع رائحة السمك يمشي بعيدا٬ فقاعة نوى التمر٬ دوائر لماعة بدون مصير.
فجأة أنفتح التمر٬
سلال التمر شوارع في البصرة.
تمسك بشعاب المرجان بحقيبتك
جسمك مقاعد مقهى بصري٬
شهي يتجامد الدموع في النخيل٬
خطاك والمقهي
لا شيء يؤذيك في الحي القديم
سوى المشربيات
والكحل اللزوردي
يلصقك الطين مخلبة نخيل المرجان في سهرك٬
ظلك
يماسس جرف شط العرب٬
دمك طين مهما غنيت بعيدا
الأخضر يا أبن يوسف دمك
مرور الفيضانات كان ٬ ولازال شارع اللكورنيش
تل التراب أنفتح في البساتين
وحقيبتك الكتانية من قماش الملامبس مزركشة.
أنت تتعطر في النخيلمثل التمر الأحمر
حين يتعداه الخريف.
تبرق العطر والطعم
بضرواة السهر والنوافذ
صوتك في الغناء.
تضرب خطاك المترنحة الأزقة المتربة
منزلك.
وأنت في عجلة النعاس تغني
أمرك٬ السهر لا يضرب العظم في النواح
تضرب٬ كما عطر الزهرة في الظلام،
ظلام البصرة يقطع سعف الحكاية من الطين.
هناك أنت حيث راذحة السمك في السماء
حين تنوجد راذحة قمصانك.
لأنه اليوم
ولأنه الليل
كل الشحوب يمرر بغير مبرر للشوارع
ها هي الذاكرة
كنت تكتبها لي في العبور
هي العبور من العبور إلي العبور٬
الهواية للسهر في لعبة الجفن٬ طمسته حين فقست الوقت
الهاوية في المقاهي للسعف والتمر والمدي٬
ها هو الغناء في صوتك البعيد
حين طغت عليه سعفة أبي الخصيب
أسلت الدموع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)